الوصابي يعيش مع أسرته على أرصفة صنعاء بعد غربة 25عاما

غادر مسقط رأسه وأهله وأحبائه مكتفيا بوجود أسرته إلى جواره على أرض ليس له فيها شيء سوى الحياة بكرامة وعز واللذان حصل عليهما حين وجد ما عجز عن الحصول عليه في وطنه وهو عمل متواضع تمكن من مردوده المالي أن يعيش هو وأسرته حياة كريمة متواضعة.
أخذت الغربة من عمره خمسة وعشرين عاما عمل خلالها في أحد المطارات الخليجية مقابل مرجوع مالي بسيط لم يتعرض فيها يوما للسرقة أو الإهانة كان يعيش حياة الأمراء والملوك برفقة أسرته التي استطاع أن يجلبها إلى جواره بعد أن كانت تقطن في بلاده الأم اليمن.
فجأة استيقظ في قلبه الاشتياق للوطن ويا ليته لم يصح فكر طويلا لكن اللهفة والاشتياق للوطن سيطرت على أفكاره واعتصمت في ذهنه الذي لم يكد ينشغل بشيء سوى حسن اختيار القرار الذي لم يحالفه الحظ ولا القدر في الاختيار.
قرر ناصر قائد صالح الوصابي العودة إلى أرض والديه وأجداده وبدأ يعد للرحيل تدريجيا طلب تأشيرة خروج نهائي لأسرته التي عادت إلى اليمن بشكل نظامي وقانوني دون أن يحدث لها شيء مما لحق براعيها وولي أمرها الذي تفرغ بعد سفرها لتصفية حقوقه وتوديع أصدقائه وأصحابه قبل أن يغادر تلك المنطقة التي عمل فيها وأحبها وعشقها لكن ليس بقدر وطنه .
ناصر الوصابي كان مقيما بالمملكة العربية السعودية منذ 25 عاما عمل خلالها سائقا ومندوبا للمبيعات والتخليص الجمركي بمطار الملك عبدالعزيز الدولي وكان ولا يزال ضحية حب الوطن الذي انتهكت فيه كرامة العاشق التواق لتربة بلده.
كانت الساعة الـ12 من مساء يوم 1-11-2013م كان الظلام حالك حين تجاوز حدود السعودية البرية عبر منفذ الطلح التابع لمحافظة صعدة قبل أن يصل أرض صعدة بـ50 كيلو مترا اعترضه أناس يقال بأنهم من أهل الحكمة والإيمان أناس لا يخافون يوم يلاقون ربهم طلبوا منه ذلك الوقت النزول من على السيارة التي كان يستقلها ليستقبلوه بالضرب والنهب والسرق لم يتركوا فيه آنذاك عضوا في جسده إلا وأبرحوه ضربا بعد أن انتشلوا ما بحوزته من المال.
لقد سلبوا منه ما ادخره من المال خلال سنوات طويلة مع سيارته والوثائق التي تثبت هويته كان فريسة سهلة بالنسبة للمعتدين كونه وحيدا لا يمتلك أي سلاح وكذا قلة وجود المارة آنذاك خاصة أن الوقت كان يشير إلى ما بعد منتصف الليل.
وفي ظل دقائق معدودة أصبح الوصابي على حافة الطريق لايملك قوت يومه بعد أن كان بحوزته 25 ألف ريال سعودي وسيارة مرسيدس حاول الاستعانة ذلك الوقت بأقرب دورية شرطة ليخبرهم بالأمر إلا أنه لم يستطع أن يصل إليهم نظرا لبعد المسافة وخلاء المكان ورفض المارة مساعدته والاستجابة لاستغاثاته بعد ذلك سقط على الأرض مغميا عليه من هول الفاجعة وتم نقله إلى المستشفى السعودي بصعدة لينام فيه ثلاثة أيام.
وحين استعاد صحته سارع إلى أقرب مركز للشرطة وعرض عليهم ما لحق به لينصدم مرة أخرى بما قاله رجل الأمن آنذاك لا تبحث عن ما ضاع منك فالمنطقة تعيش حالة حرب ورعب والنجاة بالنفس والخروج منها أكبر خدمة ستقدمها لنفسك ولمن ينتظرك.
ظل في حيرة من أمره حتى قرر الذهاب إلى المسجد ليس لأداء الصلاة وإنما لجمع مال يساعده على العودة إلى عاصمة الوطن بين أسرته.
تمكن من الوصول إلى العاصمة صنعاء حيث تسكن أسرته التي خيم عليها القلق والحزن لانقطاع أخبار راعيها الذي يبدو عليه عناء السفر والمجرد من كل ما كان بحوزته لم يستسلم الوصابي لما حل به ولا للأزمة التي تشهدها اليمن ذلك الوقت ولم يقف عند ما قال له الشرطي من كلام غير منطقي ومناف للقانون والواجب الذي يفترض أن يقوم به على أكمل وجه.
توجه إلى وزارة الداخلية المعنية بالأمر بالدرجة الأولى ثم إلى مجلس النواب والشورى والوزراء بشكوى إلا أن تلك الجهات لم تتجاوب أو تلتفت لما ورد في تلك المذكرة من معاناة وألم الناتجة عن الحادثة سوى وزارة الداخلية التي أحالت الشكوى إلى مدير عام شرطة صعدة للاطلاع والتأكد من صحة ما قيل فيها واتخاذ الإجراءات القانونية لكن لم يحدث من ذلك شيء حتى الآن.
يعيش الوصابي الآن على رصيف أحد شوارع العاصمة مع أولاده الستة وزوجته ووالديه وبعد أن ضاق به الحال وانعدمت عليه السبل والطرق لاسترجاع حقه المنهوب قدم إلى مقر الصحيفة الرئيسي يطرح فيها قضيته ويناشد من خلالها رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ومنظمات حقوق الإنسان مساعدته واسترجاع ما سلب منه ومعاقبة من تسبب بتشريده هو وأسرته التي تفترش الرصيف وتواجه موجات الصقيع القارس.

قد يعجبك ايضا