محاولةُ اغتيال قيادات للانتقالي، أمس، جاءت بعد خلافات نشبت بين لملس وبين السفير السعوديّ آل جابر، وهو ما جعل الأخيرَ يوجِّه بمغادرة حكومة الفارّ هادي فورًا، وبعد ساعات حدث التفجيرُ الذي ربما يكون نتيجةً لغضب السفير السعوديّ آل جابر وحزب “الإصلاح” من الانتقالي، وربما أراد حزب “الإصلاح”- من محاولة اغتيال قيادات للانتقالي- إيصال بعض الرسائل؛ لأَنَّه بات على يقين من سقوط مدينة مارب، وأن عدن هي المركز السياسي الجديد للحكومة العميلة الذي قد ينتقل إليها في المستقبل، ولكن، هل يقبل أبناء المحافظات الجنوبية قيادات 7/7 بشقَّيها العفاشي والإصلاحي؟!
ولعل من المهم التطرق إلى المعلومات التي رفع السرية عنها جهازُ الأمن والمخابرات، أمس، تتعلقُ بتنظيم القاعدة في مارب وعلاقته بحزب “الإصلاح”، حَيثُ أكّـدت المعلومات أن منصر الفقير المرادي يشغل أميراً لتنظيم القاعدة في منطقة الجوبة بتكليف من التكفيري خالد باطرفي، أمير ما يسمى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، كما تناول بيانُ الجهاز معلومات عن قيادات تنظيم القاعدة المتواجدة في مارب والعناصر التكفيرية من جنسيات أجنبية مثل البنَّاء “أبو صالح / مولانا” مصري الجنسية، وهو المسؤول الأمني لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والقوصي المكنى “خبيب السوداني” سوداني الجنسية، وأبو اليسر مصري الجنسية، وعبدالعزيز العدناني سعوديّ الجنسية وعبدالواحد النجدي سعوديّ الجنسية، خبير في صناعة العبوات الناسفة للتنظيم، وصهيب القصيمي وحسان القصيمي وفواز القصيمي سعوديّو الجنسية من عناصر القاعدة الهاربة من محافظة البيضاء.
وتطرق بيانُ جهاز الأمن والمخابرات إلى نقل تنظيم القاعدة للعديد من العبوات الناسفة إلى محافظات جنوبية وشرقية، منها “أبين وحضرموت”، ويتولى حزبُ “الإصلاح” توفيرَ متطلبات التصنيع واحتياجات ومستلزمات فريق التصنيع “مواد متفجرة وَصواعق وفتائل التفجير وغيرها من الأغراض الخَاصَّة بتصنيع الألغام والعبوات والسيارات المفخخة”، في حين يقوم المسؤول عن قسم الألغام والمتفجرات في قوات ما يسمى بالشرعية، المرتزِق عبدالله علي عامر الصالحي المكنى “أبو غازي”، بتوفير مستلزمات فريق التصنيع، كما يوفر المرتزِق الصالحي مبالغَ مالية، ومشتقات نفطية، وتسهيل المرور من النقاط، وتنسيق اللقاءات مع بعض المرتزِقة، وَارتباط أمير القاعدة في مارب، منصر الفقير، ببعض قيادات المرتزِقة منهم ذياب القبلي، قائد اللواء 143 مشاة التابع للمرتزِقة، وصالح الحليسي، قائد جبهة جبل مراد لدى المرتزِقة، ومفرح بحيبح، قائد محور بيحان قائد اللواء 26 مشاة التابع للمرتزِقة، وعبدالرب سالم الشدادي، قائد لواء لدى المرتزِقة.
وبالتالي نستطيع القول، إن حزب “الإصلاح” بدأ بإشهار زواجه السري بتنظيم القاعدة إلى العلن، ويستخدم القاعدة لضرب خصومه.
هذا التزاوج لم يكن خفياً، فطالما نفذ حزب “الإصلاح” -بالتنسيق مع القاعدة- العديدَ من عمليات الاغتيال التي طالت شخصياتٍ مناوئة له، ولعل تنظيم الإخوان يعد الأول في القدرة على تنفيذ الاغتيالات وقد اشتهر بها.
ووفق مصادرَ مطلعة، علمنا أن أجهزة أمنية لبعض الدول الخارجية تلقفت هذه المعلومات -التي رَفَعَ السريةَ عنها جهاز الأمن والمخابرات أمس- باهتمام بالغ، وأعربت عن ارتياحها الكبير لما حقّقه الجيشُ واللجان الشعبيّة من انتصار على تنظيم القاعدة في البيضاء ومارب، وطالبت هذه الدول -ليست أمريكا- بإجراء علاقة أمنية مع صنعاء في ما يتعلق بمواجهة تنظيم القاعدة، وأكّـدت علمها ويقينها أن أمريكا هي من يحمي القاعدة في كُـلّ مكان وتوشك على الانهيار، على عكس ادِّعائها بأنها تحاربُ الإرهاب، لكن الحقيقة أنها تحمي وترعى تنظيم القاعدة في العالم، وما استماتة أمريكا في حماية تنظيم القاعدة في مارب إلا خير شاهد، فهي تدعمها بكل الوسائل والطرق على المستوى العسكري والمعلوماتي والأمني، وَأَيْـضاً على المستوى السياسي لا تتحرج أمريكا من إطلاق تصريحات تحث فيها الجيشُ واللجان الشعبيّة على التوقف عن تطهير مدينة مارب من القاعدة، وشُذَّاذ الآفاق.
الحرصُ الأمريكي على حماية القاعدة ليس في اليمن فقط، بل حصل عندما توجّـه الجيشُ العربي السوري لتطهير سوريا من القاعدة وداعش، إذ سارعت أمريكا للضغط بكل ثقلها، علَّها تصل إلى نتيجة تحمي بها القاعدة وتبقيها في أماكنها، ولو تأملتَ في الشواهد والقرائن عن هذه العلاقة فستجد من الأدلة ما يكفي لإصدار الأحكام الباتة بأن أمريكا هي من تحمي القاعدة والإرهاب في العالم.