كادت المؤامرات الداخلية والخارجية تُصادر حرية الشعب اليمني بل تكاد تدفن تحت التراب ،لولا ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م التي من خلالها استنشق الشعب معنى الحرية ،وهذا شيء واضح لدى عامة الشعب ، إنها ثورة كل اليمانيين ثورة كل شبر برا وبحرا وجوا .
فقبل الثورة كادت تُسلب صلابة وقوة ككل اليمانيين ، وكان الشعب شاخصاً بصره بعد ثورة ١١فبرير ٢٠١١م ليحقق مطالبه المشروعة والوطنية ومتلمسا بصيص أمل الحرية التي خرج لأجلها ، وهكذا تمضي الأيام والشهور والسنين لعل وعسى أن يتخطى خطوة خطوة نحو الأمام والأمان والتقدم إلى الأحسن ، لكن ما إن تمر الأيام والشهور والسنين إلا ويتراجع خطوات عدة إلى السقوط المدني في كل المجالات .
حينها أضحى الأحرار من أبناء شعبنا متيقظين فوق يقظتهم وازدادوا حرقة ًفوق حرقتهم ، و مؤامرات السفارات الأجنبية تتضح سلبا لكل وطني ّ أبيّ ولكل جند عصيّ، فالانفلات الأمني -بعد ما يسمى بهيكلة الجيش – يزداد تدهورا وإضعافا للمعنوية الوطنية القتالية والدفاعية ، وكذلك تآمراً لتدمير سلاح الجو، وتمديد الإرهاب المصطنع ، أما الأزمات المفتعلة فحديث مؤامراتها طويل ،تزدري المواطن سوءاً رغم عدم وجود الحصار الخانق مثل اليوم ولا حرب تحالف عالمي ،لكن شعبنا يتدارك الخطر المداهم لقيمته وسحق حريته ، إن شعبنا قد ملّ وسئم من ثورة تقودهم كتوكل كرمان ،وقائد ملطخ بالدماء ك علي محسن الأحمر وبعض أولاد الشيخ عبدالله بن حسين و…،والمسؤولية المناطة التي يجب أن يحملها كل وطني هي منهم براء ، نعم يجب أن تكون المسؤولية تكليفا لا تشريفا ، إن هذا المخاض السيئ المظلم والمتراكم عبر عقود من الزمن على شعبنا مرورا بحكم عفاش إلى عبدربه ، تداركنا الله بألطافه برجل رهبت منه قنصليات خارجية وأذنابهم من في الداخل ،إنه ابن بدر الدين حفظه الله ،فجماهير وأحرار هذا الشعب الأبيّ بل ومن خارج الشعب ينتظرون من يحرك سيوفهم وإرجاعها إلى غمدها ،فالجماهير مع قيادتها الثورية تدرك أن للحرية ثمناً لا قيمة يوازيها ،بالتالي هابها الذين عاثوا في الأرض فساداً، وارتجفت قلوب الذين باعوا ثورة ٢٠١١م بثمن بخس ،فكانوا أولهم هربا ،وثانيهم حامي حماهم من السفارات قلعا ،فثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م تنفس شعبنا واستنشق معنى الحرية الحقة لا المزيفة ،وما زال ويزول كذلك رغم تكالب الشرق والغرب علينا ظلما ،ورغم تحالفات تتفنن علينا بالحرب العسكرية الشرسة والحصار الذي لا مثيل له بالعالم أجمع ،فشعبنا بعين البصيرة واعيا ومثمنا للحرية ، التي يمتلكها والتي هو بها يجتاز كل الصعاب ، وما استمرارية هذه الحرب علينا إلا أننا ملكنا زمام الحرية بدلاً مما كانت تُملى خارجيا وتنفذ عبر أدواتها وللأسف داخليا ، فيما نحن نخوض في سبيلها قام الشرق و الغرب علينا في ٢٦ مارس ٢٠١٥م ومن تحالف معهم بحربهم وحصارهم ، لكن يجب أن نزداد وعيا وتدارك حجم مؤامرات الأعداء ،والنصر صبر ساعة ، والله من ورائهم محيط.