السيد القائد يقدم مقاربة للاستهداف الأمريكي لليمن ودول الأمة (تفاصيل)

الثورة نت//

كشف قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين، عن حقائق التدخل والاستهداف الأمريكي لليمن، خاصة في الجانب العسكري، بهدف تدمير قدرات اليمن الدفاعية والهجومية والسيطرة عليه وجعله مستباحاً للتدخل الأمريكي.

ويأتي في مقدمة ذلك الاستهداف، السيطرة عسكرياً، مثلما حصل عندما اجتاحت أمريكا، العراق وقبله أفغانستان، فهي تجتاح بعض البلدان عسكرياً، وبعض البلدان لا تحتاج للسيطرة العسكرية عليها إلى عملية اجتياح، بل تخضِع السلطة في ذلك البلد أو المكونات الموجودة فيه للقبول تلقائياً بالسيطرة العسكرية الأمريكية.

وقدم قائد الثورة في كلمته أمس بالذكرى السنوية للشهيد القائد، مقاربة للاستهداف الأمريكي الشامل لليمن والأمة الذي له غاية خطيرة والشواهد على ذلك كثيرة.

 

اليمن في مقدمة البلدان المستهدفة:

الركائز الأساسية لمخططات أمريكا والغرب والصهاينة، أن تكون بغطاء وتلقى قابلية لدى شعوب الأمة، وأن تُهَيَّأ له ظروف النجاح بأقل كلفة ممكنة، وغايته السيطرة المباشرة على الأمة إنساناً وأرضاً وثروات، بعد الوصول بها إلى مستوى الانهيار التام.

وفي هذا الصدد، أكد قائد الثورة أن هذا المخطط يستهدف الأمة كلها، دون استثناء لأي بلد من البلدان الإسلامية، وإنما هناك أولويات وطرق متفاوتة، وترتيبات لدى الأمريكي بمن يبدأ ومن يؤخر، إما للاستغلال في البداية، كما يفعل مع دول الخليج، والبعض الأخر يرى في الدخول في معركة مباشرة معهم صعوبةً كبيرة، فقد يؤجِّلهم على مستوى الاجتياح العسكري، لكنه- في نفس الوقت- يستهدفهم اقتصادياً، وإعلامياً، وسياسياً بوسائل وأساليب كثيرة جداً.

ولفت إلى أن اليمن في مقدمة بلدان الأمة المستهدفة، وكان الأمريكيون يصنفون اليمن على أنه البلد الثالث المحتمل بعد أفغانستان والعراق، وجرى الحديث عن هذا بأمريكا من مسؤولين من مختلف المؤسسات الأمريكية، وأيضاً إعلامياً وشيء بديهي أن يكون اليمن محط تركيز في المقدمة.

تركيز أمريكا على اليمن، نتيجة لموقعه الاستراتيجي وأهميته الكبيرة وشعبه، لأن الاستهداف يتضمن السيطرة على الإنسان، والأرض، والثروة، فضلا عن موقعه الاستراتيجي لتحكمه في مضيق باب المندب وإطلالته على البحر الأحمر والبحر العربي، وموقعه الهام بالجزيرة العربية بالإضافة إلى أن اليمن ما يزال بكرا وثرواته لم تستثمر بعد وهو ما أكده أحد السفراء الأمريكيين السابقين.

 

إنشاء قواعد عسكرية:

وأوضح قائد الثورة، أن أمريكا تقوم بإنشاء قواعد عسكرية في أماكن إستراتيجية في البلد، التي تضمن لها السيطرة العسكرية، وهذا ما حصل بالنسبة لليمن.

حيث خضعت السلطة في اليمن وأذعنت ووافقت على فتح البلد للسيطرة العسكرية بهذه الطريقة من خلال التواجد العسكري الأمريكي تحت عنوان تدريب الجيش، فجاء الأمريكيون بأعداد كبيرة باسم مدربين ومستشارين، ثم بقواعد عسكرية، ووصل الحال في سنوات معينة أن أصبح لهم قاعدة عسكرية في وسط صنعاء بجوار السفارة الأمريكية، وكانوا يتجهون إلى التوسع في ذلك واتفقوا على قاعدة عسكرية أمريكية في العند.

 

السيطرة على اليمن:

الأمريكيون يبدأون وفق أسلوبهم المعروف بالتدرج، ثم يتزايد انتشار قواعدهم حتى يضمنوا السيطرة الكاملة على المستوى العسكري على البلد بكله، فكان لديهم برنامجا طويلا للسيطرة من خلاله على اليمن عسكرياً من خلال تلك القواعد العسكرية.

وأكد قائد الثورة، أن السيطرة العسكرية للأمريكيين ليس فقط بإنشاء قواعد موزعة بشكل عسكري مدروس، إنما تتجه للسيطرة على الجيش نفسه تحت عنوان التدريب، ثم بعد ذلك تحت عنوان الهيكلة وما إلى ذلك، وشراء ولاءات ضباط الجيش وكبار قادته والتأثير عليهم.

ولفت إلى أن الأخطر من ذلك، تغيير العقيدة القتالية للجيش، وتحديد من هو العدو وفق السياسة الأمريكية، وليس وفق الانتماء الوطني والهوية الإيمانية للجيش، وليس وفق التحديات والمخاطر الحقيقية على البلد، بل وفق ما يخدم أمريكا.

وبذلك يتحول من تعاديه أمريكا وإسرائيل هو العدو، ويتوجه العداء بشكل رئيسي إلى الداخل، وعلى المستوى الإقليمي وفق الرؤية الأمريكية والإسرائيلية، كما هو الآن ظاهر في كثير من البلدان العربية.

ويظل الجيش أداة لتنفيذ عمليات عسكرية تقي الجانب الأمريكي تقديم الخسائر في جنوده وضباطه، فيمكن أن تدفع أمريكا بالجيش ليخوض أي معركة، ويكون هو من يقدِّم الخسائر الكبيرة، ويبقي الأمريكي من هناك يعد الخطط، ويقدم التعليمات والتوجيهات.

 

التحكم في القدرات العسكرية:

ومن ضمن السيطرة العسكرية، التحكم في القدرات العسكرية، وتحديد ما يسمح باقتنائه للجيش، وما لا يسمح، حيث اتجه الأمريكيين في اليمن إلى تجريد الجيش من كل الإمكانات والقدرات للتصدي لأي هجوم خارجي، ومن ضمن ذلك تدمير صواريخ ومعدات للدفاع الجوي، وكذا القوة البحرية أضعفوها حتى أوصلوها إلى نقطة الصفر.

وهو ما كشف عنه مصدر أمني في وقت سابق موثق بالصور ومقاطع الفيديو، تورط أمريكا في تدمير الدفاعات الجوية اليمنية ما بين الأعوام 2007م – 2014م.

وأكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أنه في إطار ذلك بدأ الأمريكيون برنامجاً للسيطرة على الصواريخ بعيدة المدى وتدميرها، التي يمكن أن يتصدى بها اليمن لأي عدوان خارجي، وبدأ البعض من المسؤولين يتحدث أنه لا حاجة لأي قدرات لمواجهة خطر خارجي أو عدو خارجي؛ إنما يتم الاكتفاء بما يتم التصدي به لأي شيء في الداخل.

وتعددت أشكال السيطرة العسكرية الأمريكية، على البلدان الإسلامية بشكل عام، وهو ما حصل في اليمن عسكرياً، وفتح المجال أمام أمريكا لتنفيذ أي ضربات عسكرية سواءً جوية أو برية، في أي منطقة داخل أي بلد وفي أي محافظة وفي أي مديرية فتضرب من تشاء ومتى تشاء، وأين تشاء، ما يمثل انتهاكا للحرية والاستقلال والكرامة.

 

خطورة الاستهداف الأمريكي:

وحذر قائد الثورة، من خطورة الاستهداف الأمريكي لليمن وبلدان الأمة، إذا قرر شعبٌ ما أن يتجاهل ذلك أو يتنصل عن مسؤوليته في التصدي له، ما يعني أنه اتخذ قراراً بالاستسلام، والاستسلام يعني خسارة كل شيء، خسارة للحرية، وللاستقلال، وللكرامة.

وأكد، أن الاستسلام يعني العبودية لأمريكا وإسرائيل وتحويل البشر ومقدراتهم وإمكاناتهم لخدمة مصالح الأمريكي والإسرائيلي.. معتبرا ذلك كارثة وأمر شنيع جداً يشذ عن الفطرة الإنسانية، وأمر لا تتقبله الشعوب الحرة في العالم.

ولفت إلى أن هناك شعوب حتى من غير المسلمين، رفضت بشكلٍ قاطع السيطرة الأمريكية عليها، والاستعباد لها، كما حصل في فيتنام وكوبا وكوريا الشمالية وفي فنزويلا وغيرها من البلدان، شعوب حرة بفطرتها الإنسانية رفضت السيطرة الأمريكية والاستعباد والإذلال، والهيمنة، والمصادرة للشعب والثروات والمقدرات والجغرافيا.

وجدد قائد الثورة التأكيد على أن الشعب اليمني بهويته الإيمانية وانتمائه للإسلام جزءٌ من هذه الأمة، واليمن في مقدمة المستهدفين.

 

قد يعجبك ايضا