قال لي ابني وصديقي الصغير عبدالله: هل تابعت خبر إلغاء دوري كرة القدم الذي أعلن الاتحاد في وقت سابق عن إقامته؟ قلت له يا صديقي العزيز كما توقعت أنا منذ اليوم الأول لهذه المهزلة أو بالأصح المسرحية أنها لن تنجح ولن يكون هناك لا دوري ولا هم يحزنون وأن العملية كانت مجرد ارتزاق وتكسب.
كان صديقي الصغير يستمع إلى كلامي وهو مذهول هل يمكن أن يصل الأمر إلى هذه الدرجة من الاستخفاف بالعقول والضحك على الأندية في كافة المحافظات وأيضا وزارة الشباب والرياضة هنا وهناك؟ وهل يعقل أن يكون الاتحاد قد غافل كل المسؤولين وجرهم إلى تصديقه رغم علمهم بأن ما أعلنه يعد قفزا على الواقع وأن هناك استحالة لتنفيذ أي نشاط بتلك الصورة التي أعلن عنها؟ قلت له أولا.. بالنسبة للاتحاد فإنه دوما يستخف بالعقول والأندية ليس من الآن ولكن من زمان ومنذ اليوم الأول لانتخابه في تلك المهزلة الكبرى التي كانت وصمة في جبين كل من حضر وشارك فيها وثانيا كما يقال القرش يلعب بحمران العيون والمال هو المحرك وهو ما يجعل هذا الاتحاد يتعامل بهذا السخف مع الأندية والأجهزة المختلفة وحتى مع فروعه في المحافظات.
قلت له هل تعلم أن هذا الاتحاد يديره شخص واحد فقط يتحكم في كل الأمور؟ قال لي من هو رئيس الاتحاد؟ ابتسمت لابني وصديقي العزيز والذكي وقلت له أنت تظن ذلك لكن الوضع ليس كذلك، فمن يسمى رئيس الاتحاد ليس له كلمة ولا حتى قرار فهو مجرد واجهة بل وماكنة تضخ أموالا لتلميع نفسه وعلى رأي المثل الشعبي اليمني “شيخوني وادي البقرة” أي أنه مستعد لدفع كل ما يملكه من أجل أن يبقى واجهة ديكورية؟ استغرب ابني وصديقي الصغير من هذا الكلام وقال معقول هذا الأمر أن رئيس الاتحاد فقط ديكور؟ ولكن من هو الذي يتحكم في الأمر؟ طبعا الكل يعرف أن اتحاد كرة القدم يديره الحاكم بأمره الأمين العام وهو الشخص الذي يتولى كل شيء من الألف إلى الياء ولا يسمح لأحد بأن يتدخل في أي من الأمور الفنية والمالية والإدارية وكل شيء.
قال لي صديقي الصغير وأين بقية أعضاء الاتحاد من الأمر؟ قلت له.. أنا أرثي حالهم رغم أنهم ارتضوا لأنفسهم أن يبقوا في هذا الوضع المذل والمخزي فهم مجرد تكملة عدد فقط وكل ما يهمهم فقط المخصصات التي يدفعها لهم رئيس الاتحاد عبر الأمين العام وكلما سكت العضو أكثر كلما كان المبلغ الذي يستلمه أكثر وكلما زاد التطبيل والتصفيق لرئيس الاتحاد وكرمه وأمين عام الاتحاد وفهمه كلما زادت قيمة الحوالات وهذا هو وضع هؤلاء الأعضاء وما خفي كان أعظم.
قال لي صديقي الصغير الآن اكتشفت سر عدم فوز منتخباتنا الوطنية بأية بطولة أو مسابقة إقليمية أو دولية وبقائنا في خانة المنتخب “أبو نقطة” وعرفت سر بقائنا في خانة التصنيف الدولي من الدول المتخلفة والمتأخرة وعرفت سر قدرة هذا الشخص بل “الحاوي” على التلاعب بمصير الأندية واللعبة بشكل عام وعرفت سر بقاء خزانة الاتحاد خاوية من الكؤوس والميداليات والبطولات وعرفت سر عجز الاتحاد كمنظومة متكاملة عن النهوض بهذه اللعبة رغم أننا نمتلك من المواهب والخامات ما لا تمتلكه دول كثيرة لكنها تفوقت علينا لكن سر تفوقها أنه لا يوجد رئيس ديكور وأمين عام حاوي وأعضاء كومبارس وأندية يمكن الضحك عليها بشيء من المال كما حدث في تلك الانتخابات الشهيرة التي أوصلت هذا الاتحاد العاجز إلى التحكم بمصير كرة القدم اليمنية وإفشالها في كل شيء.
قلت له فعلا يا صديقي العزيز والذكي فهذا هو سر تخلف كرتنا وتأخرها وإبقائها هكذا صفر في كل شيء وأتمنى أن نعمل جميعا على تغيير هذا الوضع وإيجاد حلول مناسبة لتأخذ اليمن مكانتها الطبيعية ولا تبقى خزانتنا خاوية والاستفادة مما تمتلكه من خامات ومواهب وقدرات وعقول يمنية مبدعة.. وختاما نقول أنا وصديقي الصغير إن فاقد الشيء لا يعطيه ولا تتوقعوا شيئا من هذا الاتحاد العاجز الفاشل.