أعتقد أن المشروع الأمريكي القائم على إثارة ودعم الطائفية والمناطقية والاثنية والدينية، وإشعال الحروب بين الشعوب قد بلغ ذروته،وبدأ بالانحسار.
ولم يعد هناك بلد عربي، أو إسلامي لم ينل شيئا من تلك المؤامرات. ولم يستثن بلد من إثارة مثل تلك القضايا.
الأمريكي ومعه الغرب الاستعماري هندسوا هذه القضايا في كل بلد منذ سنوات وسنوات قبل أن يرحلوا في الموجة الاستعمارية القديمة. هندسوا القضايا حسب أجنداتهم واستمرار مصالحهم التي تتقاطع مع مصالح الشعوب العربية والإسلامية، وبالذات في الشرق الأوسط.
دول وإمارات النفط العربي لم تبخل على دعم المشاريع الأمريكية في إثارة قضايا الطائفية والإثنية والمناطقية والدينية، وإشعال الحروب بين هذه المكونات في كل مكان بين الجماعات والدول والشعوب.
فدول النفط الكرتونية تقدم نفسها كخادم مطيع، ووكيل حصري للمصالح الاستعمارية للغرب الامبريالي.
من أفغانستان إلى ليبيا أشعلوا الحروب وسفكوا الدماء.
أربعون عاما من الحرب في افغانستان أشعلها الغرب ومولتها دول النفط العربي في الخليج والسعودية بأكثر من سبعين مليار دولار. أما خسائر أمريكا خلال العشرين سنة من احتلالها؛ فزادت على أكثر من أربعة ترليون دولار.
وبعد الهزيمة العسكرية لأمريكا والغرب،ها هم وكلاء امريكا، قطر، يشعلون فتنة أخرى في ذلك البلد. ويوعزون إلى تنظيماتهم الإرهابية ( القاعدة وداعش ) بقتل المواطنين الشيعة في داخل مساجد الله،وأثناء أداء الصلوات.
لا يوجد قطر عربي،أو إسلامي إلا وصنعوا له مشكلة؛ وأكبر مشكلة صنعوها لتنفيذ أجنداتهم في احتلال الشعوب وإعاقة تطورها، هو الإرهاب الذي عمموه من المشرق إلى المغرب.
ليبيا التي ليس فيها مذاهب صنعوا لها الإرهاب والمناطقية، وأتوا بجنرال لهم كان في جب الأمريكي ليقود الانقسام،ثم كلفوا التركي والحماراتي؛ الأول بغزو ليبيا بالدواعش؛ والثاني بسرقة النفط وبيعه للشركات الأوربية. كما أوكل الغرب إلى الإرهابي اردوغان بإدخال الدواعش إلى سوريا واحتلال أجزاء من أراضيها،ونهب نفطها بحماية الجيش الأمريكي الذي يحتل هو الآخر أراضي من سوريا تحت مبرر حماية الأكراد السوريين.
لقد عبثوا بالشعوب العربية والإسلامية، وقسموا أوطانها بالمسطرة،وصنعوا إسرائيل والسعودية لاحتلال المقدسات وحراسة منابع النفط للشركات الامبريالية ومحاربة حركات التحرر والنهوض الاقتصادي.
إندونيسيا صاحبة أكبر تجربة ديمقراطية صنعوا لها الجماعات الإرهابية، واججوا النزاعات العرقية من أجل تفكيكها،فهذه الكتلة السكانية تخيفهم. والحال لا يختلف في لبنان ومصر.
لقد أوجد الاستعمار القديم والجديد صنائع ودمى تنفذ وتمول كل مؤامراته ضد الشعوب؛ مقابل حماية عروشها.
ضربوا نهضة العراق وسوريا لصالح إسرائيل، وكلفوا عصابة بني سعود بالعدوان على اليمن، وقتل مواطنيه،وتدمير منجزاته وحصار شعبه.
لقد عاث المستعمرون بالأمة فسادا وعبثا،وما لم يقوموا به بأنفسهم أوكلوا به عصاباتهم من الحكام الصنائع.
ضرب الناتو ليبيا بالطيران خدمة لعصابات الإرهاب وانتقاما لبني سعود الذين كانوا على خصام مع الرئيس القذافي، وطارد طيران الناتو القذافي إلى مجاري المياه؛ ظلما وعدوانا.
عربد الأمريكي بطول الوطن العربي شرقا وغربا. وقتلت طائرات الدرونز المواطنين إلى مخادع نومهم.
في اليمن كانت الكارثة أكبر؛ ١٧ دولة قامت بالعدوان على اليمن بجيوشها وطائراتها؛ قتلت ودمرت،ومازالت،لكن الشعب اليمني كان عصيا؛ تلقف أفكهم وعدوانهم، وأحال دباباتهم إلى رماد،وجنودهم إلى رمم،وطائراتهم إلى حطام.
دماء المجاهدين هزمت المشروع العدواني الصهيوني الذي تموله مملكة داعش وحمارات البغاء،ولم يبق أمام الشعوب الحرة إلا القليل لإنجاز نصر التحرر والاستقلال.
«وما النصر إلا من عند الله».