إنجاز الثورة وثورة الإنجاز

ثورة الـ 21 من سبتمبر.. إنجاز سياسي أفشل المخططات الدولية وانتصر لإرادة الشعب وقراره السياسي

ما حققته ثورة 21 سبتمبر أكبر من أن يقاس بمشروع تنموي صغير
“21 سبتمبر” ثورة شعب أنقذت اليمن من التقسيم وأعادت له اعتباره ودولته المختطفة
إخراج اليمن من الوصاية والتبعية إنجاز سياسي صنعه الشعب في 21 سبتمبر
في 21 سبتمبر خرجت اليمن من نفق الوصاية إلى رحاب الحرية والاستقلال

قد لا تبدو إنجازات ثورة الـ 21 من سبتمبر مرئية يلمسها البعض في مدرسة أو طريق أو أعمدة من الأسمنت وجدران من الأحجار المصقولة في مبنى مليء بالفراغ تم بناؤه ليمثل لوحة دعائية تجمل فشل السياسات وعجز السياسيين في إيجاد مشروع وطني يؤسس ويصنع نهضة حقيقية تلبي وتترجم تطلعات وأحلام الشعب اليمني.
ثورة الـ 21 من سبتمبر مثلت في حد ذاتها أكبر إنجاز وأكبر انتصار لإرادة الشعب اليمني حاضرا ومستقبلا، وإذا ما عدنا إلى ما قبل انتصارها العظيم وقرأنا المشهد السياسي الذي كانت البلاد تعيشه، فسنجد أن اليمن تحولت إلى دولة مختطفة صودر استقلالها وقرارها السياسي وحقها في تقرير مصيرها ورسم مستقبلها وتقودها سياسات ومؤامرات الأوصياء الدوليين والاقليميين نحو الهاوية، ويجبرونها على السير بخطىً متسارعة في طريق اللاعودة.
عادل محمد باسهيل

الوصاية الدولية
في العام 2012م، أجمعت القوى السياسية على أن يكون هادي مفتاحاً للحل واختاروه رئيساً توافقياً لمدة عامين، عبر انتخابات شكلية خلت من المنافسة، ودُعي الشعب فيها لانتخابه كمرشح وحيد، وصل إلى السلطة بإرادة فرضتها على اليمنيين دول لا تعرف الديمقراطية، كالسعودية وبقية الدول الخليجية.
وفي العام 2013م، وبدلاً من أن يتجه هادي لتنفيذ البرنامج الموكل إليه تنفيذه خلال الفترة الانتقالية، والمتمثل في إرساء الأسس التي تُبنى عليها الدولة، تحول (الرئيس التوافقي) إلى مطية لحزب الإصلاح ودمية بيد الدول العشر، التي عزلته عن محيطه الوطني ودفعته للذهاب بعيداً وتقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي يدعوه لإدخال اليمن تحت الوصاية الدولية، وهو الطلب الذي لم يسبقه إليه أحد، وقوبل باستغراب وسخرية دوائر السياسة الدولية، بما فيها دولٌ أعضاء في مجلس الأمن نفسه.
مساعي هادي وحزب الإصلاح للاستقواء بعصا مجلس الأمن الدولي للضغط على قوى سياسية يمنية وفي مقدمتها أنصار الله، وإجبارها على الصمت والقبول بما سيتم فرضه على اليمنيين من أجندات، أدخلت اليمن في نفقٍ مظلم ليس له نهاية، وحوّلت طاولة الحوار الوطني من طاولة يجتمع حولها اليمنيون لحل قضاياهم حاضراً ومستقبلاً، إلى طاولة تلتقي حولها أطراف إقليمية ودولية تستهدف تمزيق اليمن وتقاسمه بمباركة اليمنيين أنفسهم.

تدمير الدولة من الداخل
نتيجة لخضوعه لهيمنة حزب الإصلاح، وارتهانه لإملاءات وتوجيهات قوى إقليمية ودولية، اتجه هادي، المُنتخب رئيساً للدولة اليمنية الموحّدة، ومعه الإصلاح، وبدعم دولي نحو تدمير الدولة من الداخل من خلال تبني مشروع جديد لدولة بديلة أسماها “اليمن الاتحادي”، والذي قاموا بتقسيمه -وفقاً لمخططات وأطماع خارجية- إلى ستة أقاليم منفصلة عن بعضها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
توجُّهات الرئيس التوافقي التي سعى من خلالها لتنفيذ أجندات ومؤامرات دولية قوبلت بمعارضة شعبية وقوى سياسيه رفضت مبدأ تقسيم وتجزئة اليمن وبعض مخرجات الحوار الوطني التي تمت صياغة بنودها على يد خبراء أجانب -يعملون لصالح دوائر سياسية خارجية- وتم طرحها كوثيقة نهائية وملزمة لكل الأطراف بل وملزمة للشعب اليمني، وحظيت بدعم ومباركة هادي وحزب الإصلاح والدول العشر الراعية للحوار.

حين غضب الشعب
وثيقة الحوار، التي توهَّم صناع سيناريوهات الاستهداف أنهم نجحوا في تمريرها والتوصل إليها من خلال أدواتهم في مؤتمر الحوار، سرعان ما تحولت إلى شرارة أشعلت غضب الشعب اليمني، الذي أدرك مدى ما تُمثله توجهات هادي من خطرٍ يهدّد اليمن أرضاً وشعباً، فخرج عن صمته وأعلن عدم قبوله بمثل هذه التوجهات ودعمه لوجهة نظر القوى السياسية الرافضة لمشاريع التقسيم والتجزئة والارتهان للوصاية الدولية ومصادرة القرار السياسي اليمني، الأمر الذي مثّل صدمة كبيرة للدول العشر ولأصحاب المشاريع والمخططات التي تستهدف اليمن.
وفي تطور متصاعد أدت الضغوطات الشعبية وتسارع الأحداث إلى رضوخ هادي وحكومته الاخوانية للمطالب السياسية وإرادة الثورة الشعبية التي قادها ووجهها السيد عبدالملك الحوثي، كما أجبرت الدول الراعية للحوار وتنفيذ المبادرة الخليجية على الانصياع لها، وهي المطالب التي تُوِّجت بالتوقيع على وثيقة السلم والشراكة التي نسفت كل المؤامرات والسيناريوهات التي حيكت ضد اليمن، ومثّلت انتصاراً يمنياً على الوصاية الدولية.

ثورة الشعب
مما سبق تتجلى الحقيقة التي تؤكد أن ثورة 21 سبتمبر لم تأت من فراغ بل قامت، استناداً إلى إرث الكرامة المتأصّل في أعماق التاريخ اليمني، رداً على التدخلات الخارجية السافرة، للدول العشر وفي مقدمتها السعودية التي تسعى لإضعاف وتجزئة اليمن وتحويله إلى غنيمة تتقاسمها قوى دولية واقليمية.
وفي خضم هذه التناقضات ومن رحم الألم والمعاناة التي خيمت على الشعب اليمني جاءت ثورة الـ 21 من سبتمبر التي مثلت في جوهرها وأبعادها انتصاراً وطنياً وسياسياً واستراتيجياً لليمن، أرضا وشعباً، أخرجته من الوصاية والتدخل الخارجي في سيادته، وأعادت للشعب اليمني كرامته وإرادته واستقلال قراره السياسي.
اليوم ونحن نحتفل بالذكرى السابعة يمكننا القول بثقة إن ثورة 21 سبتمبر2014م كانت وما تزال أهم منجز سياسي تم تحقيقه وضرورة تاريخية ليس لإنقاذ اليمن واليمنيين من الوصاية والتبعية ومصادرة القرار السياسي والاقتصادي، بل أيضاً لإنقاذ المنطقة من المخططات الصهيوأمريكية وإفشال المشاريع والأجندات التوسعية في اليمن والمنطقة العربية، بل ومثلت انطلاقة حقيقية في إعادة الاعتبار للشعب اليمني وإقامة نظام سياسي يخدم مصالحه ويعبِّر عن تطلعاته ويترجم إرادته وليس لترجمة مشاريع وأجندات خارجية.

تقرأون في الملف :

مشائخ يتحدثون لـ”الثورة” عن شريحة المتظاهرين بـ”الالتباس” إزاء جرائم العدوان: المتجاهلون جرائم العدوان مشاركون في دماء اليمنيين

باعث الثورة الشعبية 21 سبتمبر .. القهر الاجتماعي والوصاية ومحاولات تفتيت اليمن

قد يعجبك ايضا