حرائر اليمن يتحدثن لـ”الثورة”: الإمام زيد تحرك في مسارين – فكري توعوي.. وعسكري جهادي – ما جعل ثورته من أعظم ثورات مقارعة الباطل
تربطُ اليمانيين صلةٌ وثيقةٌ، وأواصرُ وشيجةٌ بآل البيت عامةً وبالإمام الأعظم زيد بن علي عليهما السلام خاصة
حيث انعكس ذلك على تاريخهم الممتد بل انصهر في جيناتهم كيف لا وهم أهل الإيمان والجهاد في كل نائبةٍ ونداء وتلبية ونصرة للمظلومين والمستضعفين وحجر العثرة أمام كل الطغاة والمستكبرين..
بدا ذلك جليًا في الأعوام الأخير في ما تعرض له شعبنا من تلك المظالم مجتمعةً وكابد ما كابده من عدوانٍ وتآمر من كل طغاة الأرض على مختلف عرقياتهم وانتماءاتهم.
فواجههم أعلام الهدى من آل محمد وقدموا أنفسهم قربانًا فداء لهذا النهج الممتد، تلك التضحيات تمثلت في السيد حسين بن بدرالدين الحوثي الذي تعرض لذات المظلومية ولاقى المصير الذي آل إليه جده الإمام زيد عليه السلام..
ليس لشيءٍ سوى لأنهم أبناء هذه المدرسة والعقيدة التي لا تسكت للظالمين ولا تذل للمستكبرين! .. وبهذه المناسبة العظيمة قام المركز الإعلامي للهيئة النسائية بالاستطلاع التالي:الاسره /خاص
كانت أولى محطات الاستطلاع مع مسؤولة الوحدة الثقافية في مديرية الحصبة الجنوبية أ/ يسرى المؤيد حيث تحدثت إلينا قائلةً:
مناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي (عليه السلام) من المناسبات المهمة المرتبطة بديننا، فهي تذكرنا بعلم من أعلامنا، ورمز من رموزنا، وعظيم من عظماء الإسلام وأهل بيت رسول الله القائمين بالقسط، والدعاة إلى الله، الذين حملوا الإسلام منهجًا وجسدوا أخلاقه وقيمه، وحملوه مسؤوليةً يتحركون بها في واقع الأمة.
ثم أردفت: وارتباطنا بهذه المناسبة هو ارتباط القضية الواحدة؛ فقضية الحسين (عليه السلام) هي قضية أبيه علي وأخيه الحسن (عليهم السلام) وهي قبلهم قضية الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، قضية الإمام زيد (عليه السلام) هي نفس القضية، قضية غيره من أعلام الحق والهدى في تاريخ الأمة، هي نفسها القضية الواحدة، والهم الواحد، والمبدأ، والمسار، والاتجاه الواحد، في مواجهة العدو الواحد الذي له منهج واحد، وطريقة واحدة، ومسار واحد، لأن الواقع المعاصر والحال الحاضر هو مرتبط بالماضي، فحاضر الأمة المليء بالمآسي، المليء بالمظالم، المليء بالمعاناة المشحون بالبؤس، هو وليد ذلك الماضي، وأثر من آثار طغيان طغاة التاريخ، وطغاة الحاضر أيضًا.
وأكدت المؤيد: إحياؤنا لهذه المناسبة هو أيضًا لشحذ الهمم، وإحياء الشعور بالمسؤولية، فحينما نتأمل في تاريخ أعلامنا، وعظمائنا، وهداتنا نجوم العترة وأعلام الأمة، كيف كان اهتمامهم بالمسؤولية، كيف كانوا على مستوى عال من الصبر، والثبات، والبذل، والعطاء، والهمة العالية، وما قدموه في سبيل الله (سبحانه وتعالى) وفي سبيل المستضعفين من عباده، وما وأجهوه من طغيان هذا وتخاذل ذاك، هذا يزيدنا عزمًا إلى عزمنا، وهمةً إلى همتنا، وصبراً إلى صبرنا، واستعدادا للبذل والعطاء.
واختتمت قولها مؤكدةً: فلهذه المناسبات أهميتها الكبرى، ومردودها المهم على المستوى النفسي، وعلى المستوى الثقافي والفكري، وعلى المستوى العملي وعلى مستوى مواجهة طغاة اليوم.
أما الأخت/ أميرة الوادعي فقد تحدثت قائلة:
عندما نتحدث عن الإمام زيد عليه السلام فنحنُ نتحدث عن زين العابدين وسيد الساجدين والمجاهدين، نتحدث عن ذلك الرجل العظيم في كمال إيمانه بالله، وثقته بالله، وتوكله على الله، وخشيته من الله، نتحدث عن أبيه علي زين العابدين، وجده الحسين سيد شباب أهل الجنة، نتحدث عن جده الأول علي بن أبي طالب، باب مدينة علم رسول الله.
نتحدث عن شجاعته ووقوفه في وجه الظالمين من بني أمية؛ رغم قلة العدة والعتاد.
نتحدث عن كمال وعيه وبصيرته وكيف أيقظ الأمة من غفلتها، وعن مواجهته للضلال الذي كان قد خيم على الأمة في عهد بني أمية.
نتحدث أيضًا عن إحسانه إلى فقراء المسلمين، نتحدث عن ولعه الشديد بالقرآن الكريم، وعلاقته الوثيقة بالقرآن، واهتمامه المتميز بكتاب الله عز وجل.
وواصلت حديثها: نتحدث ونتعلم من الإمام زيد إحياء مبدأ الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بالطريقة الصحيحة، والتحذير من خطورة التقصير والتفريط!.
نتعلم من الإمام زيد كيف نكون عظيمي الثقة بالله والخشية منه.
وأشارت الوادعي: نتعلم من الإمام زيد استلهام الدروس والعبر والحقائق من مظلوميته، ومظلومية أحفاده من أعلام بيت رسول الله، وآخر هذه المظلومية مظلومية الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي على أيادي يزيديي هذا العصر أمريكا وإسرائيل وعملائهم.
ومن جهتها أوضحت الناشطة الثقافية هنادي الأحمر:
أدرك الإمام زيد عليه السلام خطورة الوضع الذي وصل إليه حال الأمة، فعزم على التحرك لمواجهة الظلم والاستبداد الذي ساد في تلك الآونة وهو ما عبر عنه الإمام زيد في عدة مقامات:
فمما قاله الإمام: (كيف لي أن أسكن، وقد خولف كتاب الله، وتحوكم إلى الجبت والطاغوت، والله لو لم يكن إلا أنا وابني يحيى لخرجت وجاهدت حتى أفنى)!.
شجاعة، ثبات، مبدأ، استشعار للمسؤولية، موقف تجلت فيه الغيرة والحمية الإسلامية في أعظم صورها، والقيام بواجب وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مُجسدًا النهج المحمّدي العلوي الحُسينيّ، وأكدت بالقول: كان تحركه عليه السلام ضمن مسارين:
المسار الأول: مسارٌ فكريٌ توعوي..
حيث بدأ الإمام زيد بالتحرك في أوساط الأمة ضمن إطار النصح والإرشاد والتحذير من عواقب الأفكار الضالة التي عمل بنو أمية على بث سمومها في أوساطها.
أما المسار الثاني: فكان المسار العسكري الجهادي ومقارعة الباطل وأهله حتى الاستشهاد، وممّا ورد في الأثر ذِكره عن الإمام زيد عندما رفرفت رايات الجهاد أنّه قال: ((اللهم لك خرجت، وإياك أردت، ورضوانك طلبت، ولعدوك نصبت، فانتصر لنفسك ولدينك ولكتابك ولنبيك ولأهل بيتك ولأوليائك من المؤمنين، اللهم هذا الجهد مني وأنت المستعان))، فانطلق الإمام الأعظم في مواجهة الطغيان الأموي في جيشٍ قليل العدد كثير الإيمان والبصيرة مُصدِرًا أعظم ملاحم البطولة والفداء والتضحية نُصرةً واستبسالًا لدين اللّه، ومناصرةً للمستضعفين في الأرض، وغضبًا على أعداء الدين والإنسانية.
واختتمت بقولها: وبهذه الثورة العظيمة أحيا الإمام زيد حركة الإسلام والنهج المُحمّدي الأصيل، بثباتٍ وعزمٍ وإصرار وشجاعة قلّ نظيرها، كما أحيا بدمائه الآلاف من الزيديين السالكين مسلكه والمتمسكين بمنهجه إلى اليوم.
وبدورها أ/ أحلام المؤيد شاركت بالقول: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
“إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض”، وأكدت: الإمام زيد هو من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!.
الإمام زيد هو زيد بن علي زين العابدين وسيد الساجدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وكان يُلقب بحليف القرآن؛ لكثرة جلوسه مع القرآن وتأمله وتدبره لآيات الله، لدرجة أنه كان عندما يقرأ القرآن يغمى عليه من شدة الخوف والخشية من الله!
الإمام زيد سلام الله عليه عاصر الطغاة من بني أمية وكانت الأمة في عهد بني أمية قد وصلت إلى وضعية رهيبة من الانحراف والتحريف ووصل بهم إلى المساس بالمقدسات والمعالم الكبرى لهذا الدين!!
حرفوا معاني ومفاهيم القرآن الكريم، سخروا من القرآن، واستهتروا به! لدرجة أن أحد ملوكهم رمى المصحف بالسهام وأحرقه!
ووصل بهم الحال إلى أن يسب يهوديٌ الرسول في حضرة من يسموه أميرهم وخليفة المسلمين هشام بن عبد الملك!
من هنا تحرك الإمام زيد سلام الله عليه وثار في وجه الطغيان؛ وثورة الإمام زيد هي امتداد لثورة الإمام الحسين والإمام علي عليهما السلام! وكانت الثمرة والمكسب من هذه الثورات أنهم وقفوا ضد بني أمية وتصدوا لهم ولولا هذا التحرك لكان بنو أمية غيروا واقع اﻷمة بالكامل، ولطمسوا معالم الإسلام، ولنجحوا في الانحراف الكلي للأمة ولما بقي للحق صوت!
وأضافت المؤيد: الإمام زيد قام بنهضته العظيمة والمهمة التي أبقت لهذا الحق امتداده واستمراره، وهاهم الأحرار كل الأحرار يستمدون ثورتهم وحركتهم من حركة الإمام زيد والإمام الحسين والإمام علي وكل أعلام الهدى من بيت رسول الله..
وأردفت: الإمام زيد كانت علاقته بالقرآن الكريم علاقة قوية، علاقة وثيقة، وكان الناس من حوله ينصحونه بألا يقف أمام هشام بن عبدالملك الطاغية!
لكن كان يجيبهم بقوله: “والله ما يدعني كتاب الله أن اسكت” وكان يقول: “والله لو علمت أن رضا الله عز وجل في أن أقدح في يدي نارًا حتى إذا اضطرمت رميت بنفسي فيها”، لكن ما أعلم شيئًا أرضى لله عز وجل عني من جهاد بني أمية.
وأشارت: الإمام زيد عليه السلام أحيا مبدأ اﻷمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الظالمين والدفاع عن المستضعفين واﻹصلاح في اﻷمة حتى أنه قال: “والله لوددت أن يدي ملصقةٌ بالثريا ثم أقع إلى الأرض أو حيث أقع فأتقطع قطعة قطعة وأن الله أصلح بي أمة محمد”.
هذه التضحية وهذه الشجاعة المستمدة من ثورة اﻹمام الحسين الذي قال: “والله ما خرجت أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا متجبرًا ولا ظالمًا وإنما خرجت للإصلاح في أمة جدي “.
وقول اﻹمام علي “والله ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا”.
واختتمت حديثها: هكذا هم أعلام الهدى من ذرية رسول الله جهاد مستمر وتحرك ونهضه مستمرة.
الواجب علينا العودة إلى أولياء الله إلى آل رسول الله إلى مدرسة آل النبوة لنكتسب من مجدها وعزها لنتعلم العزة والثبات واليقين والوعي والبصيرة واﻹخلاص.
نتعلم منهم الثبات في مواجهة التحديات ونتعلم التضحية من أجل المبادئ العظيمة.
نتعلم منهم كيف نستمر في حمل راية الحق والعدل ولا نبالي بطغيان الطغاة ولا جبروت الظالمين.