صومل: الشهيد أكمل المؤمنين إيماناً وأصدق المسلمين إسلاماً وأرفع المتقين مقاماً
الشهادة في سبيل الله.. قيمة إنسانية تحيي الأمم والشعوب وتصون الحقوق
السودي:الشهداء ضيوف الله.. وهم في حالة من الفرح والاستبشار الدائم
العزي: الشهداء هم من تقهقر أمامهم كل جبار عنيد
في خضم الانتصارات العظيمة والمتلاحقة التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية ومع اقتراب موعد النصر المبين، يحيي أبناء شعبنا اليمني الذكرى السنوية للشهيد.. هؤلاء العظماء الذين حملوا راية الجهاد وثقافة الاستشهاد هم من قدموا أرواحهم رخيصة لنصرة الحق وعوناً للمستضعفين، هم من لان لهم الحديد وتقهقر تحت أقدامهم كل جبار عنيد هم ضيوف الرحمن الأزليون، هم أكمل المؤمنين إيماناً وأرفع المتقين مقاماً هذا ما أكده لـ»الثورة» نخبة من الكتاب والمثقفين.. مثمنين في نفس الوقت تضحيات الشهداء العظيمة والتي أثمرت نصراً وعزة وقوة وصموداً ابهر العالم.. ومؤكدين أيضا على ضرورة التحلي بأخلاقهم العظيمة والسير على مبادئهم والمضي نحو تحقيق الأهداف التي جاهدوا واستشهدوا من أجلها.. وإليكم الحصيلة:
الثورة / حميد حسين القطواني
في البداية تحدث الأستاذ/ علي عبدالله صومل – كاتب وباحث قائلاً: الحديث عن الشهيد حديث عن مكارم الأخلاق ومحامد القيم، حديث عن فضيلة الإيثار وسجية الكرم بل عن أزهى صور التضحية وأسمى معاني السخاء لم يشحوا بأنفسهم النقية وأرواحهم الزكية تلبية لدعوة الله ونصرة للمستضعفين من عباد الله بل جادوا بها بملء إرادتهم ومنتهى رغبتهم، فهل بعد هذا العطاء من عطاء؟ نعم لا يفوق هذا العطاء إلا عطاء الله عز وجل الذي عوض الشهداء عن الحياة المحدودة الفانية بحياة سرمدية باقية ونقلهم من ضنك المعيشة في الحياة الدنيا إلى رغد الرزق ورفاهية النعيم في عالم الخلود في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
وأضاف قائلاً: الحديث عن الشهداء يتصل باستنارة العقول وسلامة القلوب واستقامة السلوك، فالشهداء هم أكمل المؤمنين إيمانا وأصدق المسلمين إسلاما وأرفع المتقين مقاما وهل هناك فريضة أعظم من فريضة الجهاد يميز الله فيها الكاذب من الصادق والمؤمن من المنافق والخبيث من الطيب؟ وهل هناك ما هو أفخم من كرامة الشهادة وقداسة الشهيد؟
وأنى لمن يعيشون في قفص المصالح الشخصية الضيقة وسجون المقاصد الذاتية الدنيئة أن يستوعبوا سر الاصطفاء الإلهي والتوفيق الرباني الذي شرَّف صفوة الشباب وخيرة الرجال بأداء فريضة الجهاد الموصوفة بذروة سنام الإسلام والمعبِّرة عن الوصول إلى أعلى درجات كمال الإيمان، ولما صدقوا ما عاهدوا الله عليه في بيع أغلى ما يملكون (أرواحهم الزاكية) أكرمهم الله بالشهادة في سبيل مرضاته وأدخلهم في خاصة أوليائه.
الشهداء انطلقوا ليبلسموا آلام المظلومين ويترجموا آمال الثائرين ويكسروا شوكة المستكبرين، فهنيئاً لهم هذا الفوز العظيم الدائم والشرف الرفيع الخالد وطوبى لمن وفقهم الله في مواصلة الطريق والالتحاق بركب الشهادة ومسيرة الجهاد.
الأستاذ أحسن حسين سعد السودي وأحد الشخصيات الاجتماعية والتربوية بمديرية أرحب وأخ لشهيدين تحدث قائلاً: الشهادة فضيلة عظيمة ومنزلة رفيعة ودرجة عالية حين قال الله تعالى «ولا تحسبن» ليوجه الخطاب إلى نبيه صلوات الله عليه على آله وإلينا نحن وإلى كل مسلم، وإلى كل قريب لشهيد أيضاً وإلى الأمة التي قدمت أولئك الشهداء.. وحين قال في آية أخرى: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ).
«لا تقولوا» و» لا تحسبن» لا يكن في حسبانك، في تقديرك، في ظنك، في توهمك أنهم في حالة من الموت والعناء، بل هم انتقلوا إلى حياة حقيقية طيبة أفضل من هذه الحياة هم ضيوف الله في كرامته هم عنده في رحمته، هم في حالة من الفرح والاستبشار الدائم، لا تقولوا أيضاً وهذا مهم أولاً على المستوى النفسي كل أقارب الشهداء، كل أصدقائهم، كل الذين لهم علاقة بهم قد يتألمون عليهم، قد يشعرون ببالغ الأسف والحسرة على فقدانهم فليطمئن الجميع أنهم انتقلوا إلى ما هو خير لهم، أحسن لهم بما هو عندنا نحن وأفضل لهم من الحياة عندنا نحن حياة أطيب وأهنأ وأسعد وأرقى ولنطمئن عليهم وعلى حالهم.
فوز عظيم
أيضاً يمثل ذلك عاملاً مهماً في إدراك فضل الشهادة في سبيل الله أنها لا تمثل خسارة أبداً، لا خسارة للذين منحهم الله هذا الوسام العظيم ووفقهم هذا التوفيق الكبير وأكرمهم بالشهادة.. فهم فازوا وانتقلوا إلى تلك الحياة الطيبة وإلى تلك المنزلة الرفيعة والعالية ولا خسارة لذويهم وأسرهم وأقاربهم، لا تمثل خسارة أبداً، بل هي فوز عظيم كما ورد في الآية الكريمة ثم ما وراء ذلك جنة الخلد.. ما بعد يوم القيامة ينتقل الشهداء إلى جنة الخلد التي وصفها الله في القرآن الكريم الوصف الكثير والكثير عن كل أنواع النعيم فيها.
وأضاف قائلاً: الشهادة فوز عظيم لأنها ذات أثر إيجابي في واقع الحياة يكتب الله بها في واقع الحياة النتائج العظيمة.. تثمر نصراً وتثمر عزة وتثمر قوة وهي أيضاً ثقافة تحرر الأمة من قيود الخوف ومن أغلال المذلة وتجعل من الأمة التي تنتهج هذه الثقافة والتي تمتلك هذا الاستعداد العالي للتضحية أمة شجاعة لا يرهبها الأعداء ولا تخاف منهم مهما كانت إمكاناتهم ومهما كان جبروتهم وطغيانهم، تجعل منها أمة شجاعة قوية مستبسلة تنزل إلى الميدان بفاعلية عالية وليس بخوف وتردد واضطراب وقلق.
صناع النصر
وأردف قائلاً: الشهداء هم أساتذة في هذه المدرسة المعطاءة والعظيمة والمهمة والأخلاقية.. نتعلم منها السمو الروحي والأخلاقي نرى فيهم الواقع التطبيقي عندما حملوا تلك الروحية، عندما حملوا تلك الأخلاق وتلك القيم، عندما جسدوها واقعاً وفعلاً وعملاً والتزاماً كيف كانت النتيجة، كيف كانوا في صبرهم، في صمودهم، في تضحياتهم، في عطائهم، في أخلاقهم العالية جداً التي تجعل منهم نعم القدوة ونعم الأسوة.. فلولا الشهداء وعظمة تضحياتهم لما تنفسنا يوماً ذرة من الحرية ولما عرفنا الكرامة وما كان ليشع نورنا لولا عظمة الشهداء لما تعلم العالم من صمودنا.
لولا عظمة الشهداء لما كان لليمن المكان العظيم مثلما هو عليه اليوم وليس هناك أحد خدم البشرية بمقدار ما خدمها الشهداء لأنهم وحدهم من يفتحون الطريق للآخرين.. هم من يصنعون للأمة مجدها وتاريخها وعزتها وكرامتها واستقلالها ومستقبلها، هم من استطاعوا أن يصنعوا للشعب اليمني وللأمة النصر في زمن الهزائم والخضوع والإذعان لأمريكا والتطبيع مع إسرائيل، الشهداء هم من صنعوا لنا بأرواحهم معراجاً إلى النصر المبين وبدمائهم عبَّدوا لنا وللأمة طريق الحرية والاستقلال، ثم نالوا الوسام الرباني ليكونوا أحياء عند ربهم يرزقون، فسلام الله عليهم يوم ولدوا ويوم جاهدوا ويوم استشهدوا ويوم صاروا عند ربهم أحياء يرزقون.. وفي الأخير نقول لشهدائنا العظماء، اطمئنوا مازلنا في متارس قتالكم.. نقاتل قاتليكم.. ونجاهد أعداءكم وننتظر ونشتاق للشهادة كاشتياقكم، سبقتمونا بإيمانكم وأحييتمونا بدمائكم التي حملناها في أعناقنا لمواصلة نهجكم، فتنعموا بما أكرمكم الله به واستبشروا لنا لنلحق بكم.. فالشوق يزداد والفراق قد طال.. واللقاء قد حان « ومنهم من ينتظر».
نجدِّد العهد
من جانبه تحدث الأخ / حمزة محمد العزي – ابن شهيد وناشط ثقافي – حيث قال:
تمر علينا في هذه الأيام ذكرى عظيمة، ذكرى لها عظمتها الكبيرة وذلك لعظمة أهلها الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله ومن اجل إعلاء كلمة الله، ونصرة للمستضعفين، إنها الذكرى السنوية للشهيد، فالشهيد له مكانة رفيعة وعظيمة
– وأضاف قائلاً: إن إحياء هذه المناسبة يدفعنا لنتذكر تلك المواقف العظيمة والمشرفة التي سطرها أولئك الأبطال بدمائهم الطاهرة في ساحات القتال، فالشهداء عندما تحركوا للجهاد في سبيل الله تحركوا بحركة القرآن بحركة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله تحركوا بائعين أنفسهم لله سبحانه وتعالى وذلك عندما عرفوا الله المعرفة الكاملة.
– وأردف قائلاً: الشهداء هم من ضحوا بدمائهم الزكية، شهداء عند الله تعالى، شهداء على الناس عن سبيل سلكوه. ورب عبدوه وعلم هدى تولوه، وقضية قاموا عليها، وصمود وثبات وصبر كانوا عليه، فحازوا نصراً وتمكيناً وعزة وكرامة وحرية ورضواناً من الله تعالى عن نفوس باعوها وفازوا فوزا عظيما، فما أعظمها من تجارة، فالشهيد وهو في لحظة التسامي فوق الغرائز العمياء، عندما يثبت في مواجهة الأعداء، ويعلو فوق هامات المجد، وقتها يتحقق فيه الإنسان الكامل الذي ترفع له التحية وتسجد له الملائكة في السماء.
– وأضاف: أن عظمة وقدسية الشهادة في سبيل الله هي الدافع الذي جعل الشهداء يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الله، فالشهداء هم مدرسة متكاملة نعرف من خلالها قيم الإسلام وقيم الأخلاق والمبادئ الإيمانية وهم من لان لهم الحديد وتقهقر أمامهم كل جبار عنيد، فسلام ربي عليهم أجمعين.
واختتم العزي حديثه قائلاً: من الواجب علينا أن نبادل الوفاء بالوفاء لأهل الوفاء برعاية أسرهم وأبنائهم الرعاية الكاملة ومن خلال هذه السطور أجدد العهد لوالدي الشهيد وأقول له: «لك العهد والوعد يا والدي ولكل الشهداء أننا على خطاكم ماضون وفي دربكم سائرون حتى تحرير القدس الشريف من دنس اليهود أو نلقى الله شهداء في سبيله».