حسن الوريث
في أغلب بلدان العالم لا يوجد وزارة اسمها وزارة الشباب والرياضة، فكل قطاع مستقل بذاته أي أن الرياضة لها وزارة مستقلة بذاتها وقطاع الشباب له هيئة تنظم شؤونه تختلف مسمياتها بحسب رؤية كل بلد، ونحن هنا مازلنا نعمل وفق نظرية جدتي سعيدة التي قالت زمان إن الرياضة والشباب وزارة واحدة وكل وزير يأتي يتمسك بهذه النظرية وكأنها دستور وقانون والمعنى الخفي أنهم لا يريدون التفريط بجزء من الثروة لجهات أخرى على اعتبار أن التفريط بقطاع سيعني فقدان موازنته وهذا هو الأهم لديهم.
اعتقد أن نظرة الحكومة إلى قطاع الشباب والرياضة يجب أن تتغير والبداية لا بد أن تكون من فصل الرياضة عن الشباب على اعتبار أن مشاكل الشباب والرياضة في اليمن تتفاقم وتتزايد بشكل كبير إلى درجة أصبح من الصعب السيطرة عليها ووضع الحلول الناجعة لها ووزارة الشباب والرياضة لا تدري من أين تبدأ؟ وكيف تعمل؟ أيهما أولى بالحل مشاكل الرياضة أم مشاكل الشباب؟ وبالتالي فإنه ومن وجهة نظري أن أحد الحلول لمشاكل الشباب والرياضة في اليمن يكمن في فصل الشباب عن الرياضة وذلك بإنشاء وزارة للرياضة ومجلس أعلى للشباب أو العكس المهم أن يكون هناك فصل تام بين القطاعين لخدمة الرياضة والشباب.
ونحن سنقول للحكومة الموقرة يمكنكم دراسة تجارب البلدان التي فصلت الرياضة عن الشباب وكيف أنها نجحت إلى حد كبير في الارتقاء بالرياضة كون الجهد تركز على الرياضة وكيفية تطويرها فعندما نجمع الرياضة والشباب في وزارة واحدة تزيد الأعباء لأن الوزارة تحمل هموم الشباب والرياضة وكل له مشاكله والتزاماته أضف إلى ذلك أننا في اليمن إمكانياتنا وبنيتنا التحتية الرياضية ضعيفة جداً وهذا يؤكد ضرورة فصل القطاعين.
أتمنى أن نعمل جميعاً من أجل الوصول إلى الرؤية الصحيحة لتطوير الرياضة في اليمن وأيضاً الاهتمام بالشباب من خلال تقديم مشروع علمي يواكب التطورات الهائلة في الرياضة، فالعالم يعيش الآن ثورة رياضية ونحن مازلنا في أسفل السلم الرياضي وما زلنا نتخبط بين الرياضة والشباب وهل من الأفضل فصل الرياضة عن الشباب أم بقاءهما في كيان واحد.
ألم يحن الوقت لأن تنظر الدولة والحكومة إلى هذا القطاع الهام وتركز جهدها على انتشاله من الأوضاع المأساوية التي يعيشها الرياضيون والشباب وتعرف الحكومة أن هؤلاء يقعون تحت مسؤوليتها وأن اهتمامها بالشباب والرياضة من شأنه أن يسهم في تطور البلد وتقدمه، فالشباب هم مستقبل الوطن وعنوان تقدمه.
وبما أننا نخطط لتنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة فإنني من هنا أكرر وأجدد الدعوة للحكومة للانطلاق بالرياضة والشباب إلى رؤية سليمة تنطلق من الواقع وتلبي احتياجات وطموحات الرياضيين والشباب وتنطلق بالرياضة اليمنية إلى مستقبل أفضل يليق بمكانة اليمن ودراسة مقترح فصل الرياضة عن الشباب وأن تكون ضمن خطة الحكومة في الرؤية الوطنية العمل على فصل قطاع الشباب عن قطاع الرياضة وتغيير نظرية الجدة سعيدة بنظرية أخرى حديثة تواكب التطورات في عالم الرياضة.