الثقافة القرآنية ودورها في مواجهة الحرب الناعمة
رويدا البعداني
تتكشف أوجه الحقيقة يومًا بعد يوم، وتظهر لنا الأحداث مرتبة بدون تغييب منذُ بداية الحروب الست؛ ليدرك العالم أن الجرح الذي تعامى أمره بالأمس سيتحول إلى نيران لاهبة تكشف نوايا المعتدين، وستظهر بأثر تلك الحروب مسيرة حاشدة أساسها ثقافة قرآنية حقة. ثقافة جليلة وجلية تطلق عنان التغيير وتضيفه إلى العالم من جديد، بعدما أصبحت الثقافات مغلوطة ومنقلبة رأساً على عقب، نعم لقد تسرب ذلك التلوث الفكري وغزا عالمنا ببطء وبذكاء وبدهاء. حتى أطفالنا أصبحت عقولهم أصناماً لا حراك لها أمام الأفلام الكرتونية التي تبعدنا عن الدين كل يوم أميالا وأمتارا، أفلام فيها ثقافات تدمر جيلاً بكاملة .
نأتي إلى مرحلة الشباب والتي تعتبر من أهم المراحل الأساسية والتي لابد من أن تُبنى على غرار أخلاقي ثقافي ثابت؛ كونها أهم مرحلة وأشدها خطرًا. فالأزمنة تغيرت، والمقاييس تبدلت، والأخلاق انسلخت، أزمنة وعرة فيها المرغوب حُلل، والمكروه جُمل. وهذا بدوره أدى إلى تفشي وباء الثقافات الغربية بين أوساط المجتمع من كل حدب وصوب، إذ تركت أثرًا هداما في نفوسهم أنساهم قضيتهم الأساسية في الوجود، حتى أصبحوا يقضون معظم أوقاتهم بعيدا عن المنهج الأساسي والديني الذي أمرنا الله به.
هكذا تأسس الوهن في كل أصقاعنا المكانية والزمانية، واستمر الحال إلى أن … إلى أن ماذا ؟! لحظة سأجيب … إلى أن ظهرت الثقافة القرآنية والتي احتوت بما فيها على شرح واف ومقنع ومشبع لكل مدارك العقل، فيها قيم عملية تطبيقية، تخرج العقل من ظاهرة &التصنم& ، وتدفعه إلى الإحساس بالمسؤولية بهذا الدين، وأنقذت بها الهوية الإيمانية والوطنية. نعم الثقافة القرآنية غيرت العقل والفكر حتى ظهرت ثورة على كل الثقافات المغلوطة، وها هي في أوج شبابها تزهو وتكبر مع صغارنا وكبارنا وأحجارنا وأشجارنا، فسلام الله على قائد تلك المسيرة ومن اقتفى أثرها بنية صادقة ونفع بها نفسه والمسلمين.