
أكد الدكتور محمد حسين حلبوب ممثل مكون الحراك الجنوبي السلمي في مؤتمر الحوار الوطني أن حلحلة القضية الجنوبية توطيد لمكامن الأمن والعدالة والتنمية وتحقيق المواطنة المتساوية والشروع نحو بناء اليمن الجديد , مشيدا بشراكة المجتمع الدولي في إنجاح مخرجات الحوار والانتقال السلمي للسلطة وتجنيب اليمن بؤر الصراع والاقتتال إلى المدنية المنشودة .. وفيما يلي نص الحوار:
تشكيل هيئة رقابة من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني .. الضامن الأول لعملية تنفيذ المخرجات
النظام الفيدرالي هو الأكثر نجاحا وتطورا اقتصاديا وسياسيا وثقافيا
تطبيق الوثيقة حرفيا ضمان لحلحلة القضية الجنوبية وتوطيد جذور الاستقرار والتنمية في البلد
-وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية وما نالته من إجماع سياسي وشعبي .. كيف تقرأون أبعاده ¿
أولا ننظر إلى هذا الإجماع برضى وارتياح خاصة أن الإجم اع السياسي على وثيقة حل القضية الجنوبية بلغت نسبته 90% أما الإجماع الشعبي فسوف يظهر بعد أن تنقشع غشاوة الخوف والتشويه التي نشرتها وسائل إعلام مراكز النفوذ وأعداء التغيير من أصحاب المصالح غير المشروعة.
مناخ استثماري
-ألا ترون بأن هذه الوثيقة تكفل حلا عادلا لقضية لهذه القضية ¿
نعتقد بأن ما تضمنته هذه الوثيقة من اعتراف كامل بالمظالم وبالإقصاء والتهميش الذي تعرض له أبناء المحافظات الجنوبية , ووضع آليات لاستعادة أبناء الجنوب لحقوقهم السياسية والمدنية ومنع تكرار المظالم . وإذا ما تم تطبيق الوثيقة حرفيا فإن ذلك سيكون حلا عادلا للقضية الجنوبية.
-ما مدى إسهام تنفيذ هذه الوثيقة في تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن¿
تنفيذ هذه الوثيقة بالإضافة إلى بقية مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في الحقوق والحريات , والحكم الرشيد وبناء الجيش وغيرها سوف يمنع الإقصاء والتهميش على الجميع الأمر الذي يمهد للاستقرار السياسي الذي سيمثل قاعدة لخلق مناخ استثماري ملائم يضمن النمو الاقتصادي وهي الشروط الكفيلة بتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن .
الحكم الرشيد
-هل تعتقدون أنها تؤسس لمنظومة حكم قائم على العدالة والإنصاف والمواطنة المتساوية¿
نعم تطبيق الوثيقة وبقية مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبناء دولة مدنية حديثة على أساس الحكم الرشيد سوف يؤسس لمنظومة حكم قائم على العدالة والإنصاف والمواطنة المتساوية شمالا وجنوبا شرقا وغربا .
-بالتوقيع على هذه الوثيقة من كافة الأطراف ألا ترون بأن ذلك يمثل نجاحا لمؤتمر الحوار ¿
بكل تأكيد هو نجاح لجميع القضايا اليمنية ونجاح للحوار ومخرجاته وليس للقضية الجنوبية فحسب .
تنمية متوازنة
-هل تتوقعون أن يسهم تطبيق هذه الوثيقة في إحداث تنمية متوازنة في مختلف أنحاء الوطن ¿
هذا ما نتوقع أن يتحقق خاصة وأن اليمن تزخر بالثروات الطبيعية , وتمتلك عمالة نشيطة , كما أن الطفرة النفطية الثانية في الدول المجاورة وحجم رأس المال اليمني فيها توفر لليمن العنصر الثالث الذي يضمن التنمية.
-الفيدرالية في ظل الحفاظ على نسيج الوحدة.. كيف تقرؤون ذلك¿
التجارب الدولية أثبتت أن الدول الفيدرالية هي الأكثر نجاحا وتطورا اقتصاديا وسياسيا وثقافيا, فأمريكا وروسيا وإنجلترا وألمانيا والهند وماليزيا والإمارات العربية المتحدة أمثلة تثبت نجاح الدول الفيدرالية. وبالمقابل فإن جميع الدول الفاشلة هي دول بسيطة . من الصومال إلى اليمن إلى سوريا إلى ليبيا إلى دول جنوب الصحراء في أفريقيا .
-هل تم تأطير صلاحيات السلطات والسياسات وفق محددات دستورية ¿
لا حتى الآن لم يتم ذلك بسبب عدم صياغة الدستور بعد لكن مؤشرات صلاحيات السلطات موجود في الوثيقة وكذلك مؤشر السياسات الجديدة .
الثورة العربية
-هل استطاعت القضية الجنوبية أن تحافظ على مشروع التغيير في اليمن نحو المدنية ¿
نعم فكما بدأ مشروع التغيير بالبحث عن حل للقضية الجنوبية بقيادة الحراك الجنوبي , وتطور ليتحول إلى ثورة سلمية و”ربيع عربي”. كذلك نعتقد بأن مؤتمر الحوار الوطني وأهم مخرجاته (وثيقة حل القضية الجنوبية) سوف يتحول أيضا إلى النموذج الذي يمكن من خلاله استمرار التغيير واستكمال مهام الثورة العربية وبناء الدولة المدنية التي تنشدها ثورات العرب وربيعهم .
-هناك تخوف حول ضمانات تنفيذ هذه المخرجات التاريخية ..¿
مقاطعا .. بكل تأكيد إذا كنا نسعى إلى بناء يمن جديد فنحن بحاجة إلى تشكيل جبهة وطنية من كافة مكونات مؤتمر الحوار الوطني تكون مهمتها إنفاذ هذه المخرجات وبناء الدولة. بدون ذلك فإن مخاطر عدم التنفيذ واردة , خاصة وأن بعض القوى قد أعلنت عداءها الواضح للحوار ومخرجاته .
هيئة رقابة
-برأيك ما هي الآليات المقترحة لمراقبة تنفيذ المخرجات ¿
الآليات المقترحة هي تحويل أعضاء مؤتمر الحوار الوطني إلى جمعية تأسيسية , وفي حال تعذر ذلك لأي سبب كان , يمكن تشكيل هيئة الرقابة ــ المنصوص عليها في وثيقة حل القضية الجنوبية ــ من عدد يساوي نصف عدد أعضاء مؤتمر الحوار , وإضافة ما تبقى إلى مجلس الشورى الذي يجب أن يعطى له دور فاعل في مراقبة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني .
حضور دولي
-كيف تقيم شراكة المجتمع الدولي في إنجاح حوار اليمن ¿
حتى لا يتكرر الفشل مرة أخرى ويكون “المنتوج الاتحادي” المنتظر شبيها “بالمنتوج الوحدوي” الفاشل, فإن المجتمع الدولي كان شريكا أساسيا ومشرفا مباشرا على عملية التغيير منذ البداية. ولن تنجح عملية البناء ــ وهي الأصعب ــ وتصل إلى نهايتها المنتظرة ما لم يستمر دور المجتمع الدولي حتى النهاية وفي كافة مجالات الإشراف والمراقبة والتمويل والإدارة .