منذ بدأ الإعلام المحلي في صنعاء يتحدث عن الاستعداد للاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، بدأت ردود الفعل السيئة تتفاقم في الإعلام المعادي ، بالذات إعلام المرتزقة والدفع المُسبق فلقد انزلقوا إلى مزالق خطيرة عبَّرت عن حالة الانحطاط والسفالة والعداء الصارخ لنبي الهداية صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث وُصف الاحتفال بالمولد بالفعل العنصري فخالف تماماً ما كان يردده إعلام نظام آل سعود ودهاقنة المذهب الوهابي على مدى سنوات كنا نسمعهم ينعتون إحياء المناسبة وأي مناسبة دينية أخرى بالبدعة والظلالة ، وورد على لسان أحد المعلقين قوله أن الحوثيين – بحسب وصفه – تجاوزوا إيران مصدر القرار ، وهذا المخبول من حيث لا يعلم أكد استقلالية قرار أنصار الله عن أي طرف خارجي ، ووجود إرادة قوية ذاتية في صنعاء تتخذ القرارات باستقلالية تامة بعيداً عن أي تأثير أو تبعية كما هو حال المرتزقة أصحاب الدفع المُسبق.
في هذا الاتجاه كُنا في نقاش مع بعض الأكاديميين حول ما يسوقه هذا الإعلام الزائف ومن يقف خلفه من المرتزقة والخونة والعملاء ، فقال أحدهم أن هذا يدل على اختلال العقول لأن العقول إذا اختلت وأصيبت بداء نقص المناعة والفهم فإن الأخطاء تتراكم وتُلازم كل الخطوات التي يخطوها هذا الطرف ، وهذا ما يظهر جلياً في تصرفات آل سعود ومن لف لفهم من المرتزقة والعملاء ، فكلهم يتأثرون جداً بمثل هذه المناسبات العظيمة ، بل ولا يترددوا كما أسلفنا عن الإساءة إلى نبي الهداية والحرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وكأنهم يتحدثون عن أبن تيمية وأمثاله ، بل أنهم يقدسون أبن تيمية أكثر من النبي لا لشيء إلا لأنه وصف الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بالعنصري ، وهو يُعلق على موضوع إرسال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام عقب أبى بكر ليتولى الإبلاغ بآيات التوبة العشر فقال بالحرف الواحد إذا كان النبي قد فعل هذا فإنه عنصري ، تصوروا محمد بن عبد لله الذي أستوعب العالم بأيدٍ حانية وقابلهم باللين والرحمة في نظر هذا المخبول عنصري .
إذاً ماذا ننتظر من هؤلاء الأتباع ، لاشك أنهم سيعلنون الارتداد عن الدين ، وهي معضلة أخلاقية لأن الاختلال يهز التوازن الداخلي لدى الإنسان فيُظهر الميل للمصلحة بأفقها الانتهازي ويصدر عن هذا الشخص المختل أي كلام وإن خالف المنطق والعدل ومنظومة القيم الحاكمة للسلوك والموجهة للأفعال البشرية ، بحيث تكون المصلحة هي أساس اتخاذ القرار ، عند ذلك لا يُحدد الاختيار ولا يفكر في النتائج التي تترتب على فعله التدميري ، لأن القرار أو رد الفعل يصدر في حالة اللاوعي ويعبر عن هواجس الوهم والخوف من الآخر، حتى وإن كان ذلك الآخر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، مثل هذه الحقائق لاشك أنها تكشف عن أوكار الخيانة والعمالة للآخر ، والاستعداد للمتاجرة بالأوطان والأديان إن كان في ذلك ظهور لشبح المصلحة ، مهما تدنت هذه المصلحة كيف لا وهي عند آل سعود مدخل للارتهان لأمريكا ، رد الفعل النزق هذا يُعبر عن جهل وخواء فكري ذكرني بموقف العلامة المجدد صالح المقبلي حينما كان في الحرم يُصلي في جماعة وإذا بالإمام يسجد حينما جاءت آية السجدة ، وظل المقبلي واقفاً لما لديه من اجتهادات في هذا الجانب ، وعندما فرغ الإمام من الصلاة قال أحد المصليين (وسجد الملائكة كلهم أجمعين إلا إبليس) وأشار بيده إلى المقبلي ، فقال المقبلي بطريقته المعروفة التي لا تخلو من الطرفة ( البلاد البلاد قد ناصبي في صنعاء ولا أبليس في مكة ) وهذا ما نود قوله لهؤلاء المرتزقة ، قد بدعة في الثقافة الوهابية السعودية ولا تتهموا الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بالعنصرية ، إنها فعلاً أشياء منكره ترقى إلى مستوى الانحلال الخُلقي والانحطاط الفكري ، وإلا ماذا تبقى من الإسلام إذا كان الأمر قد أجاز الإساءة إلى النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .
وأخيراً نقول سلام عليك يا رسول الله ، سلام عليك يا منقد البشرية من الظلال ، سلام عليك وأنت من أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله عز وجل حق جهاده حتى أتاه اليقين ، سلام عليك وعلى آل بيتك وأصحابك المنتجبين الذين ناصروك وأيدوك ، ولا عزاء لمثل هؤلاء الذين يظهرون التمسك بالدين فقط عند الحاجة ، وغير ذلك هم على استعداد للتنكر لهذا الدين وللنبي صاحب الراية والفضل الأكبر ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، وتهنئة خالصة من القلب إلى قائد المسيرة القرآنية الذي أحيا هذا الموروث العظيم بعد أن كاد أن يندثر وتدفنه الرياح العاتية للتبديع والتفسيق والضلال، نهنئ كل مسلم بهذه المناسبة العظيمة وإن شاء الله ستزول هذه الزعانف، لا أعني المرتزقة ولكن النظام الذي يدعمهم في السعودية إن شاء الله .. والله من وراء القصد ..