طهران/
نشرت القناة الإخبارية الإيرانية، تسجيلاً صوتياً للعالم الإيراني الشهيد محسن فخري زادة قال فيه إن “تعاليمنا فيها خطوط مُشخصة ومحددة، أولها محاربة الاستكبار والدفاع عن المظلوم أينما كان. وعدم التعايش والقبول بوجود الاستكبار. “أشداء على الكفار”. انظروا للحاج قاسم (الشهيد قاسم سليماني)، أليس مصداقاً كاملاً لهذه الآية؟”.
ويلفت في سياق الحديث إلى التباينات السياسية الداخلية في إيران “لا تجعلوها مسألة فريق أحمر وفريق أزرق، ومن يكون في الفريق الأحمر هو صديقي ومن يكون في الفريق الأزرق هو عدوي، من كان إصلاحياً هو عدوي ومن كان أصولياً هو صديقي، أو العكس، هذا خطأ! إن تكن مبارزاً للاستكبار فأنت رفيقي، إن كنت تدافع عن المظلوم أنت رفيقي، عندما تكون بعيداً عن أهوائك وعن طلب الدنيا نكون سوياً، هذه هي المعايير الأصلية”.
زادة يضيف “من نظر السيد القائد (المرشد السيد علي خامنئي) والحاج قاسم، والأعزاء الآخرين، إذا اختلفوا مع شخص لم يكن من منظور إصلاحي ضد أصولي أو أصولي ضد إصلاحي”.
ويشدد في التسجيل الصوتي على أنه “ليس ممكناً الوثوق والقبول بأمريكا، لا يمكن التعايش مع فكرة مهادنتها، ما دامت حاضرة بأفعالها، بل يجب علينا أن نبقى على خطى الإمام الخميني. وهنا لا مجال للتعايش والقبول بأفعالها، وإن هذه الشهادة ونوعها [شهادة قاسم سليماني] قد جعلت هذا الأمر جلياً، أن هذا الشيطان المخادع، لا يمكن الوثوق بحروفه وكلامه وأفعاله، لقد ضرب وقتل برسالة أنه يريد التصعيد”.
وتساءل زادة “نحن مع أي نوع من الموجودات نتعامل؟ كيف بنا أن نذهب ونتفاوض معه؟ كيف تريدون الذهاب والتفاوض معه؟ لكي يحصل ماذا؟ ماذا سيتغير؟ تريدون أن يصبح الوضع أسوأ؟ ليس لدينا الدواء [لا يمكن استيراده بسبب الحظر]، ليس لدينا دولاراً، لا يمكننا بيع نفطنا، وغيرها، نجلس ونتفاوض على ماذا؟”.
ويؤكد أن “المسألة هنا ليس أن نوافق أو نخالف بحسب الجهة المطالبة بين إصلاحي أو أصولي، المسألة هي أن هذا الذئب [أمريكا]، ذئب، وما دام له هذه الخصال الذئبیة التي يفسد بها في الأرض ويهدد ويتحدث بوقاحة وبدون احترام في المقابل، فلا يجب أن نجلس لنتفاوض معه”.
وكانت وزارة الدفاع الإيرانية أعلنت يوم الجمعة الماضي، استشهاد رئيس منظمة البحث والتطوير في الوزارة محسن فخري زادة، مؤكدة أنه “لم تنجح محاولات إنقاذ فخري زادة وفارق الحياة”.
وقالت وزارة الأمن الإيرانية “كشفنا أطراف خيوط حول منفذي اغتيال زادة”.
وأقرّ مسؤول استخباري إسرائيلي لصحيفة “نيويورك تايمز” باغتيال تل أبيب للعالم الإيراني محسن زادة. وأشار إلى أن “إسرائيل” ستتخذ أي خطوات ضرورية ضد البرنامج النووي الإيراني.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تلميحه إلى “مشاركة إسرائيلية محتملة باغتيال زادة”.
وتوعّد مسؤولون إيرانيون بالانتقام لعملية اغتيال المسؤول في وزارة الدفاع محمد فخري زادة.
وشيّع صباح الإثنين الماضي جثمان الشهيد زادة في العاصمة طهران، واقتصر التشييع على كبار القادة العسكريين من دون مشاركة جماهيرية بسبب وباء كورونا.
وقال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي خلال مراسم التشييع: “لن يمر أي إرهاب أو عمل غبي بدون رد وستتم معاقبة الجناة”.