أثبتت عملية الردع السابعة – التي نفذها الأبطال المغاوير من أبناء اليمن الميمون – أن القوات المسلحة اليمنية في صنعاء تقوم بمعجزات حقيقية بأي مقياس عسكري دقيق، حيث تمكنت في ظل هذه الظروف الصعبة من إعادة بناء نفسها وتعزيز قدراتها مما أفقد العدو المتغطرس توازنه وجعله يتخبط في كل الاتجاهات، ظهر هذا جلياً من خلال ردود الفعل التي أعقبت الواقعة المباركة، فلقد اتسمت بالنزق والانفعال واتخاذ الغطرسة وسيلة لتغطية ما يُعتمل في النفوس، مع أن الواقعة جاءت في إطار الحق المشروع للشعب اليمني في الدفاع عن نفسه وصيانة شرف وكرامة أبنائه المظلومين، والحد من صلافة وهمجية العدو السعودي المستمر في غاراته العبثية المدمرة على معظم المدن اليمنية، وعلى وجه الخصوص مارب والبيضاء والحديدة وصعدة والجوف، ناهيك عمّا يقوم به من أعمال لاإنسانية ضد المغتربين اليمنيين ومحاولات شاذة للحد من وجودهم في نجد والحجاز، مع أنهم هم من شيدوا هذه المناطق وعلو البناء فيها .
على مستوى الداخل اليمني، فقد حدث إجماع شعبي عارم بأن عملية الردع السابعة ليست سوى سلسلة تحذيرية لهذا العدو ستتبعها عمليات أكثر دقة وبأسلحة أكثر تطوراً وتقنية ستتمكن إن شاء الله من تحقيق غارات نوعية مباركة في العمق السعودي تطال الخريطة الجغرافية لهذا البلد المكلوم بحكامه، خاصة إذا ما أصر على الغي واستمر في غاراته الهمجية، إضافة إلى تقديم الدعم المباشر للمرتزقة العملاء الخونة وكتائب القاعدة وداعش، من يحاولون التصدي للبطولات العظيمة التي يخوضها أبطال الجيش واللجان الشعبية الميامين على طريق تحرير بقية الأراضي اليمنية الخاضعة للاستعمار المباشر من أمريكا وبريطانيا عبر أذنابهما في المنطقة السعودية والإمارات .
ما يُثير الغيظ والغضب هي تلك المواقف من قبل أرباع الكُتّاب والمحللين السياسيين المشبوهين، الذين شنوا هجوماً وقحاً على اليمن واليمنيين، ووصل الأمر بهم إلى التطاول على قائد المسيرة القرآنية بطريقة خالية من أبسط القيم وتتعارض كلياً مع مواثيق الشرف الصحفية التي أقرها العالم، باعتقاد ساذج منهم أن مثل هذا الكلام سيؤثر على العلاقة بين القائد والشعب، وهذا عشم إبليس في الجنة، فالشعب يعرف من هو القائد وما هي صفاته، بالمقابل يعرف من هم آل سعود وما هي سلوكيات أمراء هذه الدولة الطارئة، غير مدركين أنهم بهذا الكلام إنما فضحوا أنفسهم خاصة أولئك الذين لم يترددوا عن إعلان التبعية والولاء المطلق لأمريكا وبريطانيا والسعودية، وفق ما ورد على ألسنتهم، فلقد قال أحدهم بلا خجل ( أعتز أنا كسعودي بأصغر إصبع في أقذر قدم لأقبح جندي أمريكي)، وأضاف بالحرف الواحد (نحن ممتنون لأصدقائنا الأمريكان والبريطانيين والإسرائيليين ونفخر أنهم من يدعمون جيشنا البطل وهم من خططوا وهندسوا لكل ما يجري، لأن هذا الشعب – يقصد اليمن – يستحق كل ما يجري له وهو يصبر على حكام تربوا في الكهوف ولا يعرفون شيء، من أساليب الحياة )، انتهى كلام هذا الفاجر، ولاشك أنه أستفز الكثير من أبناء نجد والحجاز الشرفاء كما عبر عن ذلك بعض المحللين في القنوات ذات التوجه القومي والإسلامي، حيث قال ( مثل هذا الكلام لا يمثل أبناء نجد والحجاز الأصلاء ونحن نعتذر لكل إخواننا في اليمن وفي المقدمة قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ولا نعتبر ما ورد على لسان هذا الساقط أحد زبانية محمد بن سلمان إلا كلام إنسان حاقد مدسوس يريد أن يشوه العلاقة بين أبناء الشعبين الشقيقين، كما يسعى محمد بن سلمان إلى تشويه الهوية الوطنية لنجد والحجاز وإضعاف الانتماء للعروبة والإسلام من خلال خطواته الغاية في الاستسلام والخنوع للغرب وفي المقدمة أمريكا وبريطانيا ) نشكر مثل هذه الأصوات العظيمة المعبرة بحق عن طبيعة العلاقة التي تربط اليمن بأبناء نجد والحجاز ونقول إن أفضل رد على مثل هذه الترهات الزائفة وهذه الكلاب النابحة هو المزيد من الانتصارات والضربات الموجعة، لأن ما ورد على ألسنة هؤلاء كلام يُعبر عن شخصيات مهزوزة فاقدة للإرادة، ترى في أعداء الأمة الملاذ والمُعين فقط، وهم ممن تخضبت أيديهم بدماء العروبة والإسلام وغرقوا في أوحال المخابرات الأمريكية والبريطانية، مما جعلهم يتفوهون بمثل هذا الكلام ووصلت بهم الوقاحة إلى حد الدعارة السياسية، فنقول لهم نحن في اليمن شامخون شموخ الجبال، ونفخر بأن لنا قائداً مثل أبي جبريل، ونؤكد للنظام السعودي من جديد أن لا تتعب نفسك لن تعود اليمن إلى بيت الطاعة، فثورة 21سبتمبر التي أصبحت ذكراها على الأبواب أكدت منذ الوهلة الأولى أنه لا خنوع ولا استسلام ولا تبعية حتى ينال الشعب اليمني حريته واستقلاله وسيادته الفعلية على جميع أراضيه اليمنية، وهذا هو خيار كل اليمنيين الشرفاء، ولا تصدقوا المرتزقة لأنهم فقدوا الولاء للوطن وحق المواطنة، كون الخيانة تُسقط مثل هذه الصفات المقدسة، والله من وراء القصد ..