الإمام الحسين مدرسة الصمود وتاريخ في التضحية ..

 

الشهيد القائد
حسين بدر الدين الحوثي: المفترض والطبيعي لحادثةٍ مثل هذه أن لا تكون في عصر الإسلام، وفي ساحة الإسلام، وعلى يد من يحسبون على الإسلام

قائد الثورة السيد
عبدالملك بدر الدين الحوثي: التأريخ حكى تفاصيلَ واقعة كربلاء ونحن اليوم معنيون بتوصيف ما حدث

عمير : ثورةَ الإمام الحسين -عليه السلام- تعتبر نبراساً وتطبيقاً عمليًّا لكيفيةِ الثورة على الظلم والطغيان
الحمزي: ثورة الحسين زرعت الوعي الثوري في حياة الأمة
أعداء المسلمين يريدون جيلاً لا يعرف شيئاً من أبجديات الجهاد وصور الحرية والدفاع عن المظلومين
الموشكي: لا علم إلا علم الحسين ولا نهج إلا نهج الحسين ولا بطولة إلا بطولة سيد شباب أهل الجنة
الوشلي: نناشد وزارة التربية والتعليم مراجعة المنهج التعليمي والسعي الحثيث إلى غرس السيرة الحسينية..

منهج الإمام الحسين لا يخص شخصاً بعينه، أو يحسب على جماعة عن غيرها من الجماعات.. بل يمثل الإسلام في صفائه ونقائه وحركته.. ومحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سيرته وعطائه، والإمام علي في جهاده وبذله في بدر وأحد، وخيبر، وحنين، وكلها تمثل شريعة الإسلام حركة ومنهاجا.. هكذا يتكلم المنصفون ويعبِّر أصحاب النفوس السوية، الإمام الحسين مدرسة غُيبت ومسيرة جهاد لا تكاد تُذكر في المناهج التعليمية اليمنية.. حول هذا وأكثر نستعرض مناشدات وآراء الكثيرين واقتطفنا أجمل الكلمات من محاضرات الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي وقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -عليهما السلام-  ومن دروس “من هدي القرآن الكريم”.

الثورة  / أمين العبيدي

يقول الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي:
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من محرم الذي وقعت فيه فاجعة عظيمة ومأساة كبرى في تاريخ هذه الأمة، التي دينها الإسلام, وسماها الله ونبيها: أمة الإسلام، تلك الفاجعة كان المفترض أن لا يقع مثلها إلا في تلك العصور المظلمة، في عصر الجاهلية، في عصر الشرك، في عصر الظلمات، كان الشيء المفترض والطبيعي لحادثةٍ مثل هذه أن لا تكون في عصر الإسلام، وفي ساحة الإسلام، وعلى يد من يسمون أو يحسبون على الإسلام، فما الذي حصل؟.
لم نسمع في تاريخ الجاهلية بحادثة كهذه!. ما الذي جعل الساحة الإسلامية مسرحاً لمثل هذه المآسي؟ لمثل هذه الأحداث المفجعة؟ ما الذي جعل من يسمون أنفسهم مسلمين، ويحسبون على الإسلام ينفِّذون مثل هذه الكارثة!؟ مثل تلك العملية المرعبة المفجعة؟!.
لكننا نرى أن تلك الحادثة التي وقعت في الساحة الإسلامية، وعلى يد أبناء الإسلام، بل وتحت غطاء الإسلام وعناوين إسلامية، وخلافة تسمي نفسها خلافة إسلامية، نرى أن ذلك الذي كان الضحية هو من؟ واحد من سادة شباب أهل الجنة ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة))، هو ابن سيد النبيين، هو ابن القرآن، هو ابن سيد الوصيين، وسيد العرب, على بن أبي طالب، هو ابن سيدة النساء فاطمة الزهراء، هو ابن سيد الشهداء حمزة.
وضد من؟ هل ضد شخص ظل طيلة عمره كافراً يعبد الأصنام, ويصد عن الدين؟ هل ضد رجل عاش حياته نفاقاً ومكراً وخداعاً وظلماً وجبروتاً؟ كان هذا هو المفترض لأمة كهذه، أن يكون لها موقف كهذا أمام أشخاص على هذا النحو: كفر وشرك وطغيان وجبروت وظلم ونفاق.
ما الذي جعل الأمور تصل إلى أن يصبح الضحية في الساحة الإسلامية وتحت عنوان خلافة إسلامية وعلى يد أبناء هذه الأمة الإسلامية، أن يكون الضحية هو هذا الرجل العظيم؟.
إنه حدث مليء بالدروس، مليء بالعبر.. وما أحوجنا نحن في هذا الزمن إلى أن نعود إلى تاريخنا من جديد، إلى أن نعود إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) فنتأمل في سيرته وحركته الرسالية، منذ أن بعثه الله رسولاً إلى أن صعدت روحه الشريفة للقاء ربه، إلى أن نعود إلى علي (عليه السلام) لنقرأ سيرته وحركته في الحياة، إلى أن نعود إلى الحسن وإلى فاطمة الزهراء وإلى الحسين..
أما القائد العلم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي فيقول في أحد خطاباته في ذكرى عشورا الحسينُ -عليه السلام- سيّدُ المتقين:
لم يكن الإِمَـامُ الحُسَـيْن -عَلَـيْهِ السَّـلَامُ- مجرّد مؤمنٍ عاديٍّ وحالُه حالُ سائر المتقين في مستوى فضلهم ومقامهم مع عظمته وأهميته ولكنه كان سيداً للمتقين، كان في موقعه في المسؤولية وريثاً للهدى معنياً بقيادة الأُمَّـة مؤتمناً على أمة جده، وبالتالي فما كان يتبناه من مواقف وما كان يتحرّك فيه وما كان يمثله هو كان في هذا الموقف في هذا الموقع وفي هذا المستوى قائداً للأُمَّـة هادياً للأُمَّـة، الأُمَّـة معنية أَسَاساً في دينها في مبادئها أن تلتزمَ بقيادته، أن تهتديَ به أن تحذوَ حذوَه، أن تتحرّك وتلتف حوله.
هذا هو الإِمَـام الحُسَـيْن -عَلَـيْهِ السَّـلَامُ- وهذه هي نظرتنا المبدئية تجاه الإِمَـام الحُسَـيْن -عَلَـيْهِ السَّـلَامُ- فما الذي حدث؟، التاريخ حكي تفاصيلَ واقعة كربلاء ونحن اليوم معنيون بتوصيف ما حدث وليس بذكر التفاصيل، فالمكان لا يتسع لها، ما الذي دفع الإِمَـام الحُسَـيْن -عَلَـيْهِ السَّـلَامُ- سبطَ رَسُـوْل الله مُحَمَّـد صلى الله عليه وعلى آله علَم الهدى وقرين القرآن إلَـى ذلك التحرّك الذي ضحى فيه بنفسه وضحّى فيه بأسرته وأهل بيته وضحّى فيه بالبقية الباقية من أهل الوفاء الذين كانوا أوفياء معه؟، ما هو ذلك التحدّي؟، ما هي تلك الأخطار؟، ما هي تلك الأحداث؟.. إننا حينما نعود إلَـى تاريخ الأُمَّـة نجد أن الانحرافات الكبرى في واقع الأُمَّـة وأن المتغيرات التي عصفت بالأُمَّـة نتج عنها أمر خطير للغاية نتج عنها وصول شخص مجرم ظالم مستكبر طاغية مستهتر بالإِسْلَام جملة وتفصيلاً لا قيمة عنده لشيء في الإِسْلَام ولا من الإِسْلَام، مستهتراً حتى برَسُـوْل الإِسْلَام بني الإِسْلَام، حتى بالقرآن الكريم، مستهتراً بالأُمَّـة الإِسْلَامية كلها، يرى فيها الرعية العبيد، يرى فيها الأُمَّـة التي يريد أن يركعها له، أن يخضعها له، أن يستبعدها بكل ما تعنيه الكلمة، وصول هذا الطاغية، نتيجة الانحرافات السابقة، إلَـى موقع القرار إلَـى موقع السلطة إلَـى موقع الحكم أميراً على الأُمَّـة قائداً للأُمَّـة زعيماً للأُمَّـة سُلطاناً على الأُمَّـة كان يمثل خطورةً كبيرة جداً على الأُمَّـة في كُلّ شيء ابتداءً في هُويتها الإِسْلَامية ومبادئها وقيمها وأَخْلَاقها يمثّل خطورة حقيقية على الإِسْلَام كله جُملة وتفصيلاً؛ ولذلك كانت المسألة خطيرة جداً تترتب عليها نتائجُ كارثية في واقع الأُمَّـة يترتب عليها هدمٌ حقيقي لكل الجهود التي كان قد بذلها وقدمها رَسُـوْلُ الله مُحَمَّـدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ومن معه مِن المؤمنين، وذهابٌ لكل تلك التضحيات سُدَىً واستئنافٌ للجاهلية بشكل أبشع وأسوأ مما كانت عليه وبشكل فظيع في واقع الأُمَّـة من جديد؛ فلذلك الإِمَـامُ الحُسَـيْنُ -عَلَـيْهِ السَّـلَامُ- كان ببصيرته العالية بعلمه بفهمه الصحيح وهو قرين القرآن الكريم شخّص حقيقة الخطر ومستوى الخطر، وبالتالي اتخذ قراره في طبيعة الموقف، فتحرّك، لم يقبل أبداً بالبيعة ليزيد ولم يقبل أبداً بالخنوع والسكوت والجمود؛ لأنه يدرك مدى خطورة ذلك، كان إيْمَـانه وكانت عزته وكانت قيمه ونفسيته العظيمة التي تشبّعت بالإيْمَـان بكل ما في الإيْمَـان وبالارتباط الوثيق بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، كانت تأبى له أن يسكُتَ أَوْ أن يخضع أَوْ أن يستسلم أَوْ أن يتقبل أو يقبل بهذا الواقع السيئ، وكانت مسؤوليته من موقعه بالمسؤولية تجاه أمة جَدّه تفرضُ عليه أَيْضاً أن يتحرّك في أَوْسَاط الأُمَّـة وأن ينادي بأعلى الصوت وبكل قوة بالموقف الحقّ وأن يدعوَ الأُمَّـة إلَـى التحرّك الصحيح لرفض كُلّ ذلك الباطلِ السيئ الذي يراد له أن يُفرَضَ عليها وأن يتحكم بها، فالإِمَـام الحُسَـيْن -عَلَـيْهِ السَّـلَامُ- تحرّك عن وعي وعن بصيرة وعن قناعة راسخة، تحرّك بحركة القرآن بما يمليه عليه القرآن بما تمليه عليه هويته الإيْمَـانية وارتباطه الوثيق وبما تفرضه عليه المسؤولية، تحرّك بكل عز وبكل إباء وبكل شموخ، وهو يقول ويزيد فاسق فاجر شارب الخمر قاتل النفس المحرمة معلن بالفسق والفجور “وَمثلي لا يبايع مثلَه”.يزيدُ بثوبه الأموي.. الانحرافُ بالأمة.
الحالة الجديدة التي قد سادت في واقع الأُمَّـة وفي أَوْسَاط الأُمَّـة بكل ما تمثّله من خطورة رهيبة على الأمة جعلته يرى أن هناك شكلاً جديداً للإِسْلَام ليس هو الإِسْلَام المُحَمَّـدي ولا الإِسْلَام القرآني، هو الإِسْلَام بلباسه الأموي بثوبه الأموي الجديد، ثوب النفاق ثوب الضلال الذي يريد أن يسودَ في واقع الأُمَّـة، إِسْلَامٌ لا يبقى منه إلا شكليات مجيّرة بما يخدم الظالمين، مجيّرة في ما يفيدُهم ويدعم موقفهم، تبقى المساجد لخدمتهم والمنابر لخدمتهم وَالمال العام لخدمتهم وبعض العناوين الدينية التي تفرَّغ من محتواها الحقيقي، ثم تُضَمَّنُ بمحتوى آخر هو باطل، هو ضلال هو فساد، يبقى العنوان عنواناً إِسْلَامياً والمضمون مضموناً أموياً نفاقياً كله ضلال وكله طغيان وكله انحراف بالأُمَّـة.. رأي هذا الواقع المُر، هذا الواقع المأساوي الذي عبّر عنه بقوله وهو ينادي في أَوْسَاط الأُمَّـة: “ألا تَرَون أن الحقَّ لا يُعمَلُ به وأن الباطل لا يُتناهى عنه”، الحق يزاح من واقع الحياة يبقى الإِسْلَام بدون حقٍّ، أي إِسْلَام هذا الذي أزيح منه الحق؟!، الحق بكل تفاصيله الحق في عقيدة الأُمَّـة في ثقافة الأُمَّـة الحق في سياسة الأُمَّـة الحق في العمل والحق في الموقف والحق في السلوك الحق يزاح من واقع الحياة يبقى الإِسْلَام حينئذ وقد أزيح عنه الحق مجرد عناوين شكلية مجيّرة لصالح الطغاة ولصالح المستكبرين، أما الباطلُ فهو الذي يسود ويحضُرُ، فتحت الغطاء له عناوين إِسْلَامية، تحته الباطل بكل ما فيه، الباطل بكل تفاصيله، الباطل ظلمٌ، الباطل فساد، الباطل منكر، الباطل بكل ما يشمل ويتضمن، حينئذ تكون العملية عملية مسح لهوية الأُمَّـة وعملية تفريغ للدين الإسلامي من محتواه الفاعل والحيوي والمهم والبنّاء والمفيد في واقع الحياة، هذا الذي رأينا آثاره السيئة في واقع الأُمَّـة على مدى تاريخها وإلى ما وصلت إليه اليوم وهو واقعٌ مأساوي ومرير.
أما الإعلامي صدام حسين عمير فقال في أحد مقالاته : مع حلول محرَّم الحرام من كُـلّ عام هجري، تحلُّ على الأُمَّــة الإسلامية فاجعةٌ عظيمةٌ ومأساةٌ مؤلمة حزينة ومذبحة شنيعة بحق آل بيت النبي صلى الله عليه وآله، ففي صحراء نينوى بالعراق وَفي واقعة عُرفت بواقعة الطف لتحمل شمس يوم العاشر من شهر محرم لسنة 61 للهجرة وهي تأفل وتغيب للعالم حينها أخبار مقتل الإمام الحسين سبط النبي صلى الله عليه وآله وَفصل رأسه عن جسده مع قتل أهل بيته وأصحابه داسوا جسدَه وأجسادَهم الشريفة بحوافر الخيل وأخذوا نساءَه كسبايا يطاف بهن من بلد إلى آخر.
لقد تجرأ أُولئك المجرمون على الله ورسوله، فلم يراعوا حرمة الشهر الحرام والذي كان يحرم في الجاهلية القتال فيه، وَلم يراعوا حرمة لرسول الله في آل بيته، فاستحلوا دماءهم وهتكوا حرمتهم وسبيت ذراريهم ونساؤهم وأضرموا النيران في خيامهم.
ستظل ثورة الإمام الحسين -عليه السلام- ضد الطغاة بالرغم من مرور عشرات القرون على مأساته هو وأهل بيته وأصحابه تسجل رسالة خالدة منذ أن انسكب دمه الطاهر على أرض كربلاء إلى قيام الساعة ويتجلى البُعدُ الديني والإنساني للثورة الحسينية في حفظ المبادئ الحقة للإسلام بعد أن وصل الانحراف عن الدين الإسلامي ذروته.
إن ثورةَ الإمام الحسين -عليه السلام- تعتبر نبراساً وتطبيقاً عمليًّا لكيفيةِ الثورة على الظلم والطغيان واستلهم اليمنيون منها نوراً وقبسًا لثورتهم واتخذوا من صمودِه -عليه السلام- نهجاً وعطاءً ينهلُون من فَيضِه المبارك رافعين شعار (انتصار الدم على السيف).
اليوم ها هو يعود من جديد يزيد (أمريكا وإسرائيل) وابن زياد (آل سعود) والذين يعتدون على الشعب اليمني ويحاصرون ويمنعون عنه الغذاء ويقتلون أطفاله الرضع وللعام السابع على التوالي كما حاصروا الإمام الحسين عن الفرات وقتلوا ابنه الرضيع، هم بأفعالهم تلك يصنعون في الشعب اليمني كربلاءَ جديدةً، لكننا رغم ذلك نعاهدُ مولانا الإمام الحسينَ بأننا ماضون في خُطَاه لن ننحنيَ ولن نستكين مهما اقترف الطغاةُ من جرائم..
و تحدث إلينا الوالد محمد غالب الوشلي بقوله: الإمام الحسين -رضوان الله عليه- منهج لا يخص فرداً أو جماعة بل للأمة بأسرها.. هو مسيرة عز وكرامة واستبسال في منهج الحق وعزيمة لا تُقهر في تحدي الظالمين. وثورة الحسين -عليه سلام- الله رمز لكل الثورات وما ثورة اليمانيين في سبيل الاستقلال والانفراد بكل قرارات الشعب بدون أية وصاية أو إملاءات خارجية في عزة وكرامة إلا امتداد لثورة الإمام الطاهر الحسين ابن علي كرم الله وجهه.. وما هذه الانتصارات التي نشهدها في مختلف الجبهات إلا لأن المجاهدين تشربوا المنهج الحسيني الذي لا يقبل الخنوع والاستسلام.. إنها مسيرة تُخلَّد ومدرسة فيها كل فصول الحرية ولكن للأسف مُحيت من مناهج التعليم وغُيِّبت من بطون الكتب المنصفة لكتابة التاريخ.. مسيرة الإمام الحسين -عليه سلام- الله هي العلم لكل المجاهدين وهي أصل لمعنى كلمة جهاد ولهذا نناشد وزارة التربية والتعليم بمراجعة المنهج التعليمي في كافة المراحل الدراسية والسعي الحثيث لغرس السيرة الحسينية في قلوب كل أبنائنا حتى تخرج هذه الأمة من غثائيتها اليوم ومن اتباعها لمنهج الغرب، حتى لا ينطبق عليها قول حبيب الله صلى الله عليه وآله وسلم” ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه” ولكن منهج الحسين هو الحصن والبناء الذي لا يقهر في تزكية النفوس وإخراجها من كل مستنقعات الغواية والعبودية ..
أما القاضي محمد الموشكي فأضاف يقول: لا علم إلا علم الحسين ولا نهج إلا نهج الحسين ولا بطولة إلا بطولة سيد شباب أهل الجنة، ولكنني أتساءل: لماذا اليوم لم يتحرك المعنيون في وزارة التربية لإعطاء الحسين حقه ونصيبه في المنهاج التعليمي وتمنى الموشكي بسرعة اتخاذ القرار الحاسم في تغيير المناهج التي ليس لها أي أثر في استنهاض الأمة وإخراجها مما هي فيه من عبودية.. نحن بحاجة ماسة للنهج الحسيني اليوم في مواجهة التحديات والمؤامرات التي تكبر يوما بعد آخر على هذه الأمة..
وأشار الموشكي بقوله :يكفي ضياعاً وتشتتاً وتشرذماً لا بد أن نكون حزمة واحدة لا يستطيع العدو تكسيرها ولا يكون هذا إلا بالرجوع لتفاصيل السيرة الحسينية ويجب أن يفهِّم كل أبنائنا أن الحسين حي بيننا بسيرته العطرة وشجاعته التي هي أصل كل الشجاعات، ويتساءل الموشكي: كيف غُيِّبت هذه المظلومية العظيمة التي يندى لها الجبين ويحسف عليها القلب وترتجف من هولها الجبال، إنها مقتل أطهر من كان على الأرض في زمانه، ودعا الموشكي وزارة التربية والتعليم بقولها نتمنى عليهم أن يضعوا خطة عملية مستعجلة لتغيير المنهج الذي أصبح ساذجاً في الكثير من تفاصيله ..
وكذلك تحدث الشيخ غولي غالب الغولي بقوله: سيرة الأبطال من آل بيت رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام لا تكاد تذكر في مدارسنا ومناهج التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم .. ونوه الغولي بقوله: أعداء المسلمين في كل مكان لا يريدون جيلاً يعرف أبجديات الجهاد وصور الحرية والدفاع عن كل المظلومين من بني البشر بعيدا عن انتماءاتهم المختلفة.. يريدون لنا ان نصفق لكل وضيع ونرقص مع كل رغباتهم، لكن يأبى لنا الله وتأبى لنا قيمنا التي تربينا عليها وشربنا من بحرها الزاخر وهو الحسين بن علي -عليه سلام- الله.
وأكد الغولي بقوله: لن تتخلى عن سفن النجاة فينا ونقول لهم امشوا على ظهور الأحرار فنحن لكم الأرض التي لا تهتز من صيحات المرجفين وسواعدنا سيوفكم وأرواحنا لا قيمة لها إن لم تحفظ وتتمسك بما أمرنا رسول الله بالتمسك به حين قال :(تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي آل بيتي) أين كل هذا في مناهج التعليم؟.
وعن هذا الموضوع يقول الحاج محمد غالب الحمزي: إن يوم عاشوراء يوم تجسد فيه الباطل بلباس الإسلام وتمثل فيه الظالم في أعظم صور الجريمة وتلوثت أيادي المنحطين ودخلوا في مزبلة التاريخ في الدنيا، أما في الآخرة فجهنم قليلة في حقهم ومقابل ما اقترفوه في ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ما خرج عليه السلام بطراً ولا مفسدا ولكن عند ما حوصر بين أمرين لا ثالث لهما إما البيعة ليزيد الفاسق الدعي ابن الدعي أو أن يرضخ لظلم وهذا الأمر من المستحيل أن يرضى الحسين به ولكنه اختار الخروج وقال عليه سلام الله ( والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا مفسدا وإنما أريد الإصلاح في أمة جدي رسول الله ) ثورة الحسين أشغلت الظلمة وزلزلت مضاجعهم وما تزال إلى يومنا هذا في كل زمان حسين وفي كل زمان يزيد .

قد يعجبك ايضا