مهم جدا تجنب استخدام العنف والتوبيخ في التربية والاستعاضة عن ذلك بمنح الإرشاد والتوعية اللذين لهما مفعول السحر في تقويم سلوك أبنائنا الطلاب والوصول بهم بسلام إلى سن الرشد وبالتالي تجاوز مخاطر المراحل التالية من حياتهم وخاصة مرحلة المراهقة التي تعد من اهم واخطر المراحل العمرية في حياة الطلاب .
الأهل والمعلمون يمرون بلحظات فيها التحدي أكبر من أن يتخطوه ففي بعض الأحيان يجهل الأهل ببساطة ما يجب القيام به وفي أحيان أخرى يبدو وكان كل ما يفعلوه غير صحيح وأحياناً تسيطر عليهم جميع الضغوطات الأخرى في حياتهم والحقيقة أن معظم الآباء يتعلمون التربية من خلال قيامهم بهذا الدور فيما أن معلوماتهم حول نمو الطفل قليلة فإنهم يعتمدون على غرائزهم أو على تجاربهم الشخصية في مرحلة الطفولة غير أن كثيراً ما تكون غرائزهم في الواقع مجرد ردود فعل عاطفية وغير مدروسة بشكل جيد وأحياناً تكون تجاربهم الشخصية في مرحلة الطفولة سلبية أو حتى عنيفة ونتيجة لذلك يعتقد كثير من الأهل أن التأديب يقوم على مجرد التأنيب والضرب ويستاء آخرون من أنفسهم إذا فقدوا السيطرة على أحاسيسهم فيما يشعر البعض الآخر بالعجز
وهناك طريقة للتأديب غير الضرب والتأنيب ونستخدمها نحن التربويون في واقع “التعليم ” فالتعليم يقوم على تحديد غايات التعلم والتخطيط لمقاربة فعالة وإيجاد حلول ناجحة.
ويمكن للأهل أن يصلوا إلى غايتهم من التربية على المستوى القريب والبعيد بتوفير العطف والمبادئ التوجيهية لهما معا والعطف هو الأمان العاطفي والمحبة ومراعاة احتياجات الأبناء ودعمهم عندما يواجهون التحديات والاعتراف بجهودهم ونجاحاتهم والإظهار بأنهم يثقون بهم وأيضاً المرح معهم والسماع لهم .
أما المبادئ التوجيهية فهي توقعات معلنة بوضوح وأسباب مفسرة أيضا بوضوح ودعم لمساعدة الأبناء على النجاح وتشجيع للتفكير المستقل لديهم والتفاوض معهم .والمبادئ التوجيهية تساعد الأبناء على تعلم ما هو مهم فهي تساعده على فهم أخطائه والقيام بما في وسعه لتصحيحها وتعطي المبادئ التوجيهية للأبناء المعلومات التي يحتاج إليها للنجاح في المرة المقبلة فهي تعطيه الأدوات التي يحتاج لحل المشكلات عندما لا يكون الأهل متواجدين معه وتظهر له كيفية حل الخلافات مع الآخرين بطريقة بناءة وغير عنيفة .
والطرق التي يمكن للأهل أن يوفروا المبادئ التوجيهية لأبنائهم تكمن في شرح الأسباب الكامنة وراء القواعد ومناقشة القواعد معهم والأصغاء إلى وجهة نظرهم ومساعدتهم على إيجاد طرق لتصحيح أخطائهم بطريقة تساعدهم على التعلم والتصرف بعدل والمرونة والتحكم بالغضب وشرح وجهة نظرهم والإصغاء إلى وجهة نظر الأبناء وتعليمهم عن آثار أفعالهم على الآخرين وإعطائهم المعلومات التي يحتاجون إليها لاتخاذ القرارات الجيدة والتكلم معهم وتجنب التهديد بالضرب أو الأمور الأخرى التي يخاف منها الأبناء والتصرف كقدوة إيجابية وكمرشد.
فالأبناء متعلمون وهم يتعلمون بشكل أفضل عندما يزودون بالدعم والمعلومات.
الأخصائي التربوي
الأستاذ/يحيى التركي
وكيل مدارس صناع الأمة الأهلية
قد يعجبك ايضا