الجهود المبذولة طيلة فترة الحوار تكللت بنجاح وسيجني ثمارها جميع اليمنيين


لقاء / شوقي العباسي –
قضية صعدة وتعقيداتها ربما كانت القضية الأصعب التي ناقشها مؤتمر الحوار لما لها من أبعاد اجتماعية وطائفية وأخرى ثقافية وحروب ستة تسببت في دمار كبير وضحايا كل تلك القضايا ربما جعل القضية الأكثر تعقيدا من بين قضايا الحوار الوطني هذا ما قالته رئيسة فريق قضية صعدة بمؤتمر الحوار نبيلة الزبير والتي أكدت في سياق حديثها لـــ” Š” أن رئاستها للفريق كانت تحدياٍ كبيراٍ ومسؤولية كبيرة تحملتها والعمل مع الفريق من أجل تحقيق الأهداف باعتبار قضية صعدة قضية وطنية يجب أن يتم إنجازها مشيدة بتعاون الفريق معها وتفاعلهم مع أسلوب إداراتها بصورة إيجابية قائلةٍ “كان لدينا كفريق قضية صعدة وكمؤتمر حوار إرادة قوية لحل هذه المشكلة وهناك ضرورة تاريخية للخروج من الأزمات والمشاكل الحاصلة والتوجه نحو بناء يمن جديد وبناء اقتصاده وتأسيس دولة مدنية حديثة.
وتحدثت رئيس فريق صعدة عن قضايا كثيرة وعن مراحل عمل الفريق والخطة العامة والتفصيلية والمهام التي أنجزها الفريق إلى التفاصيل :
* بداية ترأست فريق قضية صعدة وهي قضية شائكة .. ماذا يعني لك ذلك¿
– الحقيقة أن اليمنيات هن في الأساس رائدات في المجتمع منذ القدم ويمتلكن الكفاءة في تحمل المسئولية الملقاة على عاتقهن في أي من المجالات وكانت رئاستي للفريق بمثابة التحدي الكبير خصوصا وأن هناك معارضة على ترؤسي للفريق في بداية الأمر إلا أن قناعتي أن المرأة جديرة وتمتلك كفاءة ومن حقها أن تظهر وتتحمل المسؤولية سواءٍ من خلال ترؤسها لفرق العمل أو من خلال التمثيل الفاعل والمشاركة القوية وكانت التجربة رائعة لي خصوصاٍ وأن الفريق أبدى تعاونه الكامل معي بالإ ضافة إلى أن بقاءي برئاسة الفريق أرسى مبادئ كان لا بد من إرسائها.
* الرهان كان على فشل الفريق ..كيف تجاوزتم هذا التحدي ¿
– عملنا في فريق صعدة على تجاوز الصعوبات وتذليلها وتبديد المخاوف المتوقعة من قبل البعض خصوصا وأن رئيس الفريق امرأة وما الذي ستقدمه في ظل حساسية القضية وصعوبتها وربما تكون غير مستقلة وكانت الفترة الأولى من الحوار إجابات عن أسئلة ظاهرة لأعضاء الفريق لكن بعدها تم تذليل كافة الصعوبات وكان الرهان على فشلنا في فريق صعدة رهاناٍ خاسراٍ .
* يعني كانت فترة تذليل صعوبات ¿
– نعم كانت فترة تذليل صعوبات وإزالة لبعض الخوف الذي كان يبديه بعض الأعضاء إلى أن استطعنا أن نبني جسور ثقة متبادلة بين أعضاء الفريق حتى نعمل كفريق و يكون القرار ملزماٍ لأننا في حوار يتطلع إليه الجميع الذين يرون فيه سفينة نجاة واستطعنا بتعاون الفريق تحقيق الكثير من الأمور التي عملنا عليها خلال فترة الحوار.
* كلامك يقودنا إلى سؤال: هل نجحت في مهمتك كرئيس لفريق صعدة¿
– ربما لا أقدر أن أزكي نفسي لكني أقول إني قد وفقت في رئاسة الفريق وربما يقول لك بعض الأعضاء ذلك ويمكن أن تسألهم حتى الذين اختلفت معهم فإنك ستجد أننا استطعنا أن نتشارك في صناعة القرار وخرجنا بذكرى طيبة .
* قد تكون القضية الجنوبية هي الأهم وهي مفتاح القضايا الأخرى لكن قضية صعدة هي الأصعب بسبب تعقيداتها¿ كيف تعاملت مع ملفات القضية الشائكة¿
– الحقيقة إن قضية صعدة هي القضية الأصعب لأنها متعددة ومتشعبة ولها أبعاد اجتماعية وطائفية وتاريخية وأخرى ثقافية وهناك حروب ستة جرت وخلفت دمار كبيراٍ وضحايا كل ذلك عقد من ملف القضية الأمر الذي تخوف منه الجميع لكننا في الفريق منذ الوهلة الأولى حرصنا على أن يكون لحوارنا قاعدة مشتركة يجمع عليها الجميع فكانت هذه القاعدة هي “الوطن” ليصبح هدفنا : “وطن يتسع للجميع” وأنه آن الأوان لحل كافة مشاكلنا بالحوار وبعيدا عن لغة التهديد والسلاح.
* وهل نجحت هذه القاعدة¿
– نعم نجحت بامتياز وبتضافر جهود الجميع وكنا نرجع إلى توافقنا كلما شططنا واختلفنا ونعود إلى طاولة الحوار كلما أدار مكون أو أحد أفراد مكون وجهه غاضبا وكانت المصداقية بضرورة بناء دولة حقيقية قادرة على الوصول إلى كل شبر في اليمن وفي هذه الحالة تكون المشكلة قد ذللت تجاه الحلول وأصبح الحل أكثر سهولة وإمكانية أما في غياب ذلك فتصبح الإمكانية صعبة وربما تزيد المشاكل في مناطق أخرى خصوصا وأننا في بلد مسلح هذا أولاٍ وثانيا أن هناك قوى تعمل على نشر وزرع وتمدد رقعة الطائفية والمذهبية خصوصا وأنها تكرس الإدارة بالأزمات كونها نجحت في ذلك لدى البعض وهذه مشكلة واردة علينا تلافيها والعمل على إيجاد دولة القانون بحيث يصبح القانون هو القاعدة وهو الحكم وسيد الموقف وحاميا للكل ويحمي الشخص من نفسه خصوصا الطامعين بالسلطة.
* فريق صعدة ضم فرقاء السياسة.. كيف حصل التوافق¿
– تعلمون أن المتحاورين فرقاء من مكونات سياسية مختلفة لكنا عملنا مجموعة من الضوابط والمعايير التي استطعنا من خلالها أن نعمل دون الانزلاق إلى المهاترات والخروج عن الموضوع والقضية التي نعمل لإيجاد الحلول لها بعيدا عن الدخول في تفاصيل غير صحيحة .
* ما هي المعايير ¿
– وضعنا معايير وضوابط التزم بها الجميع تمثلت في عدم تجريح طرف لآخر وعدم الخوض في تفاصيل فيها جنايات أو أحداث سيؤدي الكلام فيها إلى خلق مشادات بين الأطراف بالإضافة إلى أن يقدم كل مكون العرض الخاص به في ظرف وعدم الرد عليها أثناء القراءة وأن لا تكون المداخلات على أي ورقة يتم تقديمها من أي مكون كلامية وإنما تكون الردود مكتوبة خطيا..كل تلك الضوابط جمعت الفريق ومنعته من الدخول في منعطفات ومهاتراتوأكدنا للفريق بأننا في القاعة لا نجرم أحداٍ ولا نشير بأصابع الاتهام إلى أحد ولا نحاكم أحداٍ وبالتالي فإن التزام أعضاء الفرق بتلك الضوابط جنبنا الانزلاق إلى ما هو جانبي وخارج عن موضوع القضية الذي نعمل عليه كما أننا عملنا على إيجاد شيء مشترك بيننا كأعضاء فريق وكنت أسأل الأعضاء لماذا أنتم هنا وما الذي تريدونه حتى استطعنا أن نعمق لدى أعضاء الفريق إجابة واحدة نحن هنا من أجل قضية وطن وليس من اجل فريق يتصارع مع فريق آخر فحرصنا أن يكون تواجدنا من أجل بناء دولة لأجل وطن يتسع للجميع وأن نعمل على إيصال رسالة مهمة هي أن يكون هناك تعايش ووطن يتسع لنا جميعا مالم فإن مشاكلنا سوف تزيد واستطعنا أن ننجح من خلال تلك الضوابط والمعايير التي تم وضعها والخروج بتقرير ضم مخرجات مهمة لحل القضية .
* ماذا عن اتخاذ القرارات في الفريق.. على ماذا استندتم¿
– من خلال عامل مشترك وهو كيف نعمل من أجل الآخرين خصوصا والوطن عموما من خلال ما سنخرج به من قرارات تصب في مصلحة القضية ومصلحة المواطنين خصوصا وكيف نستطيع أن نحل مشاكل غيرنا ومن ثم النظر إلى المستقبل والحاجة إلى الوطن الذي يتسع لنا جميعا كما أن اعتمادنا على القرارات كان على التوافق بين الأعضاء من خلال وضعها للنقاش حتى نصل إلى العامل المشترك بين مختلف المكونات وفي حال لم توجد تلك العوامل يكون هناك تنازل من طرف لآخر وذلك من أجل الوطن القادم الذي يكفلنا جميعا فمثلا قرار نزع السلاح كان قراراٍ صعبا لكن عندما قلنا نزع السلاح من مختلف الأطراف لم يعد قراراٍ صعباٍ وبالتالي علينا أن نبحث عن آلية لعملية نزع السلاح من الجميع في وقت محدد كما اعتمدنا على احترام أفكار الآخرين وترك حرية التعبير والعمل على خلق أفكار تصلح لأن تكون مبادئ دستورية ومن خلال ذلك ربما استطعنا أن نوجد حلا للمشكلة على مستوى الزمن .
* ما شهدته صعدة من أحداث مؤخرا هل يبشر بتوجه للتعايش المشترك ¿
– أؤكد لك أن الحروب والنزاعات الحاصلة هي حروب المرحلة ولن تستمر الناس تعبوا من الحرب وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء في صعدة وتعب الناس من العزلة والحرمان وبالتالي أعتقد أن هناك توجهاٍ إيجابياٍ وإيجاد صيغة مشتركة للعيش المشترك وهذه من الأمور التي تبشر بخير وإن كان هناك من يريد لمحافظة صعدة وغيرها ولطبيعة العلاقات الاجتماعية الحساسة أن تكون بؤرة مشاكل وزرعها وتعميمها في مناطق أخرى .
* لكن ما حدث في دماج أخيرا قد يكون مخالفا لما تطرقت له ¿
– أعتقد أن هناك أطرافاٍ أخرى تدخلت بين الحوثيين والسلفيين في صعدة وهناك استثمار سيئ لوقائع وظروف معينة لكن أراهن على أن المواطنين الذين خرجوا من أبناء دماج سيعودن إلى بلادهم ولا يوجد مانع الآن من عودتهم بعد أن أكد لي عدد من أنصار الله الذين تحدثت معهم أنه لا مبرر من خروج الأهالي بصعدة لكن ربما هو الخوف الذي جعل الكثيرين يغادرون المنطقة ولكن مع الوقت سيعودون ويعيشون بسلام.
وأوكد هنا أن هذه المسألة تم استثمارها من قبل أطراف أخرى داخلية وخارجية وهناك قوى في صنعاء وأسباب تتعلق بالمرحلة واستحقاقاتها ورهانهم على إفشال المرحلة ومن يكسب الآخر يعني أن هناك حفنة من البشر يدخلون في رهان مع الشعب معتقدين أن لديهم أدوات وقادرين على حرف مسار المرحلة وأن الشعب عليه أن يتلقى ويستجيب وهذه هي التي ربما لها مصالح في استثمار مثل تلك القضايا في صعدة وغيرها .
* ماذا عن الصعوبات التي واجهتكم في فريق صعدة¿
– الحقيقة كانت هناك صعوبات وتحديات واجهتنا باعتبار أن الفريق يضم مكونات مختلفة ربما كانت بينهم مواقف الاختلاف أكثر من مواقف الالتقاء لكن استطعنا التغلب عليها من خلال الحوار والنقاش والتشاور والاستماع إلى الرؤى حتى نصل إلى قرار يتوافق عليه الكل وربما كانت مرحلة العمل المشترك التي يحاول الكل فيها أن ينجر وهي من أهم المراحل في تشكيل بناء العلاقة داخل الفريق لكن تظل المرحلة الأهم والأصعب التي واجهتنا هي مرحلة تسليم التقرير لأن المرحلة تزامنت مع بعض المشاكل في الجلسة النصفية والتي بدأت تظهر على المؤتمر وعلى مستوى المخرجات التي لم تتناسب مع بعض المكونات أو القوى التقليدية التي تتمسك بالسلطات وموارد البلد حيث بدأت المخرجات تثير مخاوف تلك القوى ما جعلها تمارس ضغوطات وأساليب من شأنها إعاقة الحوار حيث ظهرت المشاكل في قاعات الحوار وهذا ما جعلني أشعر بالخوف من أن مزيدا من التعطيل يكمن أن يؤدي إلى العرقلة وعدم الوصول إلى مخرجات نعمل من أجلها وخاصة في فريق كفريق قضية صعدة التي يمكن أن يثار فيه الكثير من المشاكل وربما في الأسبوع الأول من الأحداث في دماج شعرت بأنه إذا لم نخرج خلال الأسبوع بنتائج فإننا لن نخرج وبالتالي بدأت بإعطاء المهلة لمكونات الفريق بضرورة تسليم التقرير وإذا لم يتم التسليم فإننا سنضطر إلى رفع العمل واضطررت أن أخرج بدون أحد المكونات وعكفنا على إنجازه بقناعة أن الحل لحروب دماج وصعدة ولكل حروب اليمن وأزماته هو من خلال البدء الفوري بتنفيذ مخرجات الحوار وأن كل حل نتقدم به اليوم لإيقاف الحرب في صعدة ودماج تحديدا هو حل مؤقت وأن كل التطبيبات على جروح اليمن حلول مؤقتة ولا حل إلا بالانتقال لمرحلة ما بعد الحوار بحلول جذرية تؤسس لبناء دولة قوية قادرة على القيام بمهامها إزاء مواطنيها ومواطناتها ولكن رغم ذلك فإن الجميع كان لديه قناعة بضرورة الوصول الإيجابي والناجح لحل قضية صعدة.
* ماذا عن النقاط التي تضمنها التقرير ¿ وهل غطت كل الجوانب¿
– الحقيقة إن قرارات الفريق جاءت على بعدين: الأول يخص صعدة المكان والبشر والبنى التحتية ومعالجات الأضرار والأعمار والنازحين واستحقاقات الشهداء وتعويضات الجرحى وجبر ضرر المتضررين من كل الأطراف وكل المواطنين وكل ما يختص بصعدة كواحدة أو جزء في كل هو اليمنº والبعد الثاني يعمم على كل اليمن إذ لا قيمة لمعالجة الجزء منفرداٍ إذا كان الكل معتلاٍ ولا يقدر أن يكفل الحماية أو يسدي الخدمة وقد تضمن التقرير 59 قراراٍ توصل إليها الفريق كحلول وضمانات للقضية ومن خلال التقرير حاولنا تغطية القضايا الرئيسية بمعنى أننا استطعنا عمل إطار لمنظومة شاملة وكاملة وتحتمل الجميع أما بالنسبة للقضايا العاجلة فهناك حلول سريعة لها وبالتالي فإن ما توصل إليه الفريق في تقريره لم يكن من قبيل التوسع والازدياد بل هو ما عكسته جذور القضية وأملته علينا كطلب ملح يصب في الحلول وضمانات عدم التكرار وهما هدفان رئيسان لشغلنا للفترة الثانية في الحوار.
والأهم هو إقناع الجميع من مختلف الأطراف بأن الحلول لهم وحق من حقوقهم وأن الحل ليس لعرق أو لمذهب أو لطائفة إنما هو حل للمواطن من أجل المواطنة المتساوية بمعنى هو عملية تطويع المكان ليتسع للجميع وبالتالي علينا أن نعجل في بناء الدولة وصناعة المشروع الوطني من أجل أن يعلم الكثيرون أنهم ومهما بلغت قوتهم لن يعيشوا فوق القانون .
* لمن يعود الفضل فيما توصلتم إليه في فريق صعدة ¿
– في الحقيقة إن التقرير يشير بالفضل لكثير من الجهود التي قدمت من الجميع بدءاٍ من اللجنة الفنية وتخطيطها مرورا بالأمانة العامة ودقة تنفيذها وإبداعها في تخيل ما يمكن حدوثه من المشكلات ووضع الحلول الاستباقية لها وكذا للفريق الذي عمل منذ البداية في جو ساده الوئام معظم الوقت وإن كان قد شابه شيء من حين لآخر ففي حدود الصحي والطبيعي .
* لكن ماذا بعد الحوار ومخرجاته ¿
– ما بعد الحوار هو الأهم لأننا لا نقدر أن نقول إننا عملنا شيئا ما لم يكن هناك ضمانات لتنفيذ المخرجات التي عمل عليها المتحاورون خلال فترة العشرة الأشهر تقريبا الماضيةوقد أنشئت لجنة لإقرار الضمانات بمشاركة الجميع للخروج بوثيقة ضمانات يتوافق عليها الجميع وبالتالي فإن كل ما يبني دولة هو أهم الضمانات والعمل على تشكيل حكومة جديدة باعتبار ذلك من أهم الضمانات ونحن في فريق صعدة كان هناك تعهدات من الرئاسة والأمانة العامة لمؤتمر الحوار بشأن مخرجات تقرير صعدة وتنفيذها وعلى هذا تم توقيع التقرير وعليه فإن قضية صعدة يجب أن تكون ضماناتها واضحة وكاملة وترضي جميع الأطراف وهي مسؤولية جماعية ومشتركة يجب أن يعمل الجميع من أجلها, فالجهود التي بذلت خلال الأشهر الماضية يجب أن تكلل بالنجاح, وينال ثمرتها جميع اليمنيين.

قد يعجبك ايضا