عذراً ثورة أكتوبر..!

محمد صالح حاتم

 

 

قرأنا في كتب التاريخ أن مجموعة من الثوار اليمنيين بقيادة المناضل غالب لبوزة اشعلوا ثورة ١٤ اكتوبر ١٩٦٣م من جبال ردفان، وتمكنوا بسلاحهم الشخصي أن يطردوا من جنوب اليمن ، جيش أعظم إمبراطورية في العالم، والتي كانت لا تغيب عنها الشمس.
ولكن ماذا سنقول للتاريخ الذي لا يرحم عندما يقرأ أبناؤنا وأحفادنا والأجيال القادمة أنه بعد أكثر من خمسين عاما ًمن التحرر والاستقلال وتوحيد شطري اليمن وامتلاك الطائرات والدبابات والصواريخ والمدفعية، تأتي دول لا تاريخ لها، وجيشها لا يستطيع أن يواجه في ميدان المعركة ويحتل عدن والمحافظات الجنوبية؟
أليس من العار علينا نحن كيمنيين شمالا ًوجنوبا ًشرقا ًوغربا ًأن تحلّ علينا الذكرى الـ٥٨ لثورة الـ ١٤ من اكتوبر، وعدن تحت الاحتلال ويتحكم بها وبقرارها ضابط سعودي وإماراتي!؟
أليس من العيب علينا أن تنشأ قواعد إماراتية وسعودية وأخرى بريطانية وأمريكية وإسرائيلية على الأراضي اليمنية سواء في ًسقطرى، وميون، والعند، والمهرة، وسيؤن والمكلا، وبلحاف، وعدن وغيرها.
ماذا سيكتب عنا المؤرخون وكُتّاب التاريخ، في زمن التحرر والاستقلال في القرن الواحد والعشرين وجزء من التراب اليمني، محتل وثرواته تنهب، وأبنائه وقود لحرب تتحكم بها دول الاستكبار العالمي، وتستفيد منها وتجني المليارات من ورائها.. !
ما تشهده المحافظات الجنوبية المحتلة اليوم من سخط ٍشعبي، وثورة شعبية، وما يعانيه أبناء هذه المحافظات من قتل، وجوع وانعدام للخدمات العامة، وما يتعرضون له من إرهاب وتفجيرات، وانعدام للأمن وغلاء معيشة، يتوجب علينا جميعا ًالتحرك لنصرتهم، ومساندتهم، ورفع المعاناة عن كاهلهم، وتحرير الأرض اليمنية من تحت وطأة الاحتلال السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني، واستعادة الدولة اليمنية، ورد الاعتبار لثورة الـ ١٤ من أكتوبر الخالدة، وهذا اقل ما يمكن فعله .
عذرا أكتوبر.. في عيدك
الـ ٥٨ أرضك محتلة..
عذرا ً ثورة ا كتوبر . . . أهدافك .. خانها أبناء وأحفاد ثوارك الأبطال…
عذرا غالب لبوزة دمك الطاهر الذي رويت به تراب وطنك… تنجسه اليوم جيوش الإمارات والسعودية
عذرا عبود . . عذرا مدرم… عذرا قحطان . . . عذرا لكل الأبطال الثوار،، في ذكرى ثورة أكتوبر .. عذرا.. عذرا.. لكن التاريخ لا يرحم.

قد يعجبك ايضا