شاهدت مقاطع اعترافات لخلايا جواسيس بريطانيا وأمريكا مثلي مثل غيري ، وهنا لابد أن أسجل أولا رأيي من الناحية الشخصية ، فلا أخفيكم مشاعر القرف والاشمئزاز لتبريرات الجواسيس عن أسباب أفعالهم وقيامهم بهذه المهمة المخزية والمذلة ، ضد وطنهم وشعبهم وأهلهم و أنفسهم ، لكن في المقابل ومن ناحية التحليل والتفسير فإن نشر اعترافات هؤلاء الجواسيس ما هي إلا ضربات مخابراتيه يمنية موجهه باحتراف من تحت ومن فوق الحزام لأمريكا وبريطانيا لموقفهما الدنيء من تحرير الجيش واللجان لمحافظة مارب ، وأعتقد ان هذه الاعترافات ما هي إلا البداية أو بعض عناوين عدة رسائل تبعثها صنعاء لواشنطن ولندن..
فحوى عناوين رسائل المخابرات اليمنية ولأول مرة منذ نصف قرن توجه بالعربي الفصيح وبلغة السياسة وبلهجة المحارب والمتحدي الواثق قالت صنعاء ” أسقطنا لكم يا بريطانيا ويا أمريكا عملاءكم وجواسيسكم الكبار والصغار معا ، أنتم تحت سمعنا وبصرنا وأقدام جيشنا ومخابراتنا، أفشلنا لكم مخططات الأقاليم وتقسيم اليمن ، وكشفنا ألاعيبكم الناعمة والخشنة لتهويد باب المندب ، وإذا لديكم الجرأة الوقحة للدفاع عن عملائكم في مارب ومرتزقتكم في الساحل الغربي وجواسيسكم في انتقالي عدن ، فلدينا الحق كل الحق في إظهار ما يكفي من الادلة بالصوت والصورة لنشر غسيل سياساتكم وجرائمكم وذل وهوان من اتبعكم وارتهن لكم وتجسس لكم أمام شعبنا اليمني وشعوب العالم كله..
منذ سقوط أهرام الاشتراكي في أحضان مشاريع النضال الآمن ضد المستعمر البريطاني والرجعي السعودي ، ما بعد صلح حرب صيف 94م إلى سقوط نظامي صالح والإصلاح ، يتأكد لي كل يوم أن جهل وفساد وسافهة انبطاح الطبقة السياسية و الأمنية والعسكرية و القبلية خلال تلك الفترة على أبواب اللجنة الخاصة السعودية ، فقد كانت قادرة بانتهازيتها خلال تلك الفترة على خيانة المجتمع والشعب اليمني كله ، بل وخيانة اقرب الأقربين إليها ونفسها أيضا، الأمر ليس مجرد عمل يحتمي بقيم الجهل والتخلف والجمود كما يصوره البعض ، بل هم جواسيس وعملاء رسميون للاستعمار البريطاني والأمريكي والصهيونية العالمية ، يخدمون في صفوفهم ، ويتلقون منهم الأموال والخطط والأوامر والمؤتمرات ، ويعملون على تنفيذها بكل إخلاص ووحشية وقذارة..
لكل جاسوس غطاء يتستر به ويتنكر بقناعه ، وكلما تمسك به كلما اقتنع به الآخرون ، جهاز الأمن القومي الذي نشأ بتمويل ودعم وتدريب أمريكي واحتواء بريطاني وتلميع فرنسي ، أتقن عملية تجنيد الخونة والعملاء والجواسيس، وأمعن في أداء دوره الخياني بإتقان أضل الناس وخدعهم ، وعلى هذه القاعدة يمكن تحليل وتفسير وتبرير كل مواقف وكلمات وتصرفات وقرارات خيانات النظام في حينه ، بينما على الجانب الآخر كان يتمسك بالجدية والصرامة في قراراته المعادية لليمن وشعبها وتحررها واستقلالها، وأعتقد أنكم أدركتم الآن عندما كانوا يهجمون وينكلون بالأنصار ومشروعهم في صعدة ، كانوا يتجسسون لصالح الأمريكان والبريطانيين والصهاينة ، لا أستثني منهم أحدا، إن لم يكونوا عملاء وجواسيس يقبضون الثمن ، فهم خونة بلا ثمن..