رئيس جهاز محو الأمية فؤاد عبد الله الشامي في حوار مع “الثورة “: ارتفاع عدد الدارسين من 49 ألفاً عام 2019م إلى أكثر من 209 آلاف عام 2020م
يحتفل اليمن باليوم العربي لمحو الأمية في ظروف تعليمية استثنائية صعبة ومعقدة، في ظل عدوان قارب على دخول عامه السابع، كان التعليم الهدف الأكبر لطائراته وصواريخه.
ويخوض اليمن معركة مصيرية في حراك وصمود كبير لمحاصرة آفة تثقل كاهل المجتمع وتعيق مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية ..
اليوم نحتفل بتلك الجهود الحثيثة التي يبذلها جهاز محو الأمية وتعليم الكبار لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة ، وسط أرقام مشجعة رسمت التفاؤل ووجهت رسائل قوية لعشاق الظلام أعداء العلم والنور ..
وبهذه المناسبة يكشف رئيس الجهاز الأستاذ فؤاد عبد الله الشامي في حوار مع “الثورة”، عن واقع الأمية في اليمن ودور الجهاز في محاصرة الظاهرة، والخطط المستقبلية في هذا المجال .. مشيدا بوقوف وزير التربية السيد العلامة يحيى بدر الدين الحوثي إلى جانب الجهاز في مهمته الوطنية إزاء معركته ضد هذه الظاهرة الخطيرة موجهاً ومتابعا ومرشدا ..
ولم ينس الشامي أن يوجه دعوة لمساندة عاجلة في مجالات: التشريعات، التطوير المؤسسي، البنية المادية، الموارد البشرية، الموارد المالية، كما يدعو المنظمات الحكومية والمجتمعية المحلية والخارجية إلى مساندة جهود الجهاز، فالمسؤولية أولا وأخيراً جماعية .. فإلى تفاصيل الحوار:الثورة /
محمد شرف الدين
أستاذ فؤاد؛ أعلنتم عن خطة طموحة لتوسيع مراكز محو الأمية وزيادة الدارسين، هل من تفاصيل عنها؟
– تهدف خطة الجهاز للعام الحالي 2020 / 2021م إلى رفع نسبة الالتحاق ببرامج محو الأمية وتعليم الكبار بحيث يتم إلحاق أكثر من 300 ألف أمي وأمية بمراكز وفصول محو الأمية في مختلف المحافظات سنوياً، وهذه الخطة الطموحة جاءت ترجمة لتوجيهات معالي السيد العلامة يحيى بدرالدين الحوثي وزير التربية والتعليم لمواكبة أحد أهم المستهدفات الرئيسية في الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة (يد تحمي ويد تبني) الخاص بخفض نسبة الأمية في اليمن إلى أقل من 30% خلال فترة تنفيذ الرؤية، وهي تعتمد بشكل رئيس على تعاون الجميع داعمين وجهات حكومية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، وكذا جميع فئات المجتمع اليمني، فمحو الأمية اليوم مسؤولية الجميع.
نفذتم زيارات للعديد من المحافظات دشنتم خلالها العام الدراسي الجديد، كيف تجدون الإقبال؟
– على الرغم من كل المعوقات التي تواجهها العملية التعليمية نتيجة العدوان الغاشم والحصار الجائر منذ 5 سنوات، إلا أن إقبال الدارسين يكاد يكون فوق المستوى المعهود منذ سنوات، فخلال العام المنصرم 2020م قام معالي وزير التربية والتعليم بإصدار تعميم – يعد الأول من نوعه – قضى بفتح مراكز وفصول في جميع المدارس في الجمهورية غير العاملة في الفترة المسائية، وتشير آخر الإحصائيات لدينا إلى ارتفاع عدد الدارسين من 49.617 دارساً ودارسة في العام 2019م إلى 209.536 دارساً ودارسة.
ما الذي تحقق في هذا القطاع خلال الفترة الزمنية القصيرة التي توليتم فيها قيادة الجهاز؟
– كما أسلفنا، إن المعوقات التي تواجهها العملية التعليمية بكافة أنواعها كبيرة جداً، وهذه المعوقات والتحديات وعلى رأسها الاستهداف المباشر للتعليم من قبل العدوان تعد الحافز الأكبر للصمود وبذل جميع الطاقات لمواجهة هذا العدو المتغطرس، فيمكننا القول إننا بفضل من الله وتوجيهات السيد العلامة يحيى بدرالدين الحوثي وزير التربية والتعليم قد حققنا وبتعاون جميع المعنيين خلال 2020م، عدداً من المكاسب والتحولات الهامة في التعليم غير النظامي بمختلف مجالاته ومراحله، ألخص أبرزها في الأرقام التالية:
– افتتاح 2.202 مركز و 5.767 فصل دراسياً جديداً.
– رفع عدد الملتحقين الجدد إلى ما يقارب 160 ألف دارس ودارسة.
– التوسعة في تنمية المهارات النسوية إلى 137 مركزاً جديداً، والتحاق 6.529 دارسة.
– طباعة وتوزيع 100 ألف كتاب دراسي و35 ألف كتاب مهارات.
– توفير 140 ماكينة خياطة، وشراء مستلزمات ومواد خام بـ10 ملايين ريال.
– تنفيذ 60 نشاطاً ثقافياً، وإنشاء 560 مجلسا رمضانيا.
– القيام بـ 105 زيارات ميدانية للمراكز في العديد من المحافظات، وتدريب وتأهيل 1232 متدرباً ومتدربة.
– تنفيذ 28 حملة توعوية في 666 تجمعاً سكانياً.
– إنشاء 3 معامل لإنتاج الكمامات الطبية، وطباعة 40 ألف ملصق إرشادي، وحملات رش وتعقيم في مجال الاستجابة الطارئة.
كان لجهاز محو الأمية دور مهم في تحويل أزمة كورونا إلى فرصة للإنتاج، حدثنا عن هذه التجربة؟
– أثبت جهاز محو الأمية وتعليم الكبار قدرته على التعامل مع هذه الأزمة وتحويلها إلى فرصة لتعزيز قواعد الإنتاج من خلال إطلاق المعامل الخاصة به في المحافظات وتدشين خطوط لإنتاج الكمامات الطبية.
وبرعاية وإشراف مباشر من معالي السيد العلامة يحيى بدر الدين الحوثي وزير التربية والتعليم قام جهاز محو الأمية وتعليم الكبار في إطار الاستجابة الطارئة لمواجهة جائحة كوفيد19 بإطلاق المرحلة الأولى من حزمة المبادرات المساندة للجهود الحكومية على الصعيدين المركزي والمحلي، بدءاً بالتهيئة والاستعداد مروراً بالدعم والمساندة وصولاً إلى الإنتاج الوقائي، والتي تكللت بتنفيذ مجموعة من الأنشطة النوعية التي تركزت في مجالين رئيسيين من مجالات عمل الجهاز، حيث نُفذت في مجال التدريب والتأهيل (12 ) ورشة تدريبية لتأهيل “فرق مساندة محلية” من كوادر ومنتسبي محو الأمية وتعليم الكبار في (12) محافظة، وقد صل عدد المتدربين في هذه الورش إلى (763 ) متدرباً ومتدربة.
وفي مجال التثقيف الجماهيري نفذ الجهاز (174) حملة توعية ميدانية في أحياء وقرى وعزل ومديريات (13) محافظة تم خلالها توزيع وإلصاق (19 ألف) ملصق توعوي إرشادي، بالإضافة إلى تنفيذ (13) حملة رش وتعقيم بعض الأسواق والشوارع والمنشآت الحكومية على المستوى المحلي.
كل هذه الأنشطة أثمرت مع نهاية المرحلة الأولى تجهيز وتشغيل ثلاثة خطوط للإنتاج في مراكز التدريب النسوي التابعة للجهاز في أمانة العاصمة ومحافظتي تعز وعمران لإنتاج كمامات طبية ذات جودة عالية وبمواصفات دولية، وقد تم رسمياً في الثامن والعشرين من يوليو الماضي “تدشين الإنتاج الوقائي” للجهاز في فعالية رسمية حظيت برعاية وحضور حكومي عالي المستوى ابتداء من المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني والمكتب التنفيذي للرؤية الوطنية، نال خلالها جهاز محو الأمية وتعليم الكبار الإشادات الواسعة على ما يقوم به من جهود هامة وملحوظة في شتى المجالات، وعلى وجه الخصوص في مجال الإنتاج الوقائي الذي وصلت القدرة الإنتاجية لخطوطه الثلاثة إلى (9 آلاف) كمامة طبية في اليوم الواحد.
أستاذ فؤاد كُنتم أول مسؤول حكومي يزور قيفة وولد ربيع في البيضاء بعد تحريرها من قبضة الإرهابيين، ما الهدف من ذلك؟
– كما تعلمون بأن مناطق قيفة وولد ربيع في البيضاء عانت كثيراً من الظلاميين الذين عاثوا فيها فساداً، لذا فالتعليم هو طوق النجاة الذي يُنير العقول، فالمدارس التي كانت تُستخدم كمقاصل وسجون نهدف لإعادة دورها الطبيعي كمراكز تعليمية تنويرية تُحارب الظلام والجهل والإرهاب.
بدورنا في جهاز محو الأمية وتعليم الكبار يقع علينا الجزء الأكبر من المسؤولية في هذا الجانب، ومن هذا المنطلق فقد صدرت توجيهات معالي السيد العلامة يحيى بدر الدين الحوثي وزير التربية والتعليم بالنزول الميداني إلى هذه المناطق وتلمس احتياجات المواطنين فيها عن قرب، وتنفيذاً لذلك عقدنا لقاء موسعاً ضم الأستاذ أحمد حسين السيقل وكيل محافظة البيضاء وبحضور مدراء العموم في مديرية رداع ومدير مديرية الرياشية وعدد من أعضاء السلطة المحلية، و تم خلال اللقاء مناقشة فتح فصول دراسية في المناطق الأكثر كثافة سكانية في المحافظة وبشكل خاص كل من مديريتي قيفة وولد ربيع ومديرية القرامش، على أن تبدأ عملية التهيئة وإعداد الدارسين والدارسات لتدشين بدء العام الدراسي.
كما تم الاتفاق على أن تقوم السلطة المحلية بإعادة بناء وتأهيل المراكز في المديريات المستهدفة وترميمها، وأن يتولى جهاز محو الأمية وتعليم الكبار تجهيز المبنى من جميع التجهيزات اللازمة مثل مكائن الخياطة والكراسي وغيرها من المستلزمات التعليمية.
وخرج الاجتماع بأن يتم النزول إلى مديرية حمة صرار بمديرية ولد ربيع وذلك لعقد لقاء موسع مع المسؤولين ومدير عام المديرية والمشرف، حيث تم الاتفاق على أن تسلم المدرسة المكونة من ستة فصول مع ملحقاتها لتكون مركز تدريب نسوي يشمل فصول محو الأمية الأبجدية وفصول مهارات نسوية لأبناء حمة صرار والقرى المجاورة في مديرية قيفة ويطلق عليها اسم مدرسة 21 سبتمبر للمهارات التسوية لمحو الأمية.
دشنتم مشروع الحوسبة للاختبارات (الاتمتة).. ما أهمية هذه الخطوة؟
– نحن نعتبر أن هذا المشروع مهم، حيث نهدف من خلاله إلى الربط الشبكي بين إدارة الاختبارات بديوان عام الجهاز وفروعه في المحافظات والمديريات في رصد الدرجات والنتائج الخاصة بالطلاب الملتحقين وإصدار الدرجات آليا وعمل قاعدة بيانات موحدة على المستوى المركزي ومحافظات الجمهورية بحيث تكون شبكة موحدة تواكب التطور التكنولوجي والمعرفي.
ماذا عن المنهج الدراسي وكادر التدريس؟
– لعل المنهج الدراسي ومعلمي محو الأمية من أكبر المعوقات التي نعانيها اليوم نظراً لتوقف الاعتمادات الخاصة برواتب الكادر التعليمي وعقود المعلمين والمعلمات وكذا اعتمادات طباعة المناهج في ظل العدوان الغاشم والسياسات الممنهجة التي يتخذها والتي وصلت إلى حد منع دخول الورق والأحبار، إلا أننا ورغم ذلك قمنا خلال النصف الثاني من العام المنصرم بالبدء في طباعة وتوزيع 100 ألف كتاب دراسي وتوزيع أكثر من 35 ألف كتاب خاص بالمهارات الحياتية، ونعمل حالياً بفضل جهود معالي وزير التربية والتعليم على إيجاد حلول عملية في جوانب توفير الكتب وكذا فيما يتعلق بالمعلمين والمعلمات، بما يساعد في حل الإشكالات المتعلقة بهذا الجانب بإذن الله.
ما هو حجم التأثير الذي تعرض له هذا القطاع جراء العدوان والحصار؟
– التأثير كبير جدا؛ فالعدوان والحصار وانقطاع الرواتب عوامل ساهمت في ارتفاع نسبة الأمية كنتيجة فعلية لاستمرار العدوان واستهدافه المباشر المدارس، فضلا عن إغلاق العديد منها أو استخدامها مآوٍ للنازحين ما أفضى إلى زيادة نسبة التسرب من المدارس وانخفاض نسبة الالتحاق بها وهذا يشكل عبئاً كبيراً على عمل الجهاز.
بنظركم ما هو المطلوب كي نتمكن من محاصرة اتساع ظاهرة الأمية في المجتمع اليمني؟
-تعد مشكلة الأمية في الجمهورية اليمنية واحدة من أهم المشكلات التي تعترض مسيرة التنمية، وذلك لارتباطها بالعديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، والتربوية التي تؤثر فيها وتتأثر بها.
فالأمية الأبجدية وإن كانت مظهراً سلبياً في حدود المفهوم التعليمي إلا أنها مظهر للتخلف الاجتماعي بصفة عامة وهو ما توضحه جميع المؤشرات، التي تؤكد وجود علاقة متلازمة بين ارتفاع نسبة التعليم بين السكان كباراً وصغاراً وبين التقدم بمعناه الشامل.
وإذا تحدثنا بشكل علمي وبناء عن تشخيص دقيق للوضع الراهن فإنه يمكننا القول إن الجهاز ومن خلال عملية تحليل شاملة استمرت لعدة أشهر ضمن مراحل إعداد الخطة المرحلية الثانية للرؤية الوطنية قد خرج بعشر أولويات يجب العمل عليها خلال الخمس السنوات القادمة، وتتلخص فيما يلي:
1) تحديث التشريعات القانونية بما يتواكب مع التطورات العلمية المتسارعة في مجال التعليم غير النظامي، ويتلاءم مع التوجهات المستقبلية للتطوير والتوسع.
2) إصدار اللوائح التنفيذية والتنظيمية استكمالاً لعملية البناء التنظيمي المتوقفة منذ عشرين عاماً، ومعالجة الاختلالات الحالية الناتجة عن عدم وجود توصيف وظيفي وتضخم كبير في الإدارات العامة النمطية على حساب الإدارات العامة التخصصية المعنية بمجالات عمل الجهاز.
3) إيجاد مصادر جديدة لموارد ذاتية بديلة عن التمويلات الخارجية لمشاريع وبرامج محو الأمية وتعليم الكبار وبالأخص المتعلقة بطباعة الكتب الدراسية، وتوفير التجهيزات والمواد الخام لمراكز التدريب الأساسي والنسوي في عموم المحافظات.
4) إنشاء وتأسيس نظام وطني متكامل للتعليم المستمر يلبي خصوصية تعليم الكبار ويمكنهم من مواصلة التعليم والتدريب والتثقيف، ويحقق التكامل بين التعليم النظامي وغير النظامي.
5) فتح مراكز وفصول لمراحل محو الأمية في جميع مدارس التعليم النظامي خلال الفترة المسائية، وتطوير مجالات مراكز التدريب الأساسي والنسوي.
6) رفع نسبة الملتحقين بمراحل محو الأمية إلى 20% سنوياً من عدد المستهدفين، وتوسيع قاعدة مرحلة المتابعة بما يؤمن استيعاب المتحررين من الأمية ويضمن عدم ارتدادهم إليها.
7) اعتماد نظام الخدمة العامة الإلزامية في مراكز محو الأمية وتعليم الكبار لخريجي الثانوية العامة لتحقيق خطط ومبادرات الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، وضمان عدم توقف العملية التعليمية في المراكز والفصول الحالية.
8) العمل على إعداد دليل إجرائي معتمد يوضح أسس ومعايير وأهداف ومجالات التعليم غير النظامي، ويحدد الأدوات والنماذج ذات العلاقة بآليات عمل برامج التعليم المجتمعي، والتعليم المسرع، والمدرسة العصرية.
9) ربط شبكي وتصميم نظام المعلومات التعليمية لمحو الأمية وتعليم الكبار، يرصد المؤشرات الإحصائية الوطنية لبرامج محو الأمية وتعليم الكبار التعليمية والتدريبية والتثقيفية، ويحلل قواعد بيانات الملتحقين والدارسين والمتحررين والمراكز والكادر الإداري والتعليمي.
10) تطوير وحدة الإنتاج البرامجي لنشر المواد الإعلامية التوعوية بخطورة الأمية وأهمية تعليم الكبار، وإنتاج برامج التثقيف الجماهيري الهادفة إلى توسيع المعارف الدينية، والإرشاد الزراعي، والتثقيف السياسي والاقتصادي والاجتماعي والسكاني والصحي.
ما هي أبرز التحديات التي تواجه نشاط الجهاز؟
– لا نخفيكم علماً أن الجهاز كجهة حكومية يواجهه الكثير من التحديات كغيره من الجهات أو القطاعات في إطار وزارة التربية والتعليم، ولعل أبرز هذه التحديات وبشكل علمي دقيق ست قضايا حرجة ذات تأثير كبير على جميع أنشطة وبرامج محو الأمية وتعليم الكبار، وتلقي بثقلها على أداء الجهاز بشكل واضح، وهي وبحسب حجم التأثير:
– ارتفاع أعداد الأميين إلى مستويات قياسية في البلد وعدم تغطية برامج محو الأمية وتعليم الكبار للحد الأدنى من المستفيدين خلال العشرين عاماً الماضية.
– توقف رواتب المعلمين دون وجود بديل.
– ضعف الإنفاق الحكومي على برامج محو الأمية وتعليم الكبار، وشحة موارد الجهاز.
– عدم توفر البيانات الإحصائية الوطنية المحددة بدقة لأعداد وأماكن الأميين.
– عدم وجود نظام وطني للتعليم المستمر وبقاء مرحلة “التكميل” غير متاحة للمستفيدين منذ تأسس الجهاز وحتى اليوم.
– عدم تحديث واستكمال البنية التشريعية وإصدار اللوائح التنظيمية والأدلة.
ماذا عن أبرز احتياجات الجهاز في الوقت الراهن؟
– هناك الكثير من الاحتياجات التي يتطلبها عمل الجهاز وبرامج محو الأمية وتعليم الكبار في الجمهورية اليمنية بشكل عام، وكما أسلفنا فإن القضايا الحرجة التي يعاني منها مجال محو الأمية قد أنتجت أولويات رئيسية – سبق الإشارة إليها أيضاً، – هذه الأسس هي المنطلقات التي يجب علينا جميعاً الانطلاق منها لتحقيق الأهداف التي تسعى الدولة بمشاركة المجتمع إلى تحقيقها، وبصورة أوسع فإن الجهاز كجهاز فني تعليمي تربوي ثقافي ومن أجل تعزيز أدائه في تقديم خدماته وتطوير القطاع المعني فيه يحتاج مساندة عاجلة من حكومة الإنقاذ الوطني بالدرجة الأولى لتنفيذ عدد من الخطوات في خمسة مجالات تتلخص في: مجال التشريعات، التطوير المؤسسي، البنية المادية، الموارد البشرية، الموارد المالية.
أستاذ فؤاد؛ نترك لكم حرية إنهاء هذا اللقاء، ماذا تقول؟
– أتوجه إلى المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية بضرورة التنسيق معنا وتوجيه أنشطتهم وبرامجهم نحو محو الأمية وتعليم الكبار، كما أدعو الأجهزة الإعلامية الرسمية إلى إعطاء اهتمام ومساحة أكبر لقضية محو الأمية والتعريف بخطورتها وأضرارها، كما أدعو أفراد المجتمع إلى حث الأميين على الالتحاق بفصول محو الأمية وتعليم الكبار من اجل التخلص من الأمية والجهل والبطالة.