ردة فعل الغرب على حادث السفينة “الإسرائيلية”.. محاولة للإبقاء على عربدة “إسرائيل” ردة فعل الغرب على حادث السفينة “الإسرائيلية”.. محاولة للإبقاء على عربدة “إسرائيل”
كانت المواقف الأمريكية والغربية من تعرض سفينة “إسرائيلية” في بحر عمان لهجوم أكثر حدة وتطرفاً من المواقف “الإسرائيلية” ذاتها، وأكثر مطالبة بالرد والانتقام، وأشد إلحاحاً على اتهام إيران، و أغزر دموعاً على “ضحايا” الحادث، وهو ما جاء تأكيدا إضافيا، على أن “إسرائيل” ليست كيانا سياسيا كباقي الكيانات في العالم، بل هي وجود “غربي” مسخ تم زرعه في قلب العالم الإسلامي، لإشغاله ونهب ثرواته واستنزاف قواه ومنعه من النهوض ثانية.
وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن قال “بعد مراجعة المعلومات المتوافرة نحن واثقون بأن إيران شنت هذا الهجوم.. نعمل مع شركائنا على درس الخطوات التالية ونتشاور مع حكومات المنطقة وخارجها من أجل رد مناسب ووشيك”.
أما وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب فقال “التقييمات البريطانية خلصت إلى أنه من المرجح جدا أن إيران شنت الهجوم غير القانوني والوحشي.. نعتقد أن هذا الهجوم كان متعمدا ومستهدفا ويمثل انتهاكا واضحا من إيران للقانون الدولي.. إن المملكة المتحدة تعمل مع شركائها الدوليين بشأن رد منسق على هذا الهجوم غير المقبول”.
اللافت أن هؤلاء الذين انبروا لاتهام ايران دون دليل ويدعون للرد الفوري لا نراهم يُصابون بالخرس فحسب عندما تنشر “إسرائيل” الموت والدمار في سوريا والعراق ولبنان وفي البحار والمحيطات، عبر القصف والاغتيالات، بل يسارعون إلى التنافس فيما بينهم، لتأييد ودعم جرائم “إسرائيل” ويبررونها ، وهناك من أخذ يفتخر بـ”قوة وجسارة وشطارة” “إسرائيل”، وهي تعتدي وتقتل وتقصف وتغتال دون خوف أو وجل.
رغم أن الهجوم لم يستهدف مصالح أمريكا أو الغرب، إلا أن هذه الجهات تعاملت بطريقة أكثر هستيرية من تعاملها لو كان المُستهدف مصالحها، الأمر الذي يؤكد أن الغرب يسعى بكل ما يمتلك من قوة لضمان الإبقاء على عربدة “إسرائيل” في المنطقة دون أي معوقات، وأن تبقى طائراتها تعتدي على الدول والشعوب دون منغصات أو ردة فعل، بهدف فرض هذه الحالة ك”قدر” على الشعوب لا مهرب منه، إلا بالاستسلام لهذا القدر والرضوخ له دون مقاومة.
الاتهام الغربي لإيران – بانها تقف وراء الهجوم على السفينة “الإسرائيلية” – جاء أيضا من أجل الضغط على إيران للحصول على تنازلات في المفاوضات النووية، وهي تنازلات لم ولن يحصل عليها الغرب بعد اليوم، بعد فضيحة انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، وكذلك فضيحة التواطؤ الأوروبي مع أمريكا في هذا الشأن، واستهتار الغرب بالاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية، التي يذرف اليوم عليها دموع التماسيح.
لقد فات الغرب أن الدول والشعوب لم تعد ترى في “إسرائيل” قدرا لا بد أن تستسلم أمامه، بل ترى فيها وجودا أوهن من بيت العنكبوت، وأن اتهام الغرب وأمريكا لإيران لا يقدم ولا يؤخر من قناعة هذه الدول والشعوب، حول أن “إسرائيل” عدو، ليس لإيران فقط، بل لجميع هذه الدول والشعوب، وأن الصفعات التي تتلقاها “إسرائيل” هي بعض ردود هذه الدول والشعوب، على تاريخ طويل من الإجرام والعدوان والقتل والفساد والعنجهية والغطرسة “الإسرائيلية” المدعومة غربيا، وأن أي عدوان أمريكي غربي على مصالح هذه الشعوب، سيواجه برد اقسى بكثير مما يتصوره حماة “إسرائيل”.