“قاع شرعة” يحتفل بالذهب الأخضر

 

م. وليد احمد الحدي*

احتفل قاع شرعة بموسم حصاد الذهب الأخضر(القمح) كما احتفلت به الجوف قبل عامين تحت شعار “نأكل مما نزرع”، وكما ستحتفل به بقية الوديان والحقول الممتدة على ربوع السعيدة في يوم من الأيام.
الاحتفال بمشروع حصاد ألف طن من القمح لا يعني حصاد بضعة أطنان تسد جوع جزء من اليمنيين فحسْب، بل هو احتفال واحتفاء بتدشين مرحلة هامة وحدث استثنائي لم يشهد له اليمن مثيلاً خلال السنوات الأخيرة، ذلك يعني اكتفاء ذاتياً من أهم سلعة غذائية يَحمل ملايين اليمنيين ممّن سَحقتْهم ظروف الحرب همْ الحصول عليها، احتفال بأنه لا إملاءات أو شروط مقابل صدقات يتبعها مَنٌّ وأذى، يعني أنّ سيادة حقيقية ما ستكون هي العُنوان الأبرز على الأقل في هذا الجانب خلال المرحلة القادمة، وأن ما من أحد مصيره ومصير أبنائِه سيَكون معلّقا على كشوفات عاقل حارة أو مسؤول منظمة..!!
معناه أنّ ثمّة إنجازات ستُلهم الكثير من روّاد الأعمال للاستثمار في مجال خصب سيَعود حتماً عليهم وعلى بلدهم بالمال الوفير وفُرص العمل.
وإذا كان ذلك جزءًا مما سنَحتفل به في هذه المرحلة، فالمؤشرات توحي بأننا سنحتفل أيضاً خلال المرحلة القادمة بإنتاج وفير من البُن والرمّان والعسل اليمني, لأني أجزم أنها أصناف لا يوجد لها مثيل على سطح الكوكب، وتوجّه قطاع واسع من الشباب الرائد ورجال الأعمال نحو تسويق وإنتاج هذه الأصناف يؤكد أن اليمن كما كان سعيداً سيعود بإذن الله أسعد، المُؤشرات والحمدلله جليّة ولا نحتاج سوى أن نَبني عليها ونتشارك جميعاً في صُنع هذا النجاح.
لَكَم هو رائع ونحن نشهد حصاد مائة طن قمح من مساحة زراعية بسيطة أن نمضي قدماً في اتجاه مرحلة ستكون فيها كُلفة زراعة وإنتاج القمح أقل من قيمة استيراده، لا نمتلك إزاء هذا الإنجاز العظيم إلاّ أن نُقبِّل تلك الأيادي التي يُحبها اللهُ ورسوله، تلك الأيادي العاملة التي ستكْسِر الحصار على شعبنا وترفع اسم اليمن عالياً خفاقا.
نُوجِّه ألف تحية وسلام لِكُل فلاح وعامل في ريف اليمن بجبالها وسهولها، ولكل جندي مجهول في المؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة ومؤسسة تنمية وانتاج الحبوب وهيئة البحوث والإرشاد الزراعي وجميع المؤسسات الزراعية، نقول لهم سلمت الأيادي.
ولا يَسعُنا في هذه المناسبة إلا أن نؤكّد على أهمية الاستعانة بالوسائل الزراعية الحديثة والاستفادة من مميزات الطاقة الشمسية والاعتماد على البذور المحسنة التي تضمن الإنتاج الوفير وتقلّل من تكاليفها، ذلك هو ما نحنُ بحاجة اليه في المرحلة الراهنة، وهو ما يجب التركيز عليه لديمومة الإنتاج.
هذا هو هدفنا وحُلمنا القادم وبمقدورنا تحقيقه.
* رئيس الجمعية اليمنية لحماية وتشجيع الإنتاج المحلي

قد يعجبك ايضا