منتشياً ببيان مجلس الأمن الأخير بشأن اليمن والذي جاء وفياً لعادته في تحميل الضحية المسؤولية وتبرئة الجلاد وسّع نظام بن سلمان خلال الأيام والساعات القليلة الماضية من تصعيده العدواني وراح يشن المزيد من الغارات الهستيرية على المناطق السكنية والمنشآت المدنية في العاصمة صنعاء ومختلف محافظات اليمن ومنها مدينة الحديدة في خرق فاضح ومتواصل لاتفاق استوكهولم على مرأى ومسمع من لجان المراقبة الأممية.
– الشعب اليمني الذي يكمل بعد أسابيع قليلة سبع سنين من العدوان لم يكن ينتظر خيراً من مجلس الأمن ولا من بياناته العقيمة، فما يقوله تجار الحروب وسماسرة الدماء وأرباب المصالح لا يعني شيئا ولا يقدم او يؤخر فقد علَّمتنا تجارب السنوات الماضية الكثير والكثير عن المجتمع الدولي وعن مواقف مؤسساته الكبرى وبتنا على دراية عميقة بأداء هذه المؤسسات وطبيعة إدارتها وعن الأساليب الرائجة في أروقتها عندما توضع مواقف الدول والمنظمات في سوق المزايدات وكيف تشترى المواقف وتباع الذمم.
– تزامن صدور البيان من اكبر مؤسسة دولية في العالم- وهي المعنية الأولى بالسلام والحفاظ على حقوق الإنسان- مع إعلان إحصائية عن ضحايا الفين وأربعمائة يوم من بدء الحرب العدوانية على اليمن في أوساط المدنيين والمؤسسات الخدمية.
– من قتلهم وأصابهم نظام محمد بن سلمان بجروح خلال الفترة المذكورة من النساء والأطفال وغيرهم من الأبرياء الذين لاناقة لهم في الحرب ولا جمل بلغ وفقا لإحصائية مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية أربعة وأربعين الفا ومائتين وواحداً عشرين شهيدا وجريجا فيما بلغ عدد الشهداء من الأطفال أربعة آلاف ومائتين وسبعين شهيدا ومن النساء الفين وثمانمائة وخمسين شهيدة.
– الرقم المعلن للضحايا المدنيين يبدو مهولاً ومفزعاً إلا أن كثيراً من المتابعين يؤكدون بأنه لا يعبر عن حقيقة ما جرى وأن أعداد الضحايا الفعليين اكبر من ذلك بكثير ومع ذلك لم يشبع بن سلمان بعد من دماء اليمنيين ولا يفتأ يبرم صفقات السلاح الواحدة تلو الأخرى وينفق مليارات الدولارات لاقتناء أسلحة القتل والخراب وفي شراء الذمم والمواقف حول العالم ولا يدع مناسبة إلا وصعّد من غاراته الغادرة لتزهق أرواح المزيد من الأبرياء الآمنين في منازلهم وفي قراهم وعلى الطرقات وفي الأسواق وفي مقار أعمالهم.
– وزارة خارجية بن سلمان رحبت ببيان مجلس الأمن واعتبرته ضوءا اخضر إضافياً للتوسع في القتل وسفك الدماء وتخريب اليمن فأرسل النظام طائراته على الفور لتحرق مخازن أدوية ومستلزمات طبية في صنعاء وتدمر ما تبقى من بنى مؤسسات المياه والكهرباء وغيرها من المرافق الحيوية والخدمية في صنعاء ومختلف أنحاء البلاد لتضاف إلى مئات المنشآت المدنية التي طالتها نيران الحقد السعودي منذ سبع سنين ولا تزال .
– بحسب إحصائية مركز عين الإنسانية لـ2400يوم من العدوان، فقد دمرت المقاتلات والصواريخ السعودية أكثر من 15 مطاراً و16 ميناءً و312 محطة ومولد كهرباء و558 شبكة ومحطة اتصال و2542 خزاناً ومحطة مياه و1994 منشأة حكومية و5749 طريقاً وجسراً و 398 مصنعاً و365 ناقلة وقود 11549 منشأة تجارية و477 مزرعة دجاج ومواش و8483 وسيلة نقل و476 قارب صيد.
فيما بلغ عدد المنشآت الخدمية التي دمرها تحالف الاجرام السعودي 946 مخزن أغذية و405 محطات وقود و689 سوقا و884 شاحنة غذاء و579954 منزلاً و180 منشأة جامعية و1478 مسجداً و371 منشأة سياحية و392 مستشفى ومرفقاً صحياً و1128 مدرسة ومرفقاً تعليمياً و8326 حقلاً زراعياً و136 منشأة رياضية و250 موقعاً أثرياً و50 منشأة إعلامية.
– وأمام كل هذا الإجرام والطغيان ونحن نوشك على بدء السنة الثامنة من العدوان يبقى السؤال الكبير: إلى متى هذا الجنون يا بن سلمان؟!