الثورة نت../
مع حلول الذكرى الـ52 لإحراق المسجد الأقصى المبارك والتي تصادف يوم غدٍ السبت على يد صهيوني متطرف يدعى مايكل دينيس.. ما تزال محاولات الكيان المحتل في استهدافه وتهويده مستمرة وبشتى الطرق كالإقتحامات اليومية وتزوير التاريخ وطمس الهوية الإسلامية في كل شارع بالمدينة المقدسة.
وتأتي هذه الذكرى في الوقت الذي ما يزال المحتل الصهيوني جاثماً على أرض فلسطين ويمارس اعتداءاته في مختلف مناطق القدس، خاصة خلال العام الجاري والذي يشهد حالة من التوتر الشديد في المسجد الأقصى مع تكثيف سلطات الاحتلال إجراءاتها العسكرية في حي الشيخ جراح وسلوان بالقدس المحتلة، جراء قرارات الاحتلال بتهجير السكان الفلسطينيين من القدس.
ولم تتوقف اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على المسجد، من إغلاقه أمام المصلين والتضييق عليهم، واقتحامه وتدنيسه من قبل المستوطنين الصهاينة، وتنفيذ أعمال تخريب فيه، ومنع عمليات ترميمه، وتنفيذ أعمال حفريات للأنفاق أسفله، وإجراء أعمال مسح وأخذ قياسات في باحات المسجد الأقصى وفي صحن قبة الصخرة.
ففي مثل هذا اليوم من العام 1969م، اقتحم المتطرف اليهودي الإرهابي دينيس المسجد الأقصى بتحريض من حكومة الكيان الصهيوني وجماعاته المتطرفة، وأشعل النيران عمداً في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، والتي أتت على واجهات المسجد وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، ما تطلب سنوات لإعادة ترميمها وزخرفتها كما كانت.
كما أتت النيران على مسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، ويمثل ذكرى دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مدينة القدس وفتحها، إضافة إلى تخريب محراب زكريا المجاور لمسجد عمر، ومقام الـ40 المجاور لمحراب زكريا.
وتسبب الحريق في اتلاف 3 أروقة من أصل سبعة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، وعمودي مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، و74 نافذة خشبية وغيرها.
وتضررت أيضاً أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية، فيما تحطمت 48 نافذة في المسجد مصنوعة من الجبس والزجاج الملون، واحترقت الكثير من الزخارف والآيات القرآنية.
وفور اندلاع النيران هب أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة القدس آنذاك الى إنقاذ ما تبقى في المسجد الأقصى قبل أن تجهز عليه النيران، بعد أن هرعت مركبات الإطفاء من مدن الخليل، وبيت لحم ومناطق مختلفة من الضفة والبلديات العربية لإنقاذ الأقصى.
وفي عمق المأساة تعمدت سلطات الاحتلال منع سيارات الاطفاء من الوصول الى الأقصى وقطعت المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق، كما تعمَّدت مركبات الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال بالقدس التأخر، حتى لا تشارك في إطفاء الحريق.
وعقب ارتكاب الجريمة ادعت سلطات الاحتلال أنها ألقت القبض على الجاني وزعمت أنه مجنون وأنها رحلته الى موطنه الأصلي وأنه تلقى العلاج النفسي إلى أن اُعلن عن وفاته في العام 1995م، إلا أن وسائل إعلام عبرية أكدت أنه لم يكن يعاني من الجنون أو أي مرض نفسي على الإطلاق حتى تاريخ موته.
ويشار إلى أن رئيسة حكومة الاحتلال حينها “غولدا مائير” تحدثت عن جريمة إحراق المسجد الأقصى.. وقالت: إنها لم تنم في ليلة ذلك اليوم لاعتقادها بأن “إسرائيل” ستُسحق لكن عندما حلَّ الصباح لم تجد أي شيء حدث.
وتؤكد التقارير أن آليات الاحتلال الإسرائيلي ما تزال تقوم بأعمال حفر في باب المغاربة وساحة البراق، المؤدية لحارتي الشرف والمغاربة في القدس القديمة، والتي زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة لتشمل أماكن متعددة في آن واحد.
وأفادت بأن هذه الأعمال تهدف إلى إقامة نفق أرضي بطول 159 مترا، يصل بين منطقة “حارة الشرف”، التي استُبدل اسمها بـ”حارة اليهود”، إلى بداية جسر باب المغاربة المؤدي إلى داخل المسجد الأقصى الذي تستخدمه قوات الاحتلال والمستوطنون في الاقتحامات.
وقال مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين: إن الاعتداءات الاسرائيلية تأتي في إطار الانتهاكات المتواصلة بحق المقدسات والمعالم الأثرية والتاريخية الفلسطينية، وسياسة الاحتلال الهادفة إلى تغيير ملامح المدينة المقدسة وطمس ماضيها العربي والإسلامي، في محاولة فاشلة ومرفوضة لاستباحة كامل الأرض الفلسطينية.
وحذر المجلس من خطورة هذا المشروع، واعتبره من أخطر المشاريع “الإسرائيلية” التي تخلخل أساسات المسجد الأقصى المبارك، وتؤثر بشكل مباشر في السور الغربي وجزء من السور الجنوبي للمسجد، وعلى بقية الساحات الغربية.