د. محمد النظاري
للرياضة بكل مكوناتها (لاعبين ومدربين وحكاماً وإداريين وإعلاماً ومشجعين) شعار سام يجتمع حوله الجميع ألا وهو : “اللعب بروح رياضية”.
الإعلامي يلعب بقلمه والمدرِّب بتكتيكه واللاعب بمهاراته والإداري بحسن إدارته والمشجع بألفاظه الطيبة، وكلهم منفردين أو مجتمعين لا بد أن يجسدوا الروح الرياضية.
إذا ما ظن الإعلامي بأن وسيلته الإعلامية (صحافة، إذاعة، تلفزيون و…. إلخ….) هو سيف مسلَّط على بقية مكونات الحركة الرياضية فهو بذلك حاد عن الصواب وتملَّكه الغرور وفقد الروح الرياضية، وأضحى يخسر من حيث يظن أنه الرابح.
الحكام كذلك إن ظنوا بأن صافراتهم تمنحهم الحصانة الكاملة مع الإصرار على احتساب القرارات الخاطئة، فهم بذلك يسهمون في إيجاد الرافضين لهم من بوابة القرارات الخاطئة التي يصرون عليهم، ولهذا ينبغي عليهم تقبل النقد بروح رياضية، وإلا ترك التحكيم لأشخاص قادرين على التمتع بهذا الشعار الجميل.
اللاعبون بدورهم في حاجة للروح الرياضية وإلا اعتبروا منافسيهم خصوما، مع أنه لا خصومة في الرياضة بل تنافس شريف مهما كانت النتيجة.
المدربون إذا ما فقدوا الروح الرياضية، فسيكونون وبالا على فرقهم، ولن يستطيعوا التحكم بالخطط المقدمة للاعبين، والتي تقابلها خطط من المدرب الآخر، ولهذا فإن الاعتراف بتفوّق خططه من الروح الرياضية.
الإداري أيضا يحتاج للروح الرياضية كي يهيئ الأجواء ولا يفتعل المشاكل، ويكون حلقة للم الشمل لا للتفريق بين الآخرين.
المشجعون يحتاجون لجرعات كثيرة من الروح الرياضية، حتى تظل المدرجات للمؤازرة النظيفة المتمتعة بالكلمات المحفزة لا تلك الكلمات والحركات المقززة ، والتي تكون غالبا سببا في إفساد المباريات نظرا للخروج عن الروح الرياضية
الدوري المنتظر…
أيا كان مكان اجتماع الاتحاد اليمني لكرة القدم في القاهرة أو غيرها من العواصم التي ليس بها مقره الرئيسي، فإن الجميع لم يعد يهتم بهذه الأمور ، وتكرارها جعلها من الشكليات، مع أن حدوثها كان من العجائب .
أقر الاتحاد إقامة الدوري العام لكرة القدم بدرجتيه (الأولى والثانية) بنظام الكل مع الكل وهو ما لاقى ارتياحا كبيرا، خاصة بعد توقف دام لسنوات نظرا للظروف التي تمر بها بلادنا ، ولهذا نتساءل : ما الذي تغيَّر على الأرض من الموانع التي حالت دون إقامة الدوري، ليتم اقراره الآن؟.
جميل أن يتم رفع موازنة الدوري بما ينسجم مع الغلاء الفاحش، ولتفويت الأعذار على الفرق التي كانت ستجد في تدني المخصصات سببا لعدم المشاركة.
كلنا شاهد الجماهير الغفيرة التي زحفت للملاعب وفي مسابقات ليست رسمية، وهو أمر إيجابي ، ولعله ما دفع بالاتحاد لإقرار دخول الملاعب بتذاكر قيمتها 300 ريال، تكون 80 % للمستضيف و20 % لفرع الاتحاد، ولكن هل سيكون الإقبال على نفس الحال مع وجود التذاكر؟، أظن حدوث العكس، فالجماهير بالكاد تدبِّر أجرة تنقلها من وإلى الملاعب، ولهذا لن يكون الإقبال كبيرا، إلا إن كان هدف الاتحاد هو تطبيق بروتوكول التباعد بسبب كورونا، فقد يتحقق ذلك، على اعتبار أن عدد الحاضرين سيكون قليلا الأمر الذي يمكنهم من أخذ المسافات فيما بينهم في المدرجات.
بكل الأحوال لا يمكن أن يكون هناك من هو ضد قرار الاتحاد بإقامة الدوري ، وإن كان هناك من يشكك في الموعد المحدد بمنتصف الشهر المقبل.
على الأندية التجاوب الإيجابي مع دعوة الاتحاد، فمن غير المنطقي أن تتفاعل مع مسابقات ليست رسمية، فيما تدير ظهرها للدوري الرسمي الذي نادت به كثيرا.
المعوقات على الأرض لن تكون سهلة، وهنا يكمن التحدي للجميع، وعلى قدر رغبتهم ستتذلل المعوقات والعكس تماما.. تمنياتنا للجميع بدوري ناجح.