فلسطين وقضايا الأمة.. حضور بارز في خطابات قائد الثورة :السيد عبدالملك الحوثي : القضية الفلسطينية المظلومية الأكبر في منطقتنا والعالم الإسـلامي
ثورة 21 سبتمبر جعلت اليمن واليمنيين جزءاً أساسياً في القضية الفلسطينية
مُخَطّطات العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي تهدفُ إلى جعل الأمة العربية والإسلامية في حالة عجز
الثورة /مناسبات
نالت القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية والإسلامية اهتماما كبيرا وبارزا في خطابات ومحاضرات قائد الثورة السَّـيِّـد عبدالملك الحوثي ، وكذا في محاضرات الشهيد القائد السَّـيِّـد حسين بدرالدين الحوثي باعتبارِها القضيةَ المركزيةَ والأساسَ التي يرتبط بها واقعُ المنطقة بكلها وواقع الشعوب الإسْـلَامية بأجمعها، ولها ارتباطها الوثيق بكل ما يحصل في المنطقة على كُلّ المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، ولما للقضية الفلسطينية من أَهَميَّـة يقولُ السَّـيِّـدُ عبدُالملك الحوثي: (سنبدأ من حيث يجب أن نبدأ من القضية الأساس القضية الفلسطينية، المظلومية الأكبر التي تتفرع عنها كُلّ المظالم في منطقتنا والعالم الإسْـلَامي).
توجيه وتحذير
ويدعو السيد عبدالملك الحوثي في خطاباته الشعوبُ العربية والإسْـلَامية إلى الالتفات والتأمل في حجم المظلومية الكبيرة لفلسطين وشعبها ومئات الشهداء الذين تزفهم غزة يومياً، واستهداف كُلّ مظاهر الحياة هناك، والوحشية البشعة للعدو الإسرائيلي وجرأته الفظيعة على قتل الناس، وينبّه شعوب الأُمَّـة العربية والإسْـلَامية من خطورة هذا العدو، معتبراً من جرائمه (جرس تنبيه يجب أن يوقظ الأُمَّـة، ويوقظ من لا يزالُ في قلبه ذَرَّةٌ من الإحساس والإنْسَانية، يوقظ مَن لا يزال يعي ويدرك ويتنبّه إلى طبيعة ما يحصُل)، كما يدعو كُلّ شعوب أمتنا إلى التوحُّد والتآخي والاعتصام بحبل الله جميعاً، والتعاون لمواجهة الأخطار والتحديات بدءً بدعم الشعب الفلسطيني المظلوم ومناصرته لاستعادة الأرض والمقدسات؛ باعتبار أن القضية الفلسطينية لا تخُصُّه بمفرده، وإنما تُعتبَرُ قضيةً للأمة بكلها والمقدسات في فلسطين هي مقدسات للأمة بكلها، فيما يعتبر شعب فلسطين جزءاً لا يتجزأ من الأُمَّـة العربية والإسْـلَامية وأرض فلسطين أَيضاً جزء من الأرض العربية والإسْـلَامية، كما يحذر السيد عبدالملك الحوثي في خطاباته من العدو الحقيقي الذي يستهدف الأمة ويحيك لها المُخَطّطات لاستهداف شعوبها من خلال أدواته في المنطقة، داعياً الشعوب إلى الوعي واليقظة تجاه مؤامرات الأعداء التي يسعون من خلالها لإثارة الفتن وتقسيم البلدان وتفكيك الكيانات من جديد وإغراق الأُمَّـة في صراعات داخلية.
قضية التغييب وقضايا الأمة
ويركز السيد عبدالملك الحوثي في خطاباته باستمرار إلى قضية هامة جداً ومحورية، وهي تغييب القضية الفلسطينية عربياً، ويؤكد أن: (سياسات الأنظمة العربية في مختلف المجالات لتغييب القضية الفلسطينية، في ظل انعدام مشاريع عملية تستوعب حالة التفاعل الشعبي نحو القضية المركزية بمستواها الكبير باعتبارها القضية الأُمَّـة التي يرتبط بها واقع المنطقة بكلها وتتفرع منها كُلّ المظالم في شعوبنا العربية والإسْـلَامية)، وتمثل الأنظمةَ العربية حاجزاً مانعاً لشعوبها من التواصل المباشر المنظم مع شعوب المنطقة العربية والشعب الفلسطيني والمقاومة في فلسطين، كما يعطي السَّـيِّـد عبدالملك الحوثي في خطاباته إشاراتٍ واضحة إلى مُخَطّطات العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي والتي تهدفُ إلى أن تبقى الحالة العربية تنحدِرُ نحوَ الأسفل على كُلّ المستويات وأن يوصلوا الشعوب العربية إلى منتهى العجز واليأس وفقدان الأمل وانسداد الأفق حتى يتمكّنوا من تصفية القضية الفلسطينية، في مرحلة يصل الناس إلى أن تزدادَ عليهم القيودُ والمشاكلُ الكبيرةُ وحالة الضعف والعجز في الوسط العربي العام، لتعم حالة الاحتلال وحالة السيطرة من جانب الأعداء، ويشير إلى أن مِن أعظم ما استفاد منه العدو الإسرائيلي وشريكته أمريكا في واقع أمتنا العربية على المستوى الشعبي هو حالة الغفلة والنسيان حالة الغفلة والإهمال والنسيان وعدم الالتفات الواعي والعملي الهادف إلى تغيير هذا الواقع المرير السيئ.
مظلومية الشعب الفلسطيني
أصبح اليمن بفضل ثورة 21 سبتمبر جزءاً أساسيا في القضية الفلسطينية ، وذلك لما يولي قائد الثورة من اهتمام كبير لهذه القضية، معتبراً أن المشهدَ الفلسطيني تتجلى فيه الحقائق ويقدم الدروس ويكشف الزيف، ما يؤكّد على صمود وثبات الشعب الفلسطيني العظيم الذي يعاني معاناةً كبيرة بمظلوميته الكبيرة التي طال أمدها وزمانها، لكنه بصموده وثباته لم يستسلم، لا بعامل الزمن ولا بحجم المظلومية والمأساة في ظل خذلان كبير على المستوى العربي والإسْـلَامي، إلا القليل، ويشُدُّ السَّـيِّـدُ عبدالملك الحوثي انتباهَ الشعوب إلى المشهد الفلسطيني الذي تتجلّى فيه بشاعة وإجرام وطغيان العدو الإسرائيلي المتوحش والذي يقدمُ الشواهدَ الكبيرة على أنه هو العدو الحقيقي والخطر بكل ما تعنيه الكلمة على أمتنا، وما يمثله من خطورة بالغة على الأمن والاستقرار والسلام في عالمنا العربي والإسْـلَامي ككل وفي العالم أجمع، وبذلك أصبح بإمكان كل مواطن يمني مهما كانت بساطته ومكانته، المساهمة في نصرة قضايا الأمة في إطار مشروع عملي يراكم الإنجازات ويسهم في تحمل جزء كبير من العبء الذي يثقل كاهل القوى الشريفة في الأمة.. كما يخفف من الهجمة الشرسة التي تتعرض لها حركات المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا.
السياسةُ العربيةُ
ويستهجن قائد الثورة تواطؤ بعض الأنظمة العربية العميلة ومواقفها السلبية تجاه الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة والجهاد، بالإضافة إلى سياسة تدجين الشعوب العربية والإسْـلَامية سياسياً بما يخدم إسرائيل، حيث تعمد تلك الأنظمة إلى صرف ذهنية شعوبها عن العداء لإسرائيل وتوجيهها إلى عدو آخر، وفي ذات الوقت تسعى إلى إغراق المنطقة في مشاكل داخلية، بحيث لا تتمكن من الالتفات إلى قضاياها الكبرى وتتنبه لعدوها الحقيقي الذي يمثل الخطورة الحقيقية عليها، كما يحرص السَّـيِّـد عبدالملك الحوثي على توضيح الشراكة الأمريكية لإسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني، ويقول قائد الثورة في أحد خطاباته: (اليوم شعبنا الفلسطيني يقتل بالسلاح الأمريكي وقنابل وصواريخ أمريكية، كون أمريكا هي من توفر لإسرائيل السلاح والدعم السياسي على المستوى الدولي وفي مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأمريكا تقدم الأموال الهائلة وتقف مع إسرائيل جنباً إلى جنب في معركتها وعدوانها البشع ضد الشعب الفلسطيني).
مشروع عملي
ويلفت قائد الثورة في خطابه إلى موقف (أنصار الله) تجاه القضية الفلسطينية قائلاً: (ما حرصنا عليه في مسيرتنا القرآنية كـ(أنصار الله) أن ننطلق في مشروع عملي بـ(شعارنا) بمشروعنا العملي البناء، بثقافتنا الجهادية، وثقافتنا الممانعة والمقاومة والمناهضة لأعدائنا، كذلك على مستوى حرصنا ودفعنا الدائم إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، وإلى أن نجعل من قضايا الأُمَّـة الكبرى أساساً في مشاريعنا العملية، وفي رؤانا على المستوى السياسي وعلى المستوى الاقتصادي، ليستفاد منه ليكونَ حافزاً للبناء والنهضة).
دعم ومساندة
لقد جاءت ثورة 21سبتمبر كرديف مساند وداعم للمقاومة في المنطقة، حيث أصبحت المقاومة أكثر صلابة بعد قيام ثورة 21سبتمر وذلك من خلال المواقف اليمنية الداعمة للقضية الفلسطينية ويقول قائد الثورة عن موقف الشعب اليمني الثابت والدعم لنصرة قضية الأمة “إن الشعب اليمني عندما يعادي إسرائيل هو موقف مبدئي راسخ تنامى ضمن إطار عملي، هذا التوجه الإيجابي الصارم في عدائه تجاه إسرائيل ووقوفه مع فلسطين وحركات المقاومة موقف صامد مهما كان حجم صراخهم وضجيجهم”، وتأكيده أن “القدس هي القضية المحورية في الاهتمام الشعبي لدى الشعوب حتى لا تبقى تلك القضية مهملة من قبل الحكومات والجانب الرسمي، إذ يجب أن تكون المواقف جدية تبقي هذه القضية على نحو صحيح وحتى لا تبقى أسيرة، مؤطرة ضمن الحسابات الرسمية والتحكم، هذه ليست قضية الحكومات، إنها قضية كل الأمة في مقام التكليف هو معني بها أمام الله والتاريخ ولا يجوز أن تقبل الشعوب بأن تعزل على جانب لا شأن لكم بها لا تتحركوا لا تفعلوا هذا مالا يجوز أن تقبل به الشعوب“.
علاقة العدوان بالعدو الصهيوني
ولفت قائد الثورة في كثير من خطاباته إلى علاقة العدوان على اليمن بإسرائيل قائلاً: ” لو أن الشعب اليمني هتف لإسرائيل، لما شنوا عليه هذا العدوان، لكن عند مطالبته بالحرية وأن يتخلص من الوصاية اعتبروه خارجا ومارقا، لأن إسرائيل حليف بالنسبة لتحالف الشر مع أن اليمن لا يشكل أي خطورة على جواره ولا يشكل أي خطر على أي بلد عربي، لكن موقفه الأصيل تجاه العداء لإسرائيل سبب العدوان عليه”، ويكشف قائد الثورة عن مشاركة الصهاينة لتحالف العدوان، حتى في الغارات الجوية وفي بيع السلاح وتشغيل خبراء منهم مع النظام السعودي ويشتغل للتآمر مع قوى عربية ضد المقاومة”، وأكد أن “ما تقلق منه إسرائيل وما الحق الهزيمة بها في غزة هي حركات المقاومة التي تحركت ونمت من الوسط الشعبي وحققت انتصارات على العدو الإسرائيلي وأصبحت شوكة وقوة في الداخل الفلسطيني”.
شعب اليمن يتصدر المشهد
بعد قيام ثورة 21 سبتمبر أصبحت فلسطين اليوم هي القضية القومية للشعب اليمني حتى وإن خبا بريقه قليلا في العقدين الماضيين بفعل تماهي وارتهان الأنظمة السياسية الحاكمة في تلك الفترة ، لكنه عاد مؤخرا اكثر قوة وعنفوانا وصار في ظل المسيرة القرآنية المباركة أكثر قوة وتأثيراً وفاعلية وبات يثير رعب وهلع الصهاينة وأسيادهم في واشنطن وخدامهم من أنظمة الذل والعار والخيانة في منطقتنا العربية، لذلك كانت المؤامرات والمخططات الخبيثة تحاك على اشدها لإطفاء جذوة هذه الصحوة العظيمة وفي محاولات مستمرة لو أد المسيرة القرآنية ومشروعها الإيماني الكبير في المهد وشنت دول الاستكبار والطغيان في عالم اليوم أكبر وأشرس عدوان في التاريخ الحديث، لكن تلك الهجمة الكونية لم تفلح في تحقيق أي من أهدافها الشيطانية، وإذا باليمن وشعبه العظيم رغم آثار وتداعيات العدوان والحصار يتصدر المشهد ويتقدم صفوف الأمة دفاعا عن القدس وفلسطين وتجلى ذلك في أوضح صورة في فعاليات يوم القدس العالمي خلال السنوات القليلة الماضية ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه شعب عظيم لا تزيده المحن والشدائد إلا ثباتاً وتمسكا بحقوقه ومقدسات أمته وحقوقها المشروعة والعادلة.
استعادة هوية الأمة
لقد أصبح اليمن اليوم جزءاً أساسيا في عملية استعادة هوية الأمة وإعادة رسم مستقبلها بفضل توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، ومن هذا المنطلق لم يكن خروجه في كل مناسبة ليوم القدس العالمي من كل عام إلا تعبيرا عن أن القضية الفلسطينية تعني له الكثير كشعب عربي مؤمن بأن احتلال فلسطين واقتطاع جزء من الخارطة العربية هو امتهان للكرامة العربية، هذا التوجه القومي واجهته السعودية منذ اكثر من عشرين عاما، ابتداء من إعلان عدائها للأحزاب القومية مطلع سبعينيات القرن الماضي، مرورا بتورطها باغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي عام 1977م وصولا إلى تكفير التيارات القومية في ثمانينيات القرن الماضي، ولم تتوقف الكتب والمؤلفات السعودية التي تكفَّر هذا التوجه حتى اطمأنت إلى تلاشي صوته وتحكمها بالمسار السياسي على مدى عشرين عاما، كما أن مشاركة الشعب اليمني في مسيرات يوم القدس العالمي خلال السنوات الماضية كان لها طابعها ومكانتها وتأثيرها على مستوى العالم كونها تأتي واليمن يمر بعدوان ظالم دخل عامه السابع من قوى الاستكبار الصهيونية العالمية أمريكا وإسرائيل وأدواتها من الأنظمة العربية العملية، وهناك نجد أهمية كبيرة لإحياء هذه المناسبة السنوية كي تتجذر لدى عقول الصغار والكبار، لأنها قضية متآمر عليها من اليهود ومن بعض المسلمين، فلابد من التمسك بإحياء مناسبة يوم القدس العالمي حتى يتم تحرير كل شبر من الأراضي العربية المحتلة من دنس اليهود، وتزايدت أهمية إحياء مناسبة القدس العالمي وتزايدت الحاجة الملحة للأمة إليها مع المستجدات والتطورات المتلاحقة لمواجهة السعي الحثيث والمستمر لإبعاد الأمة عن الاهتمام بقضيتها المركزية، كما أن يوم القدس العالمي هو حدث سنوي يعارض احتلال إسرائيل للقدس، ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم من كل عام في بعض الدول العربية والإسلامية في مختلف أنحاء العالم.