في عام 1341هـ ذهب الحجاج اليمنيون بالآلاف لأداء فريضة الحج- الركن الثالث من أركان الإسلام الحنيف -مصطحبين زوجاتهم لتأدية الفريضة الدينية وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والطواف وكافة المناسك، حيث كان السفر مضنياً وشاقاً.. لم يكن أحد يعلم ما الذي يخططه الجار السيئ لجاره الطيب الذي تهفو روحه لزيارة البيت الحرام وإلى الركن اليماني وإلى الله سبحانه وتعالى، فكانت الفاجعة بإقدام قطّاع الطرق بأمر من قبل آل سعود وبني سلول على ارتكاب مذبحة ومجزرة بحق هؤلاء الحجاج اليمنيين، حيث قتل 3015 حاجاً وهم عزل بلباس الإحرام وتهفو أرواحهم شوقاً إلى الله من بين 3500 حاج، ارتكبت في حقهم وفي حق الإنسان وفي حق الدين الحنيف جريمة حرب..
عموماً لم ولن أضيف جديداً إلى ما طرحه من قبل أ.د/ حمود الأهنومي من حقائق يشيب لها الولدان وفتح الباب أمام الندوات للتوثيق ، كانت الفاجعة من قبل النظام الفاشي لآل سلول الذين نفذوا وصية المؤسس عبدالعزيز المشهورة ضد اليمن، ولأنهم سرطان غرسوا في هذه المنطقة من قبل الثعلب الماكر “بريطانيا” فقد تداولت الحكايات حول هذا –حينها- الجرم البشع وسرقة أموال الشهداء المغدور بهم من أهل الحكمة والإيمان -أنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي دعا لهم بقوله “اللهم بارك في يمننا وشامنا” ثلاث مرات وهم يقولون ونجدنا وحجازنا فقال صلى الله عليه وآله وسلم لا، لأنه سيظهر منها قرن الشيطان”، فالرسول لا ينطق عن الهوى، وقد أظهرت الجريمة البشعة ضد الحجاج اليمنيين معدن وحقد آل سلول على الحجاج اليمنيين المغدور بهم الذين لا يملكون حتى خنجراً إلا الريالات “الفرانصي” التي استولى عليها القراصنة المجرمون من آل سلول بعد تلك المجزرة المروعة التي جعلت اليمنيين يئنون في كل أنحاء الوطن اليمني في المنازل والمقايل..
وها هو اليوم جاء ليؤكد الحقد الدفين لمملكة الرمال جهاراً نهاراً بعد أن كان الكلام عن تلك الجريمة مسكوتاً عنه طيلة العقود السابقة.. لقد تناقل الآباء والأجداد تلك الجريمة بتفاصيلها وبشاعتها عبر الأجيال حتى أتى الوقت للبوح بها علناً بتفاصيل مرعبة تؤكد أن آل سعود بمسلسلاتهم الإجرامية وحروبهم العدوانية ضد اليمنيين ليسوا أهلاً لخدمة الحرم المكي وبيت الله الحرام وانكشفت الجريمة أكثر وانكشف الحقد البعيري” في 2015م عندما جمع أولئك الملقطون شذاذ الآفاق المنظمات والدول الإرهابية وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا لقتل اليمنيين وتدمير البنية التحتية رغم أن أصحاب الحكمة كان لهم الفضل في عيش البدو الرحل بإعطائهم الحبوب لإنقاذهم من المجاعة.. وارتمى آل سعود في أحضان الصهيونية العالمية وبدأوا يقلصون أعداد الحجاج، وفتحت أبواب مكلة المكرمة والمدينة المنورة لاستقبال اليهود والنصارى الذين طبعوا العلاقات معهم من تحت الطاولة وفوقها بحجة الانفتاح على مذهب ابن عبدالوهاب وابن سلمان، ففنانة يحضر حفلها ما يقارب الثلاثمائة وخمسة عشر ألفاً، لقد ظهر قرن الشيطان -يا سبحان الله -لقد استدعوا شذاذ الآفاق وأنفقوا تريليونات الدولارات من قوت الشعب السعودي الشقيق للخزائن الأمريكية والبريطانية والفرنسية من أجل شراء الأسلحة ومقابل الحماية.. فهل هؤلاء مؤتمنون على الحرمين الشريفين؟، ولماذا لا يتحرك المسلمون لتدويل مواسم الحج طالما وابن سلمان ووالده غير مؤتمنين على بيت الله الحرام الذي هو ملك لكافة المسلمين؟.. لقد بدأت الفضائح تظهر بعد حربهم العدوانية على اليمن ومظلومية هذا الشعب ووجد اليهود ضالتهم في حكام الخليج من آل زايد الذين يشاركون آل سعود في العدوان على اليمن ويتسابقون لاستقبال الحاخامات ووزير خارجية العدو الغاصب لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وبيت المقدس.. وما حدث من حروب على غزة وتدمير، وكان وراءها المال السعودي –الإماراتي- القطري المحرك لعناصر تنظيمي داعش والقاعدة اللذين هما صنيعة أمريكا أم الإرهاب، لقد نشأت ممالك الرمال على “النفاق” ومساندة الاحتلال القديم والحديث والتدخل في إبادة اليمنيين ورسم مخططات الإعلام الكاذب والمزيف حتى في نهب أراضي الجيران ومنها اليمن وعُمان وسرقة التاريخ والجغرافيا وإبادة وتجويع كل صوت حر ومقاوم ،وحسبنا الله ونعم الوكيل، “وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ”.