أفادت وسائل إعلام دولية تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن على منافسه الجمهوري الرئيس دونالد ترامب في ولاية بنسلفانيا الحاسمة، بعد تقدمه بولاية جورجيا، في وقت تحدثت وسائل إعلام عن توفير حماية إضافية لبايدن مع اقترابه من البيت الأبيض.
وأفادت قناة “سي إن إن” أن هيئة الطيران المدني الأمريكية تقيد حركة الطيران فوق مقر إقامة بايدن ومقر حملته بولاية ديلاوير.
وبات بايدن يتقدم على ترامب بفارق 5587 صوتا حتى الآن في بنسلفانيا، ولا تزال عملية فرز الأصوات متواصلة، وفق مراسل الجزيرة.
وكانت شبكة فوكس نيوز ذكرت أن قاضيا فدراليا رفض دعوى طارئة لحملة ترامب (74 عاما) تطالب بوقف عد الأصوات في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا.
من جانبه قال مفوض المدينة لقناة “سي إن إن” إنه سيتم الإعلان عن نتائج فرز 50 ألف بطاقة اقتراع خلال الساعات القليلة المقبلة.
وكانت وسائل إعلام أمريكية قد أفادت بأن الولاية بصدد إجراء تدقيق لنحو 35 ألف بطاقة اقتراع وصلت عبر البريد.
وأشارت إلى أن القضاء أمر الولاية بعدم فرز 29 ألفا منها حتى الخامسة من عصر اليوم بالتوقيت المحلي.
وأضافت وسائل الإعلام أن تلك البطاقات طبعت بشكل خاطئ، وأن السلطات المحلية ستنتظر وصول البطاقات المعاد إصدارها حتى الخامسة عصرا بالتوقيت المحلي قبل استئناف الفرز.
من جهة أخرى أعلنت سكرتيرة ولاية بنسيلفانيا أن عملية الفرز مؤمنة بالكامل وأن قوة هذا التصويت في نزاهته. وقالت: “مستمرون في عد الأصوات واليوم سنحصل على إحصاء كاف لتحديد الفائز”.
واعتبرت السكرتيرة أنه بسبب تقارب النتائج فإن الصورة ليست واضحة الآن، وأضافت: “ليست لدي أرقام نهائية وحالما تتوفر لدينا سنقدمها لكم”. وتابعت: “نحو 99% من الأصوات في بنسلفانيا تم إحصاؤها”.
وأوضحت السكرتيرة أنه لدينا أفراد أمن لضمان سلامتنا وسلامة مراكز الاقتراع. وشددت على أن السياسة الحزبية لا مكان لها في سكرتارية بنسيلفانيا ومهمتنا ضمان انتخابات عادلة.
ويستمر فرز أصوات الناخبين الأمريكيين في ولايات حاسمة وسط أجواء من التوتر، حيث أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزه قبل اكتمال الفرز، في حين أكدت حملة المرشح الديمقراطي جو بايدن أنه يتجه إلى الفوز.
جورجيا
ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن بايدن بات يتقدم على ترامب في ولاية جورجيا بـ 1016 صوتا بعد فرز 99% من الأصوات، وأن عمليات الفرز ما زالت مستمرة.
وإذا تمكن بايدن -الذي حظي حتى الآن بـ 264 صوتا في المجمع الانتخابي- من الحصول على أصوات هذه الولاية التي تمثل 16 صوتا، فسيحرم ترامب من فرصة الوصول إلى 270 صوتا اللازمة له للفوز بولاية ثانية.
ومع تزايد المؤشرات على فوزه بالانتخابات الرئاسية، ذكرت شبكة فوكس نيوز أن الشرطة السرية ستقدم حماية إضافية للمرشح الديمقراطي بدءا من اليوم.
حملة “أوقفوا السرقة”
وعلى صفحة في موقع فيسبوك انطلقت حملة “أوقفوا السرقة” حيث يروج فيها مؤيدو ترامب لنظرية أن الديمقراطيين يريدون “سرقة الانتخابات” الرئاسية عبر عمليات تزوير واسعة.
وانتشرت هذه الشائعات بسرعة هائلة منذ الثالث من نوفمبر الجاري عندما أطلق الرئيس من جديد فكرة محاولة الديمقراطيين “سرقة الانتخابات” وذلك عبر حسابه على تويتر الذي يتابعه 88 مليون شخص.
وكان ترامب قد قال -خلال كلمة له في البيت الأبيض- إنه إذا تم احتساب الأصوات “غير القانونية” فإن الانتخابات ستسرق منه، على حد قوله.
وأكد أنه سيرفع دعاوى قضائية كثيرة ضد نتائج الانتخابات، وضد ما وصفه بـ “النظام الفاسد”.
بدوره، قال عضو مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري تيد كروز إن مراقبي الانتخابات في فيلادلفيا قد حرموا من حقهم القانوني بالوصول إلى مراقبة فرز الأصوات.
وأيد كروز -في مقابلة مع فوكس نيوز- ادعاءات الرئيس ترامب في هذا المجال، متهما الديمقراطيين بتدبير أمر ما من خلال إبقاء المراقبين في الخارج.
احتجاجات أنصار ترامب
لليلة الثانية على التوالي، خرج أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مظاهرات احتجاجا على انتخابات يرون أنها شهدت تلاعبا أو أنها سُرقت من مرشحهم، فيما تواصل أمس الجمعة فرز الأصوات في خمس ولايات حاسمة للانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وكثف أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب من مظاهراتهم الليلة الماضية احتجاجا على انتخابات يرون أنها شهدت تلاعبا أو أنها سُرقت من مرشحهم، وحمل البعض أسلحة أو اشتبكوا مع مؤيدين للمرشح المنافس كانوا متجمعين في ولايات حاسمة.
وفي أريزونا، وهي واحدة من خمس ولايات حاسمة لا تزال عملية فرز الأصوات جارية فيها في سباق شديد التقارب بين ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، تجمع أنصار ترامب أمام هيئة انتخابات مقاطعة ماريكوبا في فينيكس.
ولفترة قصيرة، لاحق البعض رجلا كان يحمل لافتة تصور الرئيس كخنزير نازي وكان واقفا خلف منصة يتحدث من عليها المذيع اليميني أليكس جونز.
وتدخلت الشرطة وفضت المواجهة بعد أن أحاط مناصرو ترامب بالرجل ومجموعته الصغيرة وفق ما رصده شاهد من رويترز. ولم ترد أنباء عن إصابات.
وصرح جونز أمام الحشد الذي ضم حوالي 300 شخص “يحاولون سرقة الانتخابات لكن أمريكا تعرف ما حدث وتقاوم”.
وقال موقع فيس بوك إنه حذف مجموعة مؤيدة لترامب كانت تتضخم بسرعة وتنشر خطابات تحض على العنف وتدعو إلى نشر “جنود على الأرض” لضمان نزاهة الانتخابات.
ويرفع مؤيدو بايدن شعار “احصوا كل صوت” قائلين إن الإحصاء الكامل والدقيق في الولايات الحاسمة المتبقية سيظهر أن مرشحهم، الذي تولى من قبل منصب نائب الرئيس، فاز بالعدد اللازم للفوز بالمجمع الانتخابي وهو 270 صوتا.
وأكد ترامب مرارا دون أن يورد أدلة إن الأصوات الواردة بالبريد عرضة للتزوير، رغم أن خبراء الانتخابات يقولون إن التزوير نادر في الانتخابات الأمريكية.
احتجاجات في بنسيلفانيا
عقد أنصار المعسكرين تجمعات يوم الخميس الماضي ،في مدينة فيلادلفيا حيث يجري ببطء فرز آلاف الأصوات الواردة بالبريد والتي قد تقرر أصوات ولاية بنسيلفانيا العشرين الحاسمة في المجمع الانتخابي.
ولوح أنصار ترامب برايات كُتب عليها “التصويت يتوقف يوم الانتخاب” و”عذرا، مراكز الاقتراع أُغلقت”، بينما رقص مؤيدو بايدن على نغمات الموسيقى من وراء حاجز على الجهة المقابلة من الشارع.
وقال بوب بوسوني، وهو أخصائي اجتماعي متقاعد يبلغ من العمر 70 عاما “لا يمكننا السماح بترويع العاملين في إحصاء الأصوات”. وكان يرتدي قميص تي-شيرت مكتوبا عليه “احصوا كل صوت”.
وفي وقت متأخر من يوم الخميس، قالت شرطة فيلادلفيا إنها تحقق في مخطط مزعوم لمهاجمة مركز المؤتمرات في بنسيلفانيا، الذي لا تزال عملية فرز الأصوات جارية فيه. واحتجزت الشرطة رجلا واحدا على الأقل وصادرت سلاحا. ولم ترد أنباء عن إصابة أحد.
وفي هاريسبرغ، تجمع حوالي 100 من مؤيدي ترامب على سلم مبنى برلمان ولاية بنسيلفانيا عصر الخميس في إطار حملة “أوقفوا السرقة” التي نظمها الناشط المحافظ سكوت بريسلر.
وأوضح بريسلر “هذا ليس تجمعا لدعم مرشح معين. هذا تجمع يطالب بأمرين: الحق والعدل”. وأضاف في مقابلة أنه يعتزم جمع أموال من أجل مراجعة فرز الأصوات في الولاية.
وفي ميلووكي، تجمع حوالي 50 من أنصار ترامب أمام مبنى حكومي يجري فيه إحصاء الأصوات وأطلقوا الموسيقى ملوحين برايات ولافتات كُتب عليها “أعيدوا الفرز” و”مزورة”.
وفي لاس فيغاس، احتشد 400 محتج على الأقل أمام إدارة انتخابات مقاطعة كلارك ورددوا أناشيد وطنية في مكبرات للصوت ولوح عشرات بأعلام أمريكية ضخمة ورايات تحمل صورة ترامب.
وفي واشنطن العاصمة، تحرك ببطء موكب من السيارات والدراجات احتجاجا على ما وصفوه بأنه “هجوم على العملية الديمقراطية” من جانب ترامب وأنصاره.
رفض التشكيك
لكن المجلس الوطني لنزاهة الانتخابات أصدر بيانا رفض فيه تشكيك ترامب، وقال في بيان إن الرئيس استخدم منصة البيت الأبيض لمدة 15 دقيقة لإطلاق ادعاءات كاذبة تقوض نزاهة الانتخابات وتضر بالقائمين على العملية الانتخابية.
وأضاف البيان أنه ليس هناك أساس لتلك الادعاءات “غير المسؤولة”.
وأشار إلى أنه بإمكان السياسيين قول ما يحلو لهم، لكن الشعب الأمريكي هو من يختار قادته وليس العكس، مضيفا أن العملية الدستورية تتطلب عد جميع الأصوات.
يذكر أن المجلس مجموعة تضم أكثر من 40 من المسؤولين العسكريين والحكوميين السابقين.
وكان أنصار كل من الرئيس ترامب ومنافسه بايدن قد تظاهروا أمام مقر إحصاء الأصوات في فيلادلفيا.
وفي حين شجب أنصار ترامب عمليات الفرز التي تظهر تقدم بايدن، دعا أنصار المرشح الديمقراطي إلى مواصلة الفرز واحتساب كل الأصوات.
ويتنافس ترامب وبايدن بشدة على أصوات بنسلفانيا في المجمع الانتخابي البالغة 20 صوتا، حيث يريان أن الفوز بالولاية أمر حاسم لفرصهما في الفوز بالبيت الأبيض.
من جانبه، دعا المرشح الديمقراطي الشعب الأمريكي إلى التحلي بالهدوء والصبر حتى تنتهي عملية فرز الأصوات، وقال إن كل صوت يجب أن يحتسب.
وأكد أنه والسيناتورة كامالا هاريس سيكونان الفائزين في النهاية.
وقد أدلى أكثر من 100 مليون أمريكي بأصواتهم مبكرا -إما بالحضور شخصيا إلى مكتب الاقتراع أو عبر البريد- قبل موعد الانتخابات في الثالث من نوفمبر الجاري.
ورغم مزاعم أطلقها ترامب بإمكانية حصول تزوير في التصويت عبر البريد، فإن الديمقراطيين -وحتى بعض الجمهوريين- يقولون إن التصويت بهذه الآلية إجراء متبع منذ مدة طويلة، ولا تشوبه أي شائبة.