استهداف لمشروع يكشف مخططات العدوان التدميرية للقطاعات الحيوية
الثورة /
استمراراً للسلوك الأرعن الذي انتهجته قوى العدوان في بلادنا، الطائرات تواصل قصف المنشآت ذات العلاقة بحياة الناس وبيئتهم.
قبل يومين شنت طائرات العدوان سلسلة من الغارات على العاصمة صنعاء ليظهر أن واحداً من المواقع التي استهدفتها الغارات بشكل ملفت مشروع النظافة بمنطقة عطان.
ومثل هذا النوع من من الاستهداف المخالف للقوانين الدولية في الحروب له تداعيات على حياة الناس، فتعطُّل جهاز النظافة عن العمل يعني انتشاراً كبيراً للمخلفات ومن ثم للأمراض والأوبئة.
ووفقاً لإحصاءات رسميّة، فقد نجم عن القصف تدمير ثمان من معدات مشروع النظافة دمرت كلياً، جراء استهدافها بصورة مباشرة من قبل طيران العدوان، في حين خرجت الورشة عن العمل بنسبة 60 % ما يؤثر بشكل مباشر على عملية إصلاح وصيانة أكثر من 300 معدة وآلية نظافة تخدم سبعة ملايين من سكان العاصمة.
وقد قام الأخ حمود مُحمّدْ عُباد -أمين العاصمة- بزيارة ميدانيّة إلى عين المكان، وذلك للاطلّاعْ على حجم الأضرار التي تَعَرّضْ لها المشروع ، جرّاء القصف.
وفي الزيارة، استمعٍ أمين العاصمة ومعه الوكيل المساعد لقطاع النظافة محمد عبدالرحمن شرف، ومديرا صندوق النظافة فضل الروني والمشروع إبراهيم الصرابي، من مدير ورشة الصيانة المهندس جمال جيش، إلى شرح حول الدمار والخسائر الكبيرة التي تعرضت لها ورشة صيانة معدات النظافة.
وفي تقرير صحفي نشرته وكالة سبأ، أدان أمين العاصمة جريمة استهداف العدوان لمعدات وآليات النظافة ومنشأة مشروع النظافة بأمانة العاصمة، مشيراً إلى أن استهداف مشروع النظافة يكشف مخططات العدوان التدميرية للقطاعات الحيوية والخدمية.
الأمين عُباد، وفي سياق تصريحه، أكد أن تحالف العدوان يمعن بجرائمه المستمرة في تدمير البنى التحتية وقتل المدنيين والأبرياء على مدى قرابة ست سنوات، محملاً العدوان والمجتمع الدولي كافة تداعيات هذه الجرائم المستمرة بحق الشعب اليمني.
ولفت إلى أهمية قطاع النظافة الذي يعد من أكبر القطاعات الخدمية بأمانة العاصمة، لارتباطه المباشر بحياة المواطنين، منوهاً بالمشاريع التطويرية والتنموية التي شهدها مشروع النظافة من خلال رفده بمعدات وآليات جديدة وكمية من صناديق جمع المخلفات وتأهيل المقلب الرئيسي والورشة وغيرها.
بمُوازاة ذلك، أصدر صندوق ومشروع النظافة بأمانة العاصمة، بياناً، أدانوا -خلاله- استهداف طيران العدوان بغارتين منشأة مشروع النظافة بمنطقة عطان.
واعتبر الصندوق والمشروع -في بيان مُشترك لهما استمرار تحالف العدوان في استهداف منشآت قطاع النظافة والبيئة بأمانة العاصمة، جريمة حرب وإبادة جماعية ضد المدنيين، لما لها من آثار في انتشار الأمراض والأوبئة، علاوة على كونها تفاقم الأوضاع الصحية والمعيشية للمواطنين.
وأكد البيان: إن هذا الاستهداف، يمثل خطراً ينذر بكارثة بيئية وصحية، جراء تدمير العدوان لمنشآت ومعدات وآليات صندوق ومشروع النظافة، الأمر الذي يعيق تنفيذ مهام وأنشطة النظافة ورفع المخلفات.
ولفت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها طيران العدوان منشآت قطاع النظافة والبيئة، حيث دمر الطيران -في وقت سابق وبشكل كلي- منشأة تدوير المخلفات الخطرة والطبية بتكلفة مليون وثلاثمائة ألف دولار، والتي كانت قيد الافتتاح، كما قصف مشروع النظافة والمقلب الرئيسي للمخلفات واستهدف مبانيه بشكل مباشر، وتسبب أيضاً في تضرر بعض السيارات واستشهاد بعض السائقين والعمال.
جديراً بالذكر، أن استهداف المرافق المدنية، والمُنشآت الخدميّة، يُعدُّ -وفق القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي الجنائي- جريمة حرب مكتملة الأركان، فضلاً عن كون تعريض حياة المدنيين للخطر، واستهداف مقومات حياتهم، تُعدُّ جميعها وفق القوانين الدولية، جريمة حرب.
وتُعدُّ دول العدوان، هذا القصف، بمثابة الرهان -الذي تراه نافعاً للوصول إلى أهدافها- حيث تراهن على الحصار وورقة مقومات العيش الأساسية والخدمات العامة، وهو الرهان الخاسر والفاشل والذي يأتي بتواطؤ العالم أجمع، وصمت مخز من قبل الأمم المتحدة.
وأمام هذه الغارات -التي تأتي استمراراً للغارات التي لم تتوقف طوال أكثر من 2.000 يوم من العدوان- لا يزال أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية يسطرون أروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء محققين الانتصارات تلو الانتصارات، وفارضين على تحالف العدوان ومُرتزقته، معادلات جديدة في المواجهات، لاسيّما في ظل تنامي قوة الردع اليمني التي حقّقتْ الكثير من التحولات النوعية، والإنجازات الفريدة، وكان لها أبلغ الأثر في ترجيح كفة الجيش واللجان، فتحررت نهم والجوف والبيضاء، وهاهي مأرب قاب قوسين أو أدنى من التحرر والعودة إلى حضن الوطن.