مثلّت ثورةُ الحادي والعشرين من سبتمبر بداية عهدٍ جديدٍ لليمن المنشود، ولأحلامٍ وآمالٍ تطلَّع إليها كُل الأحرار في هذا الوطن الممتد من شماله حتى جنوبه ومن شرقهِ إلى سواحل غربه؛ حيثُ انبثق من رحمها فجرُ اليمن الحر من الوصاية والخيانة والعمالة والذلة، أكد ذلك تصريحات العدو الصهيوني المتصاعدة القلقة بشأنها ؛ والتي لم تلبث طويلًا حتى تحولت لعدوانٍ بربريٍ غاشم في محاولةٍ لإيقافِ تمدُدها وإطفاء وهجها وأثر أصدائها وتداعياتها على الأُمة كلها..
إن مَن يُدرك حجم المؤامرات الداخلية والخارجية التي حيكت لإطفائها أو تحويل مسارها، والترسانة العالمية التي استخدمت لإيقافها ؛ هو فقط من سيدرك حجم الانتصار والصمود الكبير الذي تحقق في وجه هذا الاستكبار العالمي.
في هذا الاستطلاع الذي أعده المركز الإعلامي للهيئة النسائية للأمانة نستعرض آراء عدد من الناشطات والمثقفات اليمنيات.. نتابع:الثورة /خاص
مسؤولة الوحدة الثقافية يسرى المؤيد بدأت حديثها قائلةً:
في البداية نبارك لهذا الشعب العظيم هذه الثورة المجيدة يوم الحادي والعشرين من سبتمبر، وما تكشّف عنه من مآلات حاسمة، حتى أصبح يومًا مجيدًا وعظيمًا؛ لأنهُ بات يمثل هوية الشعب الكونية والجمعية بكونه شعب أصيل وفاعل في الإقليم.
وأكدت المؤيد: مما يمكن القول أن ما بعد الحادي والعشرين من سبتمبر ليس كما قبله فنحن قد انتقلنا من مشروع الارتهان والسيطرة الأمريكية والوصاية الخارجية إلى مشروع التحرر والنهضة.
وختمت قائلة: لم تكن الثورة نتاج لحظتها وإنما نتاج نضال مرير في أرض الوطن لمنع استمرار استرقاق هذا الشعب، واستغلال ثرواته وهذا ما كان يقوم به ساسة النظام السابق ، وكذلك كانت ثمرةً لخطابات السيد -سلام الله عليه- الداعي إلى التحرر من سطوة المستكبرين والجبارين، وهذه الثورة هي خلاصة مشروع المسيرة القرآنية لخلاص الأرض والإنسان.
وتحدثت لطفية الحيمي الناشطة الثقافية حيث قالت عن ثورةٍ 21 سبتمبر : صححت لي معنى الوطنية. وأعادت لي ما سُلب من الحرية.. وأقامت العدالة الاجتماعية… عن ثورةٍ أهدافها تعزيز هويتي الإيمانية، عن ثورتي السبتمبرية أتحدث… لماذا 21سبتمبر لماذا نتحدث عنها؟؟
صحيحٌ أن في بلادي العديد من الثورات لكن هذه الثورة مختلفةٌ كل الاختلاف.
أجيبكم يا سادتي وباختصار:
لأن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر قامت على أُسسٍ إيمانية وشرعية قرآنية، وقيادة تجاهد تحت راية آل البيت سلام الله عليهم جميعًا..
فلا تبتغي سلطةً ولا كرسيًا ولا يهمها منصبٌ أو جاه، كل غايتها هو استنهاض الشعب والأمة…
وأشارت قائلةً :إننا وبعد مضي سبعة أعوام على ثورتنا المباركة .. ونحن على أعتاب عهدٍ جديد من الحرية والاستقلال والكرامة التي تصون حقوقنا وحريتنا وعيشنا بعزة وكرامة.. نُقدم سلامنا لمن ‘مسحُ التراب من على نعالهم أشرف من مناصب الدنيا كلها، كما قال صمادنا ، لمن قدموا التضحيات الجسام، من سطروا بدمائهم الزكية الطاهرة أروع ملاحم البطولة، من وقفوا شامخين أمام بشاعة هذا العدوان والاحتلال الخاسر الذي يجر اليوم وراءه أذيال الذل والعار والخزي.
وأردفت: كما لا ننسى ولا يمكننا أن نغض الطرف عن دور كل أم وزوجة وأخت وابنة.
وبدورها أحلام المطهر تقول :ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، هي نتاجُ مسيرةٍ نضالية ضد العمالة والتبعية بقيادة أعلام الهدى؛ حيث تحرر فيها اليمن من هيمنة القريب والبعيد وفتحت مجالًا حقيقيًا للمشاركة الوطنية، ومثلت هذه الثورة تحولًا جذريًا في تاريخ اليمن الذي أعلن حريته واستقلاله مسطرًا فيها أروع البطولات ومعمدًا إياها بأزكى وأطهر الدماء.
وأكدت المطهر قائلة: لذا يحتفل اليمنيون كل عام بهذه الذكرى وتمتلىء الساحات بالمشاركين تعبيرًا عن تأييدهم ومباركتهم لها ولانجازاتها؛ قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي : (إن من أول وأهم وأكبر انجازات الثورة تحرر الشعب من الوصاية الخارجية واستعادة حقه في الاستقلال والسيادة والحرية).
ومن جهتها قالت الناشطة / هنادي الأحمر: مُنذ القِدم كانت اليمن محط أطماع الغزاة والمحتلين من مختلف الأصناف، ومن المعروف في تاريخ اليمن أنها تعرضت للكثير من حملات الغزو والاحتلال كلُ ذلك لما تتمتع به من موقع إستراتيجي هام ، ولما تملكه من ثروات طبيعية ونفطية هائلة جعلت الغزاة من الغرب والشرق يسعون السعي الحثيث لنهب هذه الثروات والسيطرة على اليمن بأكمله..
وتابعت : ومما تدل عليه الوقائع والأحداث المتتابعة مُنذ العام 1962م وقيام الثورة اليمنية السبتمبرية وتوالي الأنظمة المتعاقبة بعدها ما كانت إلا مجرد تابعٍ لقوًى خارجية وإقليمية؛ عمدت على شراء الولاءات من قبل المسيطرين على اليمن آنذاك من مسؤولين في الدولة ونافذين في الحكم، جعلت الدولة تحت نفوذهم الشخصي ومصالحهم الفردية ، مقابل تهميش وتجاهل شعبٍ بأكمله وجعله يُعاني ويلات الفقر والمرض والصراعات الداخلية المُنهِكة… والتي كان منها الحروب الست التي استمرت منذ العام 2004م وحتى العام 2009م ، تلقّى خلالها النظام السابق هزائم منكرة كسرت القيود الظالمة التي وضعها النظام بحق أنصار الله ، وكشفت للشعب بأكمله مفاسد النظام وفشله الذريع …
وختمت الأحمر حديثها :ولم يمر على هذه الهزيمة التي مُني بها النظام وقتٌ طويلٌ حتى قامت الثورة السلمية في صنعاء، والتي أعطت فرصةً لأنصار الله للمشاركة في ساحات الثورة والنضال ‘السلمي’ مع كافة أبناء الشعب، واندمج أنصار الله بالعديد من القطاعات المجتمعية المختلفة، وتم التعرُّف على المشروع الوطني التحرري والفكري والثقافي لأنصار الله الذي تمركزت جل اهتماماته على الواقع اليمني والمظلومية التي كان يعيشه اليمن من تهميش والتحرر من الهيمنة الخارجية والتطلع نحو يمنٍ حرٍ من الوصاية والعمالة.
مناسبة عظيمة
ومن جهتها أكدت /أحلام أبو طالب: في هذه المناسبة نشكر الله سبحانه وتعالى الذي له الفضل والمنة أولًا وآخرًا فيما تحقق آنذاك وبعد ذلك من انجازات كبيرة على يد هذا الشعب المبارك في ثورة ٢١ سبتمبر المباركة، ونبارك الانتصارات العظيمة التي يحققها الأبطال في كل الميادين وعلى كل المستويات فهي بحق ثورة حرية واستقلال.
إن أهم ما أنجزته الثورة أنها أخرجت اليمن من الوصاية الأمريكية وكان النصر ثمرة للتحرك الجاد والتوكل على الله.
وأضافت: ولإدراك هذه المنجزات لابد من معرفة وضع اليمن قبل ذلك التاريخ، حيث كانت اليمن خاضعة وبشكل رسمي ومعلن للوصاية الأجنبية وتحت البند السابع؛ إذ كان سفراء الدول العشر وعلى رأسهم السفير الأمريكي هم المعنيون بكل شؤون البلد، وترتب على ذلك أمور كارثية، ساعد في إنقاذ الشعب من ويلاتها مشروع السيد حسين بن بدر الدين حيث كان أول ثائر ضد الثقافات المغلوطة وارتقى بوعي هذا الشعب المبارك لإدراك خطر المشروع الأمريكي الاستعماري.
فكان من نتائج الثورة أنها مثلت خطوة مهمة ومتقدمة نحو الحرية والاستقلال وأزاحت علي محسن الذي كان يمثل اكبر التهديدات ليس كشخص فحسب بل كمشروع للعمالة، وكسرت حالة اليأس التي كانت سائدة، وأعاقت مشروع الأقاليم الذي كان يهدف لشرذمة وتشظي البلاد، وعززت التلاحم والتكاتف بين كل مكونات هذا البلد، كما ساهمت في تهيئة أبناء هذا الشعب لمواجهة العدوان الأمريكي.
واختتمت أبو طالب حديثها قائلة: أما عن خيارنا فلا خيار سوى الصمود والتحرك، والمشروع الثوري التحرري مستمرٌ ولن يتوقف؛ فنصيحة للمفرطين المقصرين والمتربصين أن الجميع في موقع المسؤولية .
أما الناشطة / فاطمة محمد الحوثي فقد شاركتنا بقولها: قال تعالى (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) فتية المواقف العظيمة والمشرفة، الذين يهبون أرواحهم رخيصة في سبيل الله في سبيل قضايا الأمة، لا يمكن أن توهن عزيمتهم التقديرات المسبقة، ولا التخمينات الجزافية، فهم انطلقوا مع الله وفي رضاه حبًا وعشقًا، بكل إيمان ووعي وبصيرة وبكل إصرار وعزيمة لإعلاء دين الله ورفع رأس أمة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله..
فو الله إنهم قد ضربوا في ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، أعظم وأروع وأسمى الأمثلة ولازالوا، وقدموا واستبسلوا في التضحية والعطاء أصدق وأرقى النماذج التاريخية بل وجادوا بالغالي والنفيس لرفع الظلم عن يمن الإيمان والحكمة، ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ، ثورة العظماء.. ثورة الشرفاء.. ثورة الثورات، ثورة أبادت الجور والجهل… بقوة الله وإرادة الأحرار والشرفاء جرفت وجه الطغاة، بقيادة قرانية وعزيمه شابة..
قيادة نفاخر بها عنان السماء .. قيادة ثقافتها :[والله لأن نتحول الى ذرات تبعثر في الهواء أشرف لدينا وأحب إلينا وارغب إلينا من أن نستسلم لكل أولئك الأنذال المجرمين المفسدين في الأرض]..
ثورة تمثل مدرسة متكاملة نستلهم من عظمتها أعمق الدروس وأبلغ العبر..
ثورة اثبت فيها الشعب الكريم العزيز قوة ارتباطه وإيمانه بالله ..
ثورة سحقت وأسقطت وقهرت ومزقت عملاء قوى الشيطان أمريكا وإسرائيل الذين باتوا قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة المدوية.
وتضيف الحوثي: حتى يومنا هذا الذي نشهد فيه الذكرى السابعة لثورة 21/سبتمبر ..
ثورة بفضل دماء أبطالها صارت اليمن تملك بفضل الله أسلحةً ومنضومات إستراتيجية، وتسطر أعظم الانتصارات والفتوحات في جميع جبهات العزة والكرامة..
واختتمت الحوثي حديثها: ازددنا إيماننا وعزيمة وصمود وثباتًا في مواجهة عدوان بات اليوم هزيلًا مهزومًا.. ثورة أكرمتنا وأعزتنا وزادتنا فخرا واعتزازا بهويتنا الايمانية اليمانية..
فسلام الله على أنوار الهدى قيادتنا الربانية.. سلام الله على الشهداء العظماء في سبيل الله واعلاء دينه ونصرة المستضعفين .