عيد الأعياد

 

كمال الكبسي

إن احتفالنا بالمولد النبوي الشريف واجب عملي وفرض عين ومقدس ، لكنه ولأهميته يجب أن يكون بالطريقة التي تحيي القرآن فينا زمانا ومكانا تجاه واقعنا اليوم لا بالطريقة التي تبعدنا عن القرآن وتجعله بعيدا ليظل غريبا عنا .
لأن الاحتفال بالمولد النبوي هو إعلان عن الإسلام (القران كله) واقتداء بالنبي محمد صلوات الله عليه وأله في طريقة تعليمه ونشره ليكون قولا وعملا من منطلق الروح والنفس للعمل به إن مولد الإسلام (المولد النبوي) هو عيد لجميع أعياد الإسلام وجميع مناسباته التي تذكرنا دائما وتوجب علينا العودة إلى أصلها القران وهو المولد النبوي (الرسول محمد صلوات الله عليه واله) الذي هو الإسلام (القرآن ) قولا وعملا لنقتدي به بذلك في غرس طعم حلاوته في الأرواح والنفوس كي تتحرك مع دينها ويتحرك هو معها ..لأنه كتاب عملي …
ولا نفرط في ديننا أبدا كي لا يكون الظالمون هم المسيطرون عليها يحكمونها باسم الإسلام ويصبح الإسلام غريبا عندها تائه عنه.
ليأتي بعدها من يحررها منهم ويعيدها إليه (الإسلام) منة عليها من الله ونعمه منه عليها ويضحي بنفسه من أجلها وهي تنظر إليه كما ينظر إليه طغاتها حينها بل ويشاركونهم في سفك دمه بعلم منهم وبغير علم منهم بشكل مباشر وغير مباشر وتحت أي سبب …ليكون هو ذكرى ومناسبه عظيمه عندهم فيما بعد في كل عام وهكذا ….. وتكون حياتها (الأمة) دائرة وحلقه مستمرة هكذا تجاه أعلام الهدى الذين يبعثهم ويصطفيهم الله منه منة ونعمة على عباده وهكذا ….
والسبب لكل ذلك هو من الأمة نفسها وهو لأنها أمة لاتتمسك بنبيها (دينها القرآن) تجاه دينها وتعاليمه أولا تجاه نفسها كما علمها وأرشدها حتى يكون في روحها ونفسها تتذوق طعم حلاوته فيهما ليكون بعدها تجاه بعضها البعض (هدى ورحمة للعالمين) ليكون تعلقها بنبيها ودينها روحا ونفسا حينها ( إهتمام وشغف وحب) تجاههما ينعكس في واقعهم على دينهم وواقعهم ،، وأمتهم وواقعها والإنسان بشكل عام.
لكي لا يكون واقعها كما قلنا حلقة مستمرة بل لا تستفيد من دورانها (العظة والعبرة) فيها ومنها لكي تخرج من دائرة الغباء هذه تجاه دينها وأعلام هداها وتسلط الظالمين عليها فتكون أمة دائما بين الإفراط والتفريط واقعة في هذه الدائرة والحلقة المستمرة التي تصنعها لنفسها وهي مناسباتها من تفريطها وإفراطها ولا تستفيد حتى منها لمعرفة السبب الحقيقي لبقائها في هذه الحلقة وهذه الدائرة بل تقع في دائرة التسليم لها.
دون معرفة السبب في بقائها فيها وهو البعد عن النبي والقرآن ورسالته في إتباعها كما علمها بالاقتداء بالنبي محمد صلوات الله عليه وآله في نشرها وغرسها في الروح والنفس، والتاريخ والواقع خير شاهد لكل ما ذكرناه .
هذه هي أهمية المولد النبوي الشريف وإحياؤه في واقع الأمة في كل زمان ومكان وإلى اليوم وكما ذكرنا.

قد يعجبك ايضا