صمود الريال في معركة النفس الطويل

محمد يحيى الضلعي

 

 

تتوالى الأحداث في معركة النفس الطويل التي خاضها اليمنيون ويخوضونها كل يوم بمنعطف تاريخي ومفصلي في تاريخ الدولة اليمنية حيث ستحكى حكاية هذه المعركة للأجيال القادمة بل ستكون المنهج والخريطة والدليل لمعرفة حقيقة العالم وقوة اليمنيين .
فمعركة استخدم فيها العدو كل إمكانياته يدل على الضعف المادي والمعنوي والذي حشره في زاوية ضيقة وأظهر وجهه القبيح فاستخدم كل أساليب الانحطاط وأطلق الحصار على هذا البلد وشن أعتى وأعنف الهجمات الجوية والصاروخية بأسلحة محرمة دوليا وجلب كل مرتزقة العالم للقتال من جنسيات متعددة زجوا بهم في معركة لنا فيها نفسا طويلا وأطبق حصارا بريا وبحريا وجويا وقطع كل موارد البلاد، لكن أمام هذا الجبروت أحرجناهم أمام شعوبهم وعريناهم أمام العالم فلاهم الذين قاتلوا بشرف قتال الرجال ولاهم الذين حققوا شيء على الأرض فلجاؤا مرات عديدة إلى أساليب من يعاني الإفلاس النفسي والمعنوي كعادتهم واستخدموا الورقة الاقتصادية التي تمس كل أبناء هذا الشعب وبادروا بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وعملوا على تجفيف الإيرادات فتقطعت سبل الناس والعامة في الشمال والجنوب وانقطعت مرتبات الموظفين وساهموا في أسوأ كارثة إنسانية في البلد بل والمنطقة وكل هذا بتعاون بائعي الأوطان من مرتزقة الداخل قبحهم الله، ولم يكتفوا بذلك فحسب بل عملوا وعلى وتيرة متسارعة بطباعة العملة بصورة لا معقولة ولا محسوبة بدون أي غطاء تأميني لقيمتها السوقية وعمدوا ذلك مرات عديدة في خطوة ممنهجة قذرة لتدمير الاقتصاد الوطني حيث اعتبروها إنجاز واعتبرناها عملة مزورة.
وعلى هذا كانت المواجهة وتوجه رجال الرجال في عاصمة اليمن السعيد صنعاء الحضارة والتاريخ للتصدي لهذا الملعوب وانخرطت اللجنة الاقتصادية والبنك المركزي بصنعاء بمعركة نفسنا الطويل وعملوا ليلا نهارا وكانوا جبهة عظيمة لا تقل أهميتها عن جبهات صرواح والجوف وما خلف الحدود .
لقد كانوا رجالا بكل ما تحمل الكلمة من معنى هم قادة وعظماء في معركة الريال وصموده وكل أبناء الشعب الشرفاء جنودا متعاونين لإنجاز المهمة وعلى إثر هذا الصمود الأسطوري تم تنظيف مناطق الأحرار من العملة المزورة وبفئاتها المختلفة وتربع الريال مكانة مرة أخرى، فكانت ضربة قاصمة للعدو في محله ومترسه وكانت وبالا عليه، ولعنة ففي المناطق المحتلة قد يتجاوز الدولار الألف ريال.
نجحنا بفضل الله وبفضل العمل الجبار على تجاوز كل مخططات العدو الحقيرة ليحافظ الريال على قيمته في ظل ظروف عصيبة عصفت بكل شيء وفشلت ما تسمى بالشرعية المدعومة عالميا والتي لها إيرادات شهرية عجزت أن تحقق ربع ما حققته حكومة الإنقاذ الوطني اقتصاديا رغم محاربة العالم لها وإجماع جبابرة الأرض على كسرها لكن هيهات أن يحدث ذلك ونحن في رعاية الله .
ولم يكتفى الأنذال وهاهم يصرون مرة أخرى بضرب العملة الوطنية تنفيذا لتوجيهات السفير الأمريكي حين هدد بذلك وبصريح العبارة مخاطبا رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، اذا لم تقبلوا بشروطنا في محادثات السلام سنجعل الحبر أغلى من الورقة النقدية لعملتكم اليمنية، وكانت الخطوة الأخيرة بطباعة عملة ورقية نقدية فئة ألف ريال بحجم قديم وتاريخ قديم كآخر أوراقهم الحقيرة لكن بالمقابل هناك رجالا يصلون الليل بالنهار صمودا والعمل على إيقاف هذا العبث وسيبقى الريال اليمني صامدا في معركة نعدها مصيرية لنا فيها نفسا طويلا.
“اسميناها معركة النفس الطويل” لإدراكنا الكامل بقدرتنا وثقتنا بالله على تجاوزها والانتصار فيها مهما كان الخصم ومهما كانت المعطيات وفي مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية ليشهد العالم على هزيمتكم وانكساركم .
فبعد كل خطوة تم اتخاذها من قبل تحالف العدوان ومرتزقته لضرب الريال اليمني كان البنك المركزي بصنعاء واللجنة الاقتصادية ورجالاتهم جاهزون لها بقرارات صعبة وحاسمة وتنفيذ ومتابعة ، ولعل آخرها كشف ملعوب العدوان القذر بطباعة عملة نقدية فئة ألف ريال بتاريخ قديم ومنع تداولها والتحذير منها وذلك شكل ضربة استباقية غير متوقعة لتحالف العهر وحاشيته من مرتزقة الداخل .
يعمل البنك المركزي بصنعاء واللجنة الاقتصادية ليلا ونهارا في متابعة التجار والصرافين ومنافذ التماس بين المناطق المحررة والمناطق المحتلة للحفاظ على عملتنا واقتصادنا حيث تتحقق النجاحات اليومية ويستمر الريال بالحفاظ على قيمته بينما انهار ريال المرتزقة رغم كل الدعم والإيرادات .
صمد الريال في معركة النفس الطويل وصمد رجالنا في الجبهات وسيستمر الصمود حتى تحقيق الانتصار وليس للتحالف ومرتزقته مجالا سوى الهزيمة والهروب والانسحاب في معركة بدأتموها أنتم ونحن من سيقرر إيقافها ، مجددين العهد للوطن ومؤكدين حقنا المشروع في الرد .
ونتوجه برسالة بسيطة للمخدوعين بما يسمى الشرعية من أبناء البلد ونقول لهم دعوكم من الإعلام المزيف وتضليله وانظروا للواقع بعين الحقيقة وقارنوا الريال وقيمته بين المناطق المحررة والمناطق المحتلة وكذلك الأسعار والأمن وغيره من الخدمات لتعرفوا حقيقة شرعية المرتزقة وإخلاص حكومة الإنقاذ والقيادة السياسية التي حملت على عاتقها الدفاع عن البلد ، فانظروا وقارنوا ودعوا ضمائركم تنطق واعلموا أن تأخير النصر سببه المؤيدين للعدوان من أبناء الوطن .
لقد انتصر اقتصادنا وعملتنا وريالنا رغم كل المحاولات لهزيمته وفشلوا وفشلت كل محاولاتهم وباؤوا بالخيبة والخسارة والانكسار وكل ما مر الوقت كلما زدنا صلابة وزادوا فشلا ويأسا وعجزا وإحراجا ونحن قادمون لتحقيق انتصارات عظيمة وإنجازات أعظم والقادم أعظم وأكبر مما يمكن تخيله لأن قضيتنا حق وقضيتكم باطلة .

قد يعجبك ايضا