وثائق: نظام صالح جعل الاقتصاد اليمني تابعاً بشكل مُطلَق للقرار الأمريكي

وزارة الإعلام تكشف وثائق تفضح الدور الأمريكي لإنهاء مقاطعة البضائع والمنتجات الصهيونية

قام نظام صالح بمقاطعة “مكتب المقاطعة في دمشق” وفتح حدود اليمن للبضائع الصهيونية
السفارة الأمريكية لصالح: إنهاء مقاطعة البضائع الصهيونية مقابل الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية

كشفت وزارة الإعلام في صنعاء، عن وثائق استخباراتية حول التحركات الأمريكية المبكرة لإنهاء مقاطعة المنتجات والبضائع الصهيونية والسماح للشركات الصهيونية بوصول منتجاتها والخدمات التي تقدمها إلى اليمن.
الوثائق تكشف التعاون السري المبكر بين النظام السابق في عهد علي عبد الله صالح وبين الإدارة الأمريكية، وتشير الوثائق إلى الدور الأمريكي في إنهاء المقاطعة العربية للكيان الصهيوني، منذ وقت مبكر جاء في البداية في شكل مقترحات، ثم توجيهات لنظام صالح، وصولا إلى التوجيه بإنهاء المقاطعة من الدرجة الثانية والثالثة، وصولا إلى إنهاء المقاطعة من الدرجة الأولى ، ومقاطعة اجتماعات مكتب المقاطعة المركزية في دمشق.
الوثائق هي عبارة عن محاضر للقاءات جمعت مسؤولين يمنيين بأمريكيين، ورسائل من الجانب الأمريكي إلى النظام السابق، تتضمن توجيهات مباشرة بالتعامل مع الشركات الإسرائيلية والسماح للمنتجات الصهيونية بالدخول إلى اليمن.
كما تشير الوثائق إلى المساعي الأمريكية لإغلاق مكتب المقاطعة العربية المركزي ودفع الأنظمة والحكومات العربية إلى مقاطعة اجتماعاته السنوية التي تنعقد في شهر من كل عام.

الثورة/..

وتظهر الوثيقة الأولى التي نشرتها وزارة الإعلام وتعود إلى تاريخ ٩/٥/١٩٩٣م عن زيارة وكيل وزارة الخارجية الأمريكية كانت بهدف طلب إنهاء مقاطعة البضائع الصهيونية.
والوثيقة عبارة عن رسالة من وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية في صنعاء احمد ضيف الله الغريب إلى مدير مكتب رئاسة الجمهورية حينها علي محمد الآنسي ، تتضمن إحاطة حول لقاء الأول ، مع الوكيل المساعد لوزارة الخارجية الأمريكية الذي زار صنعاء حينذاك ، وناقش معه موضوع الانتخابات وملفات أخرى منها ملف المقاطعة للشركات الأمريكية التي لها علاقة بإسرائيل.
وتذكر الوثيقة أن الوكيل المساعد لوزارة الخارجية الأمريكية طلب “إعادة النظر في سياسة المقاطعة المفروضة على الشركات الأمريكية التي لها علاقة بإسرائيل، ويقول إن معظم الشركات الأمريكية الهامة لها علاقة قوية مع إسرائيل وهي تشكو من الشروط الذي تفرضها المقاطعة”.

• نص الرسالة:
الأخ مدير مكتب مجلس الرئاسة المحترم
تحية طيبة وبعد
أود الإحاطة بأن السفير ديندماك الوكيل المساعد لوزير الخارجية الأمريكي الذي وصل إلى صنعاء في زيارة لبضعة أيام قد التقى صباح اليوم بالأخ وزير الخارجية والأخ رئيس الوزراء ونظرا لاحتمال أن يستقبله الأخ الرئيس والأخ النائب أود الإيضاح بأهم ما طرحه خلال اللقاءات ما يلي:
• “يطلب إعادة النظر في سياسة المقاطعة المفروضة على الشركات الأمريكية التي لها علاقة بإسرائيل ويقول إن معظم الشركات الأمريكية الهامة لها علاقة قوية مع إسرائيل وهي تشكو من الشروط التي تفرضها المقاطعة وتدعو إلى إثبات أنه لا توجد علاقة لهذه الشركات مع إسرائيل ويلفت النظر إلى أن هذا الرقم يتنافى مع القوانين الأمريكية فهو يحرم اليمن من الاستفادة من استثمارات هذه الشركات”.
وبتاريخ الأربعاء 1 يونيو 2005م التقى وزير الخارجية أبو بكر القربي مع السفير الأمريكي في صنعاء “توماس زكاردجسكي” ، تكشف رسالة موجهة من القربي إلى مدير مكتب رئاسة الجمهورية علي الآنسي والتي أرفق بها محضر لقائه مع السفير الأمريكي ، طلبا أمريكيا برفع نظام المقاطعة العربية ضد إسرائيل لعدم جدواه.
الأخ/ علي محمد الآنسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية المحترم
بعد التحية،،،
“ترون مرفقا مع هذا محضر اللقاء الذي تم يوم الأربعاء 1 يونيو 2005 مع السفير الأمريكي لدى بلادنا السيد توماس شارلزكاردجسكي، وقد تناول اللقاء العديد من الموضوعات كما في المحضر المرفق:
• طرح السفير الأمريكي موضوعين يتصل الأول بطلب واشنطن من الدول العربية مواصلة دعمها المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية بزعامة محمود عباس لتفعيل عملية السلام ، وموضوع رفع نظام المقاطعة العربية ضد إسرائيل لعدم جدواه.”
يكشف محضر اللقاء الذي أرفقه القربي رسالته التي وجهها إلى الآنسي توجيها أمريكيا مباشرا للنظام الحاكم في اليمن بضرورة إنهاء المقاطعة العربية للبضائع الصهيونية ، وأن تتخذ اليمن موقفا واضحا من مؤتمر المقاطعة العربية الذي ينعقد في الشهر نفسه في العاصمة دمشق، يتماشى مع ما اتخذته دول عربية أخرى أشار لها المحضر إلى أنها خرقت نظام المقاطعة.
“- السفير الأمريكي أشار إلى توجيهات تلقاها من وزارته للسعي في طلب استمرار دعم الدول الأعضاء في الجامعة العربية واليمن من بينها، لعملية السلام، مشيرا إلى التزام أمريكا بتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي للفلسطينيين من أجل إنعاش السلطة الفلسطينية تحت قيادة الرئيس محمود عباس، ودعم عملية السلام. وأكد السفير ثقته بموقف اليمن الداعم للسلطة الوطنية الفلسطينية. كما تطرق إلى موضوع المقاطعة العربية لإسرائيل في ضوء التحضيرات لعقد اجتماع للجنة المقاطعة العربية، موضحا أن أمريكا ترى عدم جدوى المقاطعة وضرورة رفعها ليس فقط تلك المقاطعة من الدرجتين الثانية والثالثة ولكن المقاطعة من الدرجة الأولى للشركات التي تتعامل مع إسرائيل، مشيرا إلى أن هناك عددا متزايدا من الدول العربية التي تعمل على خرق نظام المقاطعة التجارية مع إسرائيل.
– وفي هذا الخصوص، أكد معالي الأخ الوزير على التزام الجامعة العربية باستمرار دعم الفلسطينيين وتقديم المساهمات المالية المخصصة من الدول الأعضاء لدعم ميزانية السلطة الفلسطينية. أما في ما يتعلق بالمقاطعة، فقد أوضح معاليه أن بعض الدول العربية ترى فيها أداة للضغط على إسرائيل تحقيقا للتقدم في عملية السلام وانسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة، الأمر الذي سيسهم بشكل إيجابي في الدفع بالأمور في كافة المجالات دون الحاجة لأي ضغط خارجي. مشيرا إلى أنه وعلى أرض الواقع فإن نظام المقاطعة هش ولا توجد مقاطعة حقيقية، حيث فتحت العديد من الدول العربية مكاتب تجارية لإسرائيل على أراضيها.

توجيهات أمريكية مباشرة
في تاريخ 4 /11 /2007م ، أرسلت السفارة الأمريكية في صنعاء توجيها خطيا مباشرا إلى وزارة الخارجية اليمنية بمقاطعة مؤتمر المقاطعة المركزي في دمشق ، والامتناع عن إرسال أي ممثلين لليمن إلى اجتماعات المقاطعة العربية والذي تعقده الجامعة العربية في مكتب المقاطعة المركزية بالعاصمة السورية دمشق ، خلال الفترة من 5 – 7 /11 /2007م.
وتشير الرسالة الموجهة من وزير الخارجية أبو بكر القربي إلى علي محمد الآنسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية، إلى أن السفارة انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية يتطلب من الحكومة التخلي عن المقاطعة المبدئية للبضائع والخدمات الصهيونية ، وضرورة أن تتخذ الجامعة العربية قرارا بإغلاق مكتب المقاطعة في دمشق.

نص الرسالة:
الأخ الأستاذ/ علي محمد الآنسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية المحترم
بعد التحية،،
يسرني أن أرفق لكم بطيه مذكرة السفارة الأمريكية بصنعاء رقم 1257 وتاريخ 4 /11 /2007م والتي تطلب فيها من الوزارة حث حكومة بلادنا بعدم دعم أو إرسال ممثلين إلى مؤتمر المقاطعة العربية لإسرائيل والذي عقدته الجامعة العربية في مكتب المقاطعة المركزية في دمشق خلال الفترة من 5 – 7 /11 /2007م.
وجاء في مذكرة السفارة الأمريكية إن الولايات المتحدة ترى بأن لقاء المقاطعة العربي لا يمثل عائقا للسلام في الشرق الأوسط فحسب ولكن يشكل أيضا حاجزا يحول دون المشاركة في الاقتصاد العالمي وجذب الاستثمارات الأجنبية وتوسيع التجارة وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
كما أشارت المذكرة إلى أن انضمام اليمن لمنظمة التجارة العالمية يتطلب من حكومة بلادنا أن تتخلى عن مقاطعتها المبدئية للبضائع والخدمات الإسرائيلية، وبأنه حان الوقت كي تتخذ الجامعة العربية قرارا بإغلاق مكتب المقاطعة المركزي في دمشق.
ولا شك أن هذه المذكرة قد أرسلت للعديد من الدول العربية وموقفنا هو الإجماع العربي، وقد تم توجيه سفيرنا في سوريا بالتأكيد عن المشاركة من قبل الدول العربية في الاجتماع.
وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير،،
د. أبوبكر عبدالله القربي
وزير الخارجية
سفارة الولايات المتحدة الأمريكية
صنعاء، الجمهورية اليمنية
الرقم 1257
وجاءت رسالة السفارة الأمريكية الموجهة إلى وزير الخارجية أبو بكر القربي موسومة بـ”عاجل” ، إذ أن مؤتمر المقاطعة سينعقد في اليوم الثاني لتاريخ الرسالة ، وتضمنت توجيها مباشرا بمقاطعة المؤتمر وإنهاء مقاطعة البضائع الصهيونية ، مقابل انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية.
تهدي سفارة الولايات المتحدة الأمريكية أطيب تحياتها لوزارة خارجية الجمهورية اليمنية وتتشرف بطلب مساعدة الوزارة الموقرة في حث حكومة الجمهورية اليمنية بعدم دعم أو إرسال ممثلين إلى لقاء المقاطعة النصف سنوي الذي تعقده الجامعة العربية في مكتب المقاطعة المركزي في دمشق في الفترة من 5 إلى 7 نوفمبر 2007م.
تتشرف سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بإبلاغ الوزارة الموقرة بأن لقاء المقاطعة العربي لا يمثل عائقا للسلام في الشرق الأوسط فحسب ولكن يشكل أيضا حاجزا يحول دون المشاركة في الاقتصاد العالمي وجذب الاستثمارات الأجنبية وتوسيع التجارة وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. إن انضمام اليمن لمنظمة التجارة العالمية يتطلب من حكومة الجمهورية اليمنية أن تتخلى عن مقاطعتها المبدئية للبضائع والخدمات الإسرائيلية. لقد آن الوقت كي تتخذ الجامعة العربية قرارا بإغلاق مكتب القاطعة المركزية في دمشق.
إن سفارة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تثني على الشعوب التي اختارت أن لا تشارك علنا في لقاء المقاطعة الأخير الذي عقد في الفترة من 23 إلى 26 من شهر أبريل 2007م ، وتطلب أيضا العمل نحو إنهاء المقاطعة العربية.
تتشرف سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بأن تزود الوزارة الموقرة بمعلومات تفصيلية عن المقاطعة العربية وترجو من الوزارة الموقرة أن تبعث بأي ردود محتملة حول هذا الموضوع إلى الملحق الاقتصادي بالسفارة السيد براين مجراث في أقرب فرصة ممكنة.
تنتهز سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بهذه الفرصة للإعراب مجددا لوزارة خارجية الجمهورية اليمنية عن فائق تقديرها واحترامها.

سفارة الولايات المتحدة الأمريكية
صنعاء، 4 نوفمبر 2007م
وبالمجمل فإن التحركات والإجراءات الأمريكية المتعلقة بمقاطعة البضائع الصهيونية تظهر:
أولا: السعي الأمريكي المبكر لتوطين كيان العدو الصهيوني في المنطقة وممارسة الضغط على الأنظمة والحكومات بالتعامل مع الشركات الإسرائيلية والسماح لبضائعها بالتدفق.
ثانيا: الدور الأمريكي في دعم كيان العدو الصهيوني وتكريس وجوده وإنهاء العزلة الاقتصادية عليه والسياسية كذلك.
ثالثا: الانزعاج الأمريكي الصهيوني من مقاطعة البضائع والمنتجات الصهيونية، وأهمية سلاح المقاطعة التي سعت أمريكا إلى إسقاطه.
رابعا: عمالة وارتهان النظام السابق لأمريكا، ومتاجرته بالقضايا الكبرى للأمة، والتنازل عنها مقابل ما تظنه مكاسب من أمريكا.
خامسا: صوابية التحرك في إطار المشروع القرآني الذي أطلقه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وفعالية وأثر المقاطعة للبضائع والمنتجات الصهيونية كسلاح فاعل في مواجهة العدو.
سادسا: التدرج الأمريكي في توطين كيان العدو الصهيوني، بدءا برفع المقاطعة وانتهاء بفرض التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب.

تقرأون في الملف :

العرب ومنتجات إسرائيل.. من مؤتمرات المقاطعة إلى مهرجانات التطبيع برعاية أمريكا

نهوض الاقتصاد يبدأ بإغلاق الحدود أمام المنتجات الصهيونية والأمريكية

العدو رقم (1) كوكاكولا مشروب يهودي يغزونا أمام الأنظار.. دعايات مخلة والأرقام صادمة في اليمن

قد يعجبك ايضا