إسكندر المريسي
مئات الأسرى الفلسطينيين بل الآلاف يرزحون في غياهب سجون الاحتلال الصهيوني ظلما وعدوانا وسط إجراءات تعسفية شديدة تمارس بحقهم من قبل سلطات ذلك الاحتلال، كما تمارس بحقهم أيضا حروب نفسية يومية وحالات تعذيب جسدية مستمرة من قبل العدو الصهيوني الذي احتل وأسر فلسطين من النهر إلى البحر.
فيما العالم المعاصر يتشدق بالحقوق والحريات العامة وتدعو فرنسا أنها مع دولة فلسطينية مستقلة وأنها تطالب -لذر الرماد على العيون- الكيان اللقيط بالنظر بعين التعاطف لقضايا الأسرى الفلسطينيين دونما استنكار من العالم للأعمال الإجرامية العدوانية التي يمارسها العدو بحق الأسرى خصوصا والمواطن الفلسطيني بشكل عام.
وكأن ذلك العالم المعاصر الذي أقام الدنيا ولم يقعدها وأشبعنا حديثا عن الديمقراطية وأشبع البشرية كلاما عن الحرية وحقوق الإنسان، غير معني بما ترتكبه سلطات الاحتلال ضد الأشقاء الفلسطينيين داخل سجون العدو وخارجه يعاني الشعب الفلسطيني من ممارسات وجرائم ذلك الاحتلال وتزداد معاناة السجناء نتيجة المعاملة السيئة واللا إنسانية التي يمارسها جنود الاحتلال، بل إن تلك المعاناة بلغت حد المأساة الإنسانية في ظل صمت مريب من كل دول العالم، بما في ذلك العرب والمسلمون، وكأنهم شركاء أو متواطئون إزاء ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون كما قلنا من معاملات لا إنسانية والتي تصاعدت تلك المعاناة في الآونة الأخيرة بدليل إعلان الأسير ماهر الشلح إضرابه عن الطعام لمائة يوم ونيف، جراء المعاملة المأساوية التي فرضها جلادو سجون الاحتلال وجلاوزة الكيان الصهيوني، الذين لا يحلِّون حلال ولا يحرِّمون حراماً ولا يحترمون كتابا مقدسا ولا شرعاً ولا قانوناً ، انهم بالتأكيد موتى الضمير الإنساني ويشاطرهم العالم بتواطؤ مفضوح، جراء السكوت عما يعانيه الأسير الفلسطيني داخل سجون الاحتلال والذي يعبّر عن تلك المعاناة بالإضراب عن الطعام كدلالة واضحة على بشاعة الجرائم الصهيونية وتجسيد واضح أيضا لحقيقة أن العالم إزاء الحريات والحقوق العامة لا يكيل بمكيالين فحسب، وإنما يتاجر بقضية الشعب الفلسطيني، لأن السياسة الدولية لم تدن جرائم الكيان اللقيط وإنما تستمر جوقة الناعقين بالحديث عن السلام مع ذلك الكيان، فيما تواصل تل أبيب انتهاكاتها لحقوق الشعب الفلسطيني بالقتل والتشريد والأسر ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات .
لذلك ينبغي على الأمتين العربية والإسلامية إدانة جرائم إسرائيل وإظهار مؤازرتها الحقيقية للأسرى الفلسطينيين، كما يجب وقف ما تسمى بمحادثات السلام مع كيان الاحتلال، وإذا كانت هناك من مفاوضات قد يوجبها خيار الضرورة المؤلمة فعلى الأقل أن تكون حول إقناع سلطات الاحتلال بإطلاق سراح الأسرى .
ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال استمرار الكفاح المسلح ضد الاحتلال الصهيوني ومعنى ذلك أن تنفذ فصائل المقاومة الفلسطينية عمليات نوعية تأخذ بعين الاعتبار التركيز على أسر جنود صهاينة من أجل الدخول في مباحثات مع العدو يتم بموجبها تبادل الأسرى، لأن العدو لا يفهم السلام إلا بهكذا لغة.