قبل حوالي 37 عاما أطلق النادي الأهلي في صنعاء البطولة الرمضانية لكرة القدم واستمرت البطولة سنويا بانتظام واكتسبت جماهيرية كبيرة ومتابعة ليس على مستوى العاصمة صنعاء ولكن على مستوى مختلف المحافظات اليمنية وساهم الإعلام في زيادة متابعيها، ما جعل الكثير من الأندية تحاول تقليد النادي الأهلي في إقامة بطولات مماثلة بعضها استمر وبعضها توقف، لكن هذه البطولة تقريبا لم تتوقف سوى العام الماضي بسبب جائحة كورونا.
طبعا هذا النجاح الكبير للبطولة الأهلاوية الرمضانية يحسب للنادي وإداراته المتعاقبة وللجنود المجهولين من اللجان الفنية والتحكيمية والتنظيمية والإعلامية والخدمات وغيرها، وأيضا الداعمين من رجال المال والأعمال سواء من مجلس الإدارة أو من خارج المجلس، وصارت هذه البطولة هي نكهة رمضان وبالتأكيد أنها تطورت فمنذ البدايات الأولى لها وصلت إلى مراحل متقدمة ومتميزة وكم كنا نود أن يستمر النجاح وتتواصل النكهة الرمضانية الرياضية، لكن كما يقال “لكل شيء إذا ما تم نقصان”، وهذا هو الذي حصل لبطولة الأهلي الرمضانية التي لم تكن هذا العام بالمستوى المأمول والمطلوب لا في تنظيمها ولا في المشاركين فيها ولا حتى في مستواها وحتى ما رافقها من إشكاليات بدأت بعدم وجود من يدعمها وتواصلت مع لجنة الحكام وفرع اتحاد كرة القدم في الأمانة وصولا إلى الجمهور الذي خف تواجده كثيرا إلى التغطية الإعلامية الركيكة ربما بسبب نقص الدعم وإلى أشياء كثيرة وربما ما خفي كان أعظم.
طبعا عندما ننتقد فإن الهدف هو التنبيه لمعالجة أي سلبيات أو قصور وتلافيها وليس كما يحاول أن يصوره البعض أو يتصوره البعض الآخر بأنه انتقاص من الجهود التي تبذل في أي عمل سواء في النادي الأهلي أو في غيره وحتى أي مقارنات نقدمها هنا فإنها من باب التحفيز وخلق بيئة تنافسية وكل ذلك يصب في مصلحة الرياضة والرياضيين وتطوير وتحسين المستويات وفي مصلحة الجمهور الرياضي المتعطش لمتابعة مستويات رياضية متميزة في مختلف الألعاب والمسابقات التي توقفت في جوانبها الرسمية ولم يتبق سوى الجانب الشعبي منها والتي تنظمها الأندية وبعض الجهات غير الرسمية، على اعتبار أن الاتحادات الرياضية أغلبها بعيد عن الجاهزية ولم تعد قادرة حتى على تنفيذ أي نشاط وأصيبت بالعجز والشلل شبه التام.
النكهة الرمضانية الرياضية الأهلاوية التي كنا نتوقعها هذا العام غابت وأنتجت بطولة هزيلة في مستواها ومتابعتها وغاب الداعمون لها وغابت الأندية عنها كما غابت أندية الأحياء التي كانت فاكهة البطولة، ومن خلال حضوري لبعض المباريات واستقراء آراء عدد من الزملاء الإعلاميين وعينات من الجمهور ، فإنهم اجمعوا على أن هذه البطولة فقدت نكهتها التي استمرت على مدى 36 عاما ماضية وحتى النشاط الثقافي تحول إلى مجرد نشاط عادي وبسيط لإسقاط الواجب ولم يعد له ذلك الزخم الكبير والمشاركة الفاعلة والمتابعة الجماهيرية والسبب يعود إلى أن عملية التقييم ليست في وارد الإدارة لمكامن الخلل وأوجه القصور لتلافيها وتطوير الإيجابيات بما يسهم في إنجاح النشاط.
رسالة ودية إلى إدارة النادي الأهلي بأن تقوم بدراسة وتقييم العمل والبطولة بكافة تفاصيلها الرياضية والثقافية والتنظيمية والإعلامية وسبب هروب الداعمين وعزوف الجمهور وما هي الأساليب الأفضل لإقامة نشاط متميز، واستمرارا لتلك النكهة التي تميز بها الأهلي عن بقية الأندية وأن يكون التقييم علمياً حقيقياً وليس بطريقة الهوشلية التي تعودنا عليها!!.. وأعتقد أن الأهلي لا ينقصه الدعم سواء من موازنته الخاصة أو من جيوب أعضاء مجلس إدارته الذي يزخر بمجموعة من رجال المال والأعمال والتجار المتميزين الذين ربما لم يجدوا من يقنعهم بجدوى النشاط وأهميته وما هي الفوائد التي ستعود عليهم وعلى النادي وعلى الرياضة وعلى الجمهور.. وبالإمكان أن يتم الاستفادة من تجربة نادي وحدة صنعاء في إقامة البطولات والملتقيات والمسابقات وهذا ليس عيباً أو نقصاً في حق الأهلي أو الوحدة أو أي ناد، فتبادل التجارب والخبرات مهم جداً لتحقيق النجاح، وفي الأخير ما نتمناه ونرجوه هو استمرار النكهة الرمضانية للأهلي.. ورمضان كريم وخواتم مباركة.