الدولة الاتحادية تقلص المركزية وتخلق مشاركة شعبية واسعة في بناء وتنمية الأقاليم


لقاء/أسماء حيدر البزاز –

منظمات المجتمع المدني وجدت بيئة ملائمة للنجاح من خلال التثقيف المجتمعي
تم التوافق على إنشاء هيئة مستقلة للمنظمات للرقابة وتقييم تنفيذ المخرجات .
 
 
 لعب مكون منظمات المجتمع المدني في الحوار دورا أساسيا في فرق عمل مؤتمر الحوار التسع لإنجاح المخرجات النهائية باعتبار المنظمات  الأكثر علاقة والتصاقا  وتفاعلا مع المجتمع بكل مكوناته,  والدور الفعال الذي ستسهم به المنظمات في المرحلة التأسيسية للدولة اليمنية الاتحادية وبمراقبة وتقييم سير عملية تنفيذ المخرجات الحوارية لما يسهم في توطيد جذور الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة وفق مشروع ونتاج التغيير الذي تطلع له أبناء الشعب اليمني بمختلف شرائحه ,كل هذا وتفاصيل أخرى نوضحها في سياق اللقاء التالي مع ممثلة مكون منظمات المجتمع المدني في مؤتمر الحوار الدكتورة فائزة المتوكل نتابع ..
 
لقاء/أسماء حيدر البزاز
 
 
* دكتورة فائزة .. حدثينا في البداية عن الدور الذي لعبه مكون منظمات المجتمع المدني في الحوار وصولا إلى النجاح في تأسيس عقد اجتماعي جديد لليمن¿
– حقيقة لا يمكن تجاهل الدور البارز الذي لعبه مكون  منظمات المجتمع المدني في مؤتمر الحوار الوطني الشامل من خلال ممثليها الذين توزعوا وتواجدوا في مختلف الفرق التسع المكونة للمؤتمر وقدموا إسهاماتهم بالآراء والأفكار والمقترحات والخبرات إضافة إلى دورهم في تقريب وجهات النظر من أجل تعزيز مبدأ التوافق الذي استندت عليه معظم مخرجات مؤتمر الحوار  وهو الدور الذي تحرص أن تلعبه وتؤديه وتسهم فيه في  مهمة تنفيذ مخرجات المؤتمر وفي مراقبة تنفيذ ها في مختلف  مهماته التي تبدأ  بشرح مخرجات وخلق رأي عام يتفاعل إيجابا معها  وشراكة مجتمعية في التنفيذ ومراقبة التنفيذ مرورا  بصياغة الدستور  وفي الاستفتاء عليه وإنجاز بقية مهام المرحلة الانتقالية  وفي تنفيذ النقاط الـ20 والـ11 ذات العلاقة بالجنوب والجنوبيين ومراقبة تنفيذها وغيرها من  المهمات المرتبطة  والمحددة بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني .
 
 
* وأين يكمن دور منظمات المجتمع المدني في تنفيذ هذه المخرجات ¿
– تبرز أهمية الدور الذي يمكن لمنظمات المجتمع المدني أن تسهم فيه وتؤديه  في مرحلة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وإنجاز مهام المرحلة الانتقالية وبناء الدولة المدنية الحديثة وقيام الحكم الرشيد وهو ما يستدعي  الحرص على إشراك حقيقي لمنظمات المجتمع المدني وإفساح المجال الفاعل لها في الإسهام والمشاركة في تنفيذ مختلف مهمات مخرجات مؤتمر الحوار باعتبارها الأكثر علاقة والتصاقاٍ وحضوراٍ وتفاعلاٍ مع المجتمع بكل مكوناته, وما حدث مؤخرا بالتوافق على إنشاء هيئة مستقلة لإدارة شئون المنظمات والأحزاب يكون أعضاؤها مستقلين وسيكون لها دور جيد في تنفيذ مخرجات الحوار وخاصة الدور الرقابي والتقييم.
 
 
* برأيك , كيف تسهم هذه المخرجات في استتباب الأمن والاستقرار وتجنيب اليمن ويلات الصراع والاحتراب¿
– الأمن والاستقرار لا يتم إلا حين يشعر المواطن أنه شريك فعلي في بناء الدولة المدنية وأن هناك توازناٍ في توزيع السلطة والمال بحيث لا يستبعد ولا يستأثر مكون أو منطقة وتكون هناك عدالة في ذلك , وهذه المخرجات  أعطت لليمنيين شمالا وجنوبا  حق المناصفة في المرحلة التأسيسية لا بأس من ذلك لكي يطمئن الجميع أن لا عودة للاستحواذ والسيطرة وأر? أن تكون المناصفة لهذه المرحلة , بالإضافة إلى أن هذه المخرجات تم إنجازها بتوافق كل القوى السياسية لما يلبي تطلعات مختلف الشرائح الشعبية فمن ظلم أو له حق أخذه بالحوار لا بأفواه البنادق وهذا هو منطق الحكمة الذي جنب اليمن الصراعات وقادها نحو التنافس من أجل البناء وتوطيد جذور الاستقرار .
 
* الإجماع المحلي والدولي حول هذه المخرجات الحوارية, ألا ترون بأن ذلك يمثل انتصارا لليمن إقليميا ودوليا ¿
– دعيني أوضح أمرا, مؤتمر الحوار بكل فرقه التسع عمل على إخراج نصوص دستورية وقوانين وتوصيات تضمن لليمن التحول الآمن لدولة مدنية وحكم رشيد وكل أعضاء الفرق يرون أن نجاح الحوار يكون بتضمين مخرجاتهم في الدستور القادم دون انتقاص أو تحريف باتفاق كل القوى السياسية التي في الحقيقة أجزم بأنها اليوم غلبت المصلحة الوطنية في الطرح والنقاش للخروج بدستور يعيد لليمن مكانته الحضارية التاريخية العريقة ويشكل نموذجا متميزا في المنطقة , مع أن بعض القوى راهنت على فشل مؤتمر الحوار تحت سقف العجز عن حلحلة القضية الجنوبية والإنصاف لأبنائها وبالرغم من تأخر مخرجات فريق القضية الجنوبية لأهمية قضيتهم وارتباطها بالماضي المؤلم والمعاناة الشديدة التي عاشها أبناء الجنوب تأخر في إخراج نصوص دستورية وقرارات ولكنه توصل أخيرا لإخراج وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية بعد جهد كبير من جميع الأطراف والمكونات وبدعم لا محدود من القيادة السياسية وبرعاية كاملة من المجتمع الدولي ومجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي وهذا طبعا يعد نجاحا كبيرا للحوار وانتصارا للإرادة اليمنية ليس على مستوى اليمن فحسب بل على المستوى الإقليمي والدولي .
 
* مؤشرات ودلالات المخرجات الحوارية تنمويا واقتصاديا في إطار أقاليم الدولة الاتحادية كيف ترينها¿
– مخرجات الفرق التسع في الحوار ستحدث نقلة نوعية لليمن عند تطبيقها على مختلف الأصعدة وستحقق تنمية وتوازناٍ في مختلف أنحاء الوطن, وستسهم في بناء الدولة والإسهام في مختلف مجالات الحياة التنموية  وتقليص المركزية مع الحفاظ على قوة الدولة المركزية في ظل المواطنة المتساوية والتنافس والتكامل في التنمية الشاملة حيث أثبتت التجارب نجاح النظام الاتحادي في عدد من الدول المعاصرة في تحقيق قفزة نوعية في مجال التنمية والتطور الاقتصادي فالنظام الاتحادي هو نظام يعمل على تقليص المركزية ومشاركة القاعدة الشعبية والتنافس والتكافل بين مكونات الأقاليم في البناء والتنمية وخلق فرص استثمارية جديدة يصعب تنفيذها على مستوى الدولة المركزية نظراِ لتحكم السلطة المركزية اتخاذ القرار والانفراد به .
 
* السلطات والصلاحيات المعتمدة  والسياسات المطبقة .. هل تم تأطيرها وفق محددات دستورية ¿
– تم تحديث وتطوير السلطات والصلاحيات المعتمدة والمطبقة حاليا
واستحداث نصوص دستورية وقانونية لتواكب التغيير المنشود.

* ولكن هناك قوى تروج على منابرها الإعلامية بأن الاتحادية تمزيق للكيان الوحدوي والتنموي ¿ ما تعليقكم على ذلك¿
– من خلال زيارتنا الميدانية للمحافظات وجدنا أن أهم عائق أمام المحافظة على  كيان  الوحدة  وحدوث التنمية في المحافظات هو المركزية الشديدة بحيث جعلت المحافظات مكبلة وغير قادرة على اتخاذ قرارات تحسن من أوضاعها ,  أما الفيدرالية المدروسة والتي تحدد فيها بعناية ووضوح صلاحيات مهام المركز والإقليم والولاية وكيفية توزيع الثروات عبر قوانين واضحة ومدروسة علميا ومن واقع اليمن مع الاستفادة من تجارب الغير سوف يحقق لليمن مستقبلا زاهرا يسوده الرخاء والأمن والعدل وكذا التنافس الإيجابي بين الأقاليم والولايات .
 
* برأيك ما هي الآليات المقترحة  لمراقبة تنفيذ سير مخرجات الحوار¿
– إنشاء هيئة وطنية ذات صلاحيات واسعة مهمتها مراقبة تنفيذ مخرجات الحوار ورسم الآلية والخطوات والإجراءات المزمنة لتنفيذها. على أن تكون هذه الهيئة من كل المكونات في المجتمع وبنفس النسب المتبعة في الحوار الوطني.
 
 
* برأيك , ما  دور المجتمع الدولي ومجلس الأمن في مرحلة ما بعد الحوار¿
– دور المجتمع الدولي في هذه المرحلة الحساسة بالذات لا بد من أن يتضاعف في دعم المرحلة التأسيسية لبناء الدولة الاتحادية الجديدة ومراقبة سير تنفيذ المخرجات ومعاقبة معرقلي تنفيذها لما يسهم في توطيد وإرساء معالم الأمن والاستقرار.
 
* كلمة أخيرة تودون طرحها في نهاية هذا اللقاء ¿
– هي كلمة تأكيد باسم جميع منظمات المجتمع المدني على وجوب إشراكها في مختلف الهيئات واللجان المعنية بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار أسوة ببقية المكونات . وبما يتلاءم مع أهمية دورها .

قد يعجبك ايضا