تصنيف أمريكا تحت أقدام اليمنيين
زيد البعوه
ظنت أمريكا وأدواتها – وبعض الظن إثم – أن الشعب اليمني الصامد سوف يرتبك ويقلق ويصاب بالضعف عندما يتم الإعلان من واشنطن عن تصنيف أنصار الله جماعة إرهابية، ولكنهم لم يدركوا أن مثل هذا القرار السخيف سوف يقابل من قبل شعب اليمن والإيمان بالمزيد من الصمود والتحدي والقوة والصلابة، وسوف يكون مصيره الرفض القاطع والمزيد من التماسك والاعتصام في أوساط المجتمع اليمني والإصرار على مواجهة كل ما يأتي من إدارة بيت الإرهاب الأسود من قرارات وتوجيهات وتصنيفات عسكرية وسياسية واقتصادية، لأن الشعب اليمني لا يمكن أن يستسلم لأمريكا وأدواتها ويستبدل الحرية والعزة والكرامة بالعبودية والذل والامتهان مهما كانت التحديات.
من كل قرية ومدينة ومن كل قبيلة ومحافظة ومن كل حزب وطائفة ومن كل فج عميق خرج الملايين من البشر إلى ساحة جغرافية كبيرة وواسعة اسمها الجمهورية اليمنية، في صنعاء وصعدة وحجة وذمار والمحويت والحديدة وعمران والبيضاء وريمة وإب وغيرها من المناطق والمحافظات اليمنية خرج الشعب اليمني الصامد المجاهد العزيز في مسيرات جماهيرية ليصرخ في وجه أم الإرهاب أمريكا ويدوس قرارها ويذكِّرها بتاريخها الإجرامي الذي بدأ منذ ولادتها وتأسيسها ويثبت لها ولأدواتها وعملائها ومرتزقتها أن الشعب اليمني الصامد نسيج اجتماعي واحد ضد أمريكا وإرهابها ومشاريعها الاستعمارية العدوانية وضد تصنيفاتها السخيفة التي تتهم بها غيرها وتنسى نفسها.
قرار الإدارة الأمريكية الأخير الذي صنفت فيه أنصار الله كجماعة إرهابية استفز أبناء الشعب اليمني وأثار حفيظتهم وغضبهم وجعلهم يستنفرون جميعهم ليعبروا عن رفضهم لهذا القرار جملة وتفصيلاً معتبرين هذا القرار نوعاً من أنواع الإرهاب السياسي والإعلامي الذي يزيف الحقائق بل يعتبرونه خطوة عدائية ضد اليمن واليمنيين إضافة إلى ما قد فعلته أمريكا من جرائم إرهابية بحق الشعب اليمني منذ ست سنوات وأكثر وصلت إلى مستوى جرائم حرب ضد الإنسانية وهذا هو الذي دفع اليمنيين إلى إعلان موقفهم القوي والشجاع الذي سمعه كل العالم وهو أن أمريكا الشيطان الأكبر وصانعة الإرهاب وهي التي ترتكب أبشع الجرائم الإرهابية بحق الشعب اليمني بدون وجه حق بمعرفة الجميع من سكان كوكب الكرة الأرضية بل وحتى سكان السماوات، فكيف سوَّل الشيطان لأمريكا تصنيف شعب سفكت الكثير من دماء أبنائه ودمرت بنيته التحتية وارتكبت بحقه أبشع أنواع الإرهاب ثم تصنفه في قائمة الإرهاب؟ هذه قمة الوقاحة والمغالطة والتزييف.
شعب بأكمله صنفته أمريكا جماعة إرهابية، وعندما نقول شعب فنحن نتحدث عن قبائل وأحزاب ومكونات وأطياف من مختلف المحافظات اليمنية يسكنون في وطن واحد اسمه الجمهورية اليمنية يهمهم أمر بلدهم وأمر أنفسهم ويعنيهم كل شيء يستهدف نسيجهم الاجتماعي ، وقد شاهد العالم بكله المسيرات المليونية التي خرجت يوم الإثنين في عدد من المحافظات والمناطق اليمنية في مسيرات جماهيرية كبرى من أبناء الشعب اليمني الصامد ، خرج الكبير والصغير والتاجر والفقير والموظف والمواطن والعالم والمتعلم من مختلف شرائح المجتمع اليمني وجميعهم يؤكدون رفضهم القاطع للقرار الأمريكي السخيف ويقولون بأعلى أصواتهم للعالم أجمع أن أمريكا هي أكبر دولة مصدرة للإرهاب.
لا يوجد جماعة إرهابية تملك الملايين من الجماهير وتملك مشروع سلام وحرية وعزة وكرامة واستقلال، بل لقد أثبت الشعب اليمني أن أنصار الله ليسوا مجرد جماعة كما صنفتهم أمريكا بل إنهم ينتمون إلى كل أسرة وإلى كل قبيلة وإلى كل محافظة وإنهم هم من يتصدرون المشهد الجهادي المدافع عن اليمن واليمنيين وإنهم هم من يحاربون الإرهاب ويواجهون العدوان والاستعمار وإنهم يبذلون ما بوسعهم ويضحُّون التضحيات الجسام في سبيل عزة وكرامة واستقلال اليمن واليمنيين، إنه لولا أنصار الله ومن معهم من الأحرار الشرفاء لكان اليمن مستعمراً من قبل أمريكا والسعودية وبريطانيا والإمارات وبقية الدول المتحالفة في العدوان على اليمن.
لقد أثبت الشعب اليمني أنه شعب عظيم وشعب قوي وشعب صامد يملك من الوعي والعزيمة والإرادة والثقة ما يجعله يتمكن من مواجهة كل التحديات وكل أنواع الصراع في مواجهة الهجمة الشاملة التي تقودها أمريكا وأدواتها وأنه شعب لا ينكسر ولا يخشى قرارات أمريكا وتصنيفاتها، لأنه يملك ثقة كبيرة بالله ويملك قيادة حكيمة وشجاعة ويملك ثقافة قرآنية ويملك مشروعاً جهادياً عظيماً وقضية محقة ، وهكذا في كل معركة يخوضها الشعب اليمني في مواجهة أم الإرهاب أمريكا ومن معها في أي معركة عسكرية أو سياسية أو أمنية أو إعلامية أو غير ذلك يخوضها الشعب اليمني بقوة وشجاعة وحكمة ويحقق الإنجازات والانتصارات ويقهر أمريكا ومن معها ويحبط مخططاتهم ويفشل مؤامراتهم.