مخاطر تناول المهدئات المحظورة بدون وصفة طبية
مسكنات ومهدئات محظورة يتناولها البعض بدون وصفة من طبيب مختص
مسكنات ومهدئات كيمائية محظورة يتناولها البعض، فأدخلتهم في دائرة الإدمان وأصبحت مادة أساسية في أجسادهم تحت ذرائع واهية، فمنهم من يتعاطاها بحُجَّة تعديل المزاج، وآخرون يظنون أنها تزيد القدرة على الإنتاج، ومنهم من يتمسك بها وكأنها العامل السحري الذي يجعل من أوراق القات منشطا ذا فاعلية ومذاق خاص، فيما البعض يتناولها لمجرد الشعور بألم بسيط في الرأس.. والملاحظ أن استخدامها يتزايد بشكل لافت خلال فصل الشتاء.. «الثورة» بحثت عن أسباب اتساع رقعة استخدامها بين أفراد المجتمع وانتشارها في الصيدليات وصرفها بدون أي وصفة طبية.. فلنتابع :
الثورة / حاشد مزقر
بحثنا عن بعض ممن أدمن وامثل هذه المهدئات والمسكنات في المجتمع فتحدث إلينا مجاهد سوى –طالب- الذي قال: بدأت تناول حبوب الـ (ديزبام) بعد تخرجي من الثانوية العامة العام الماضي وبسبب الفراغ القاتل والسهر على الإنترنت طوال الليل بالإضافة إلى تناولها من قبل العديد من أصدقائي في الحي، أما بالنسبة لي فإني أتناول هذه الحبوب بعيدا عن عيون والديّ حيث نجتمع في المقيل (التخزينة) عند أحد الأصدقاء..
يضع رشيد 4 حبات من حبوب الديزبام في مشروب الطاقة الذي يشربه أثناء تناول أوراق القات ويضيف : لم يحدث أن نصحني أو أرشدني أحد الأصدقاء بخطورتها إلا بعدما أدمنتها..
وليد البجل يتصف بالعصبية الزائدة والمزاج المتقلب والتهور في بعض الأحيان ثلاثة أسباب جعلته -بحسب رأيه -مدمنا لـ(البثدين) وهي مادة مخدرة محظورة تستخدم كمسكن للألم شديد وفق ضوابط محددة.. يقول وليد: أصبحت أستخدم هذه المادة بشكل كبير وبدون أي دواع للاستعمال فكل لحظة أشعر فيها بالتعب أو أفقد أعصابي فيها وربما يصدر مني سلوك لا إرادي أتوجه سريعا صوب تلك الحبوب، ويبدو أن هذه السلوكيات بسبب إدماني.. كما يقول إنه يضطر كثيرا لاستخدام هذه الحبوب في أوقات المقيل بسبب آلام الأضراس الشديد التي تظهر له فجأة بسبب القات وهذه الحبوب كفيلة بتهدئة الألم.
عقاقير مخدرة
أنواع عديدة من الحبوب ينجر بعض الشباب والمراهقين إلى تعاطيها سواء من باب الفضول أو التجربة، فيما يتعاطاها البعض الآخر خلال فترة الامتحانات وخلال تعاطي وريقات القات اعتقادا منه أنها تزيد التركيز وتساعد على السهر وتخفيف آلام الرأس.
يقول الدكتور عمر جابر -أخصائي أمراض نفسية وعصبية: أكثر الحبوب تعاطيا من قبل بعض الأشخاص هي حبوب (الديزبام) والتي تحدث تغيرات في الحالة النفسية والإدراك والرؤية والإحساس بالوقت والمكان (المرحلة النفسية) وغالبا ما يصل المتعاطي لهذا النوع إلى أعراض جانبية خطيرة كتوسع حدقة العين وارتفاع درجة الحرارة وفقدان الشهية وصعوبة التركيز والتفكير وارتجاف الأطراف، إضافة إلى تغيرات عديدة في الأحاسيس والمشاعر وظهور ردود أفعال عدائية.
ويحذر الدكتور عمر من خطر ما يسمى بـ(حبوب الهلوسة) فيقول : ومن أخطر هذه الحبوب (الكبتاجون) التي تجعل متعاطيها ضعيف الشخصية دائم القلق إضافة إلى الهلوسة السمعية والبصرية، كما يعتبر (الترامادول) من أخطر أنواع مسكنات الألم وكذلك (الأرتين) وكل هذه تدرج ضمن قائمة (المخدرات) في الإدراة العامة لمكافحة المخدرات.
تأثير المتعاطي على المجتمع
ويكشف الدكتور عمر عن الأثر السلبي الذي يطال المجتمع من مدمني هذه العقاقير المخدرة فيقول: الإدمان والفشل في محاولة التخلي عن استعمال العقار المخدر مرارا وتكرارا والقيام بتصرفات وسلوكيات غير أخلاقية وخارجة عن اشقانون بهدف الحصول على العقار المخدر واللجوء إلى الاستدانة والسرقة إضافة إلى التصرف بتهور وعدم الاهتمام وتعريض الآخرين إلى الخطر.. كل هذه الأخطار يكمن وراءها شعور خاطئ بأن هذا العقار سيحل جميع مشاكله الشخص المدمن لها.
مخاطر استخدام المسكنات عشوائياً
عادة تؤخذ مسكنات الألم عند الشعور بأي ألم، وهي غير صحية إطلاقا، ويعتبر أخذ مسكن للألم آمنًا إذا اتبعت الإرشادات التي قدمها الطبيب، فاستخدام المسكنات مقابل كل التواء أو ألم بسيط في الجسم يمكن أن تكون له آثار ضارة قصيرة وطويلة الأجل على جسم الإنسان، لأن مسكنات الألم مصنوعة من مواد كيميائية ويجب استخدامها تحت إشراف الطبيب.
ووفقا لتقارير طبية فإن سوء الاستخدام يمكن أن يؤدي إلى التسمم الذي قد تكون له عواقب تهدد الحياة، كما أن تناولها فترة طويلة جدا يعد من سوء الاستخدام، وبحسب التقرير فإن أخطر العواقب الصحية عند تناول الكثير من المسكنات الآتي:
– مضاعفة نزلات البرد والإنفلونزا:
يعتبر تناول مسكنات الألم لمحاربة آلام الجسم الناجمة عن الإنفلونزا فكرة سيئة، خاصةً إذا لم ينصح الطبيب بذلك، فوفقا لدراسة في مجلة الأمراض المعدية ، فإن تناول مسكن للألم للحد من الإنفلونزا يمكن أن يجعل حالتك أسوأ، فقد يزيد من انتقال الإنفلونزا بنسبة 5 %.
– تطور آلام الصداع:
تناول مسكنات الألم لعلاج الصداع قد يضر أكثر مما ينفع، لأن الأشخاص الذين يتناولون الكثير من مسكنات الألم لعلاج الصداع قد يشعرون بنوبات أشد من الصداع.
– زيادة خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتة الدماغية:
إذا مر أي إنسان بنوبة قلبية سابقة يجب عليه عدم تناول أي دواء دون موافقة الطبيب، حيث أن تناول مسكنات الألم بعد نوبة قلبية يزيد من خطر الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية أخرى في غضون عام بنسبة 59 %.
– تلف الكلى:
قد تتسبب مسكنات الألم في تلف الكلى، لأن أخذ الكثير منها يمكن أن يتداخل مع تدفق الدم إلى الكلى، ما قد يسبب الحساسية أو الإصابة بتلف الكلى.
صيدليات مخالفة
بعض الصيادلة يقومون بصرف الأدوية المخدرة بدون وصفات طبية.. هذه الإشكالية تطرقت إليها الهيئة العليا للأدوية ووصفتها بالمعضلة، حيث ذكرت الهيئة في تقرير صدر مؤخرا أن “هناك نوعاين من المواد المخدرة يؤديان إلى الإدمان، النوع الأول : مسكنات الألم الشديدة مثل المورفين والبثدين وهي مواد مخدرة تستوردها الهيئة لتلبية احتياجات المستشفيات العامة ومركز الأورام، فيما تتكفل الشركة اليمنية للأدوية بتزويد المستشفيات الخاصة بهذه الأدوية التي يتم صرفها بطرق محددة ويتم رفع تقرير سنوي عن الجهات التي صرفت لها إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات.
النوع الثاني: المؤثرات النفسية، وهي الأدوية المنومة والمضادة للأرق والقلق والتي لا يتم بيعها إلا للصيدليات المرخصة.
وعن الأسباب التي تؤدي إلى انتشار هذه العقاقير المخدرة تؤكد الهيئة أن بعض الأطباء لا يلتزمون بالوصف الصحيح لهذه الأدوية التي لا ينبغي صرفها إلا من طبيب مختص ،وتحذر الهيئة من صرف هذه الأدوية إلا بوصفة طبية من طبيب مرخص له وهم أطباء الأمراض النفسية والعصبية، كما أن بعض الصيادلة يقومون بصرف الأدوية بدون وصفة طبية، وتنوه الهيئة “لصيدليات لا تتبع الهيئة العامة للأدوية وإنما تتبع وحدات السلطات المحلية على مستوى المحافظات والمديريات لذا نطالب بإبلاغنا بأي مخالفات تسجل ولن نتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الصيدليات المخالفة”.