أعضاء مجلس الشورى لـ “الثورة”: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إحياء للــــــــقيم وتأكيد على الهوية الإيمانية

النهاري: إحياء المولد النبوي الشريف تعزيز للروابط الإيمانية بالله ورسوله
جحاف: الاحتفال بالمناسبة دليل على أن الوحدة أقوى من مشاريع التمزيق والتفتيت
الرويشان: الاحتفال تجديدٌ للولاء وتعبيرٌ عن صدق الإيمان والانتماء
بينون: سنحتفل وسنواجه العدوان بالمشروع المحمدي التحرري
مكرم: يهرولون نحو التطبيع ونتوجّه نحن للاحتفاء بذكرى مولد أعظم الخلق
شنيف: هو رسالة للعالم بمواصلة السير على نهج النبوة مهما كانت المؤامرات
الشامي: سيتقدم اليمنيون صفوف المحتفلين بالمناسبة فرحاً وبهجة

أوضح أعضاء مجلس الشورى أن إحياء اليمنيين لذكرى المولد النبوي الشريفة إحياء لتاريخ العروبة والإسلام والعزة والكرامة والنهج النبوي والقيم الأخلاقية الأصيلة التي تعكس مدى حب اليمنيين لنبيهم وتمسكهم بسيرته الطاهرة التي تمثل فتيلاً إيمانياً ووطنياً لمجابهة ما يواجهونه اليوم من عدوان وحصار وأزمات متتالية ومخرج للأمة من محنها وغلبة على الأعداء والطامعين بثرواتها ومكاسبها ..

استطلاع / أسماء البزاز


ففي هذا السياق يستهل عبدالسلام عبدالعزيز النهاري -عضو مجلس الشورى حديثه بقول الله تعالى (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) التوبة 128والقائل (قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ).
وأضاف : إن سيدنا رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الإنسان الكامل الذي اجتمعت فيه كل الصفات والحقائق والقيم الإنسانية والإلهية، فهو رجل العلم والفضل والعقل والكمال والحكمة والوقار والجلال، عارف حكيم تقي شجاع حازم، وهو المعصوم من الخطأ المبرأ من الزلل، أكمل الخلق وأفضلهم وأعظمهم أخلاقا، وقد اتسع قلبه لآلام الناس ومشكلاتهم، فجاهد في الله حق جهاده، وقف بحزم وثبات وقوة في وجه القوى الجاهلية الوثنية واليهودية، من اجل العدالة والحرية والمحبة والرحمة للعالمين، ولذلك فقد جعله الله قدوة وأسوة للناس جميعاً وفرض عليهم أن يقتدوا به، وأن يتبعوه في كل شيء قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب الآية (21) وقال تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) آل عمران (31).
وأضاف النهاري: لقد حظيت شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك حياته وسيرته باهتمام التاريخ والمؤرخين والباحثين، خلافا عن النهج الوهابي الذي يحاول بنو سعود بالمال إدخاله إلى كل مدينة وقرية في ربوع الوطن العربي والإسلامي، هذا النهج المنحرف عن قيم ومبادئ الدين الحنيف وبدعم من المخابرات البريطانية والصهيونية والأمريكية، النهج التكفيري الذي ولدت منه القاعدة وداعش اللتان تبعثان فساداً بالتخريب والقتل وإثارة الفتن في أوساط الأمة العربية والإسلامية .
وأوضح أن الحرب العدوانية الظالمة والحصار على اليمن المستمر منذ أكثر من خمس سنوات هو دليل على فساد وانحراف وتبعية هذا النظام السعودي كأداة لدول الإفساد والطغيان والاستكبار العالمي ،فالنهج الذي يعتبر الاحتفاء بمولد النبي الخاتم صلى الله عليه وآله بدعة هدفه فصل الأمة عن نبيها ورسولها وعن القرآن وديننا المحمدي الأصيل وقيمه ومثله العليا وقيم الفطرة الإنسانية لتكون أمة خانعة لحكم الطاغوت والظالمين والمستكبرين.
وقال إن الشعب اليمني اليوم يعي كل تلك المؤامرات والانحرافات وهو بقيادته الحكيمة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحيون هذه الذكرى لتعزيز روابط الصلة وتعميق الإيمان بالله والإيمان بصاحب الذكرى سيدنا محمد رسول الله وبالرسالة ( القرآن العظيم ) الذى أنزل عليه ” قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين “و تأكيدا على هويته الإيمانية ومبادئ الإسلام الحنيف وبالتالي سيسقط الشعب اليمني كل المشاريع الهدامة بصبر وثبات وجهاد متوكلا على الله حتى يحقق الله النصر والفتح ,فهو نعم المولى ونعم النصير، فأهل اليمن أنصار الرسول والرسالات الإلهية.
ومركزية الاحتفاء بالرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله ) بمولده الشريف في يوم الـ12من ربيع الاول1442هـ.
وصية تبع
ويرى النهاري أن أهل اليمن أول من آمنوا بالنبي محمد (صلوات الله عليه وآله ) قبل مبعثه، فقد روى عبدالرزاق عن ابن جريج قال: ” بلغنا أن تبعاً أول من كسا الكعبة الوصائل فسترت بها “، ثم كساها الناس من بعده إلى يومنا هذا ونزل تبع المدينة وأهلها يومئذ يهود فظهر على أهلها، وجمع أحبار اليهود فأخبروه أنه سيخرج بمكة نبي يكون قراره بهذا البلد اسمه أحمد، وأخبروه أنه لا يدركه، فقال تبع للأوس والخزرج: أقيموا بهذا البلد، فإن خرج فيكم فآزروه وصدقوه، وإن لم يخرج فأوصوا بذلك أولادكم.
وبيّن أن المركزية الكونية للرسول الأكرم “المركزية الخلقية والخُلُقية: قال تعالى 🙁 قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ15يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)15,16 المائدة ويقول تعالى :(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)القلم4.
مركزية النبوة والرسالة مركزية عالمية : قال الله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، مركزية إنسانية: قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) سبأ 28 وقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا45وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا)الأحزاب 45,وقوله صلى الله عليه واله : (اني عند الله لخاتم النبيين وان ادم لمنجدل في طينته) رواه احمد والبيهقي والحاكم, وقوله 🙁 كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد).
المركزية الميثاقية: قال تعالى (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) الأعراف 172, وقوله تعالى (وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ) آل عمران 81 وهذا من ما اخبر الله تعالى به في كتابه العزيز من عظيم قدر النبي محمد صلى الله عليه وآله وشريف منزلته على الأنبياء وحظوة رتبته عليهم ،قال الإمام علي بن علي طالب عليهما السلام (لم يبعث الله نبياً من آدم فمن بعده إلا اخذ عليه العهد في محمد صلى الله عليه وسلم لئن بعث وهو حيً ليؤمنن به ولينصرنه ويأخذن العهد بذلك على قومة).
المركزية الإيمانية والإسلامية :والتي تمثل سبقه صلى الله عليه وآله في الإيمان والإسلام : وذلك قوله تعالى ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ162لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) .
الاحتفال بالمناسبة
وأوضح النهاري أن اليمنيين الآباء والأجداد على مر التاريخ يقيمون الفعاليات ويبتهجون في استقبال ذكرى مولد الرسول الأعظم محمد رسول الله وخاتم النبيين (صلوات الله عليه وآله ) مظهرين وسائل الفرح والسرور بالأناشيد التي تصف شخصية الرسول وصفاته الخلقية والخلقية وكذا من خلال الاجتماعات وتناول سيرة الرسول الأعظم (من الميلاد إلى المبعث وكذا منذ بعثته برسالة الله للعالمين وتحمله أعباء الرسالة بكل صبر وجهاد وثبات بمرحلتين : المكية , والمدنية بعد هجرته (صلوات الله عليه وآله ) إلى المدينة المنورة) معبرين عن حبهم وارتباطهم الوثيق به.
وأضاف: اليوم وبعون الله وتوفيقه وبعد أن اشهر السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (سلام الله عليه) مشروع المسيرة القرآنية ومعه و من بعده السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي هذا المشروع الذي جاء نتيجة لتحليل واقع الأمة وما تعيشه من شقاء وخنوع للأعداء مبتزة خيراتها مهدورة كرامتها ومحتلة مقدساتها ومن اجل النهوض بالأمة والعودة الصادقة بها إلى القرآن الكريم والتحرك به وفي ضوء هدايته كأهم مصدر للهداية الإلهية والمعارف الإلهية للامة في كل شؤونها- كما يعتبر مصدراً لمعرفة سيدنا محمد سيد المرسلين وخاتم النبيين ومعرفة أنبياء الله وسيرتهم (صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين).ِ
رسائل وأبعاد
أما يحيى جحاف عضو مجلس الشورى فيرى أن أهمية الاحتفال تكمن في كونه يأتي تعبيراً عن المحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعن التقوى كما قال سبحانه { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} وان الاحتفال بهذه المناسبة دليل على لين القلب ورقة الفؤاد وخشوع الإنسان وعلى الشوق لرسول الله والاتصال بذكراه والتعلق به صلى الله عليه وآله وسلم.
واعتبر أن عدم التفاعل مع هذه المناسبة يعكس الجفاف والخواء الروحي والغلظة والقسوة ومن عرف الفريقين عرف مصداق ما ذكرناه.
وأضاف ان أهمية الاحتفال الكبير بالمولد يدل على صحوة إسلامية ففي الوقت الذي تجتمع مئات الآلاف حول ملاعب الكرة أو من أجل زعيم سياسي أو في الوقت الذي نرى فيه المجتمع قد تأثر بالغزو الثقافي في ملبسه وشكله وثقافته فإننا عندما نجتمع بمئات الآلاف في كل الساحات في المحافظات من أجل رسول الله وتعظيماً له فإن هذه اللوحة الكبيرة تعكس صحوة إسلامية مبشرة وهذا ما حصل بالفعل، فلقد كان معظم الشباب مغرمين بثقافة الموضة والأفلام والحلاقة الأجنبية فلما أقيمت هذه المناسبات بهذا الشكل حصل تغير ملموس وصحوة كبيرة خصوصاً في أوساط الشباب فإذا هم يحبون الله ورسوله بل كانوا أول من ضحى من أجل الإسلام.
وبين جحاف أن المولد النبوي الكريم يظهرنا أمام العالم بأننا أمة ذات حضارة لها جذور ولها سمات وخصوصيات لا يمكن أن تذوب في بوتقة العولمة والتغريب أو أن تتماهى مع مشاريع الغزو الثقافي، بينما عندما نحتفل مع شعوب العالم بعيد المعلم وعيد الأم وعيد العمال وعيد الشجرة وغيرها ولا نحتفل بهذه المناسبة الخاصة بنا فإن ذلك مؤشر على فقدان الارتباط بالأصل الأول ودليل على نجاح مشاريع التغريب في أوساط الأمة.
وأكد أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يدل على أن مشروع الوحدة أقوى من مشاريع التمزيق والتفتيت.
وأن أعداء الأمة يتابعون بقلق بالغ فعاليات الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنهم يعتبرونه مشروعاً إحيائياً للأمة ولا ننسى ما قاله أول رئيس وزراء لإسرائيل بن غوريون (إننا نخشى أن يظهر في العالم العربي محمد جديد) وقد شاهدنا كم أوعزوا وحاولوا وبذلوا من جهود قبل سنوات عندما أقيم في شارع الرسول الأكرم المعروف بشارع المائة للحيلولة دون إقامته وكم مارسوا من ضغوط وتهديدات في السنوات الماضية وصلت إلى حد أن تقوم طائرة أمريكية بدون طيار قبل الفعالية بليلة بقصف سيارة على مقربة من ساحة الاحتفال في مديرية خولان بدعوى أنها تقل إرهابيين حتى يخاف الناس من الحضور إلى المناسبة، إضافة إلى ذلك أن فإن ذكرى المولد النبوي تجدها تمر مرور الكرام كحدث عابر دون أن يكون لها صدى في كثير من الدول العربية والإسلامية فلا تعتبر الكثير من هذه الدول يوم هذه المناسبة إجازة رسمية فضلاً عن أن تتبنى أو تسمح بإقامة فعالية كبيرة بهذه المناسبة كخطوة في طريق صحوة الأمة على الرغم من أنها جعلت يوم السبت إجازة رسمية أسبوعية.
تحرر من الغزو الثقافي
وتابع حديثه : لو حاولت حركة أو جماعة أو مؤسسة دينية إقامة فعالية لائقة بهذه المناسبة لواجهها الاعتراض والمنع من الجهات الرسمية بإيعاز من الأعداء، بينما يزداد التفاعل مع أعياد مفتعلة كعيد الحب وغيره دون اعتراض أو توجيه أو تحذير من مغبة الانجرار وراء الغرب في غزوهم الثقافي، ولذلك فالمولد يعتبر تحرراً من الغزو الثقافي والهيمنة الفكرية الغربية وانتصاراً عليها وتحدياً لها، وخطوة هامة في مواجهته. وكما قلنا سابقاً فالوحدة الإسلامية لا يمكن أن تتم إلا إذا كان التوحد والالتفاف حول الرسول الكريم حاضراً، فلا يمكن أن نتوحد تحت راية شخص إلا إذا عدنا إلى الرسول عودة جادة وصادقة.
وأضاف: نحن مقتنعون أن بإمكان الرسول الأكرم ومن صلاحياته أن يجمعنا على كلمة سواء وأن نجتمع وراءه على القواسم المشتركة الهامة، مع التسامح في ما اختلفنا فيه مما فيه سعة لأننا جميعاً نردد اسمه ونشيد برسالته صباح مساء ومراراً وتكراراً على مستوى اليوم الواحد من أعمارنا.
ويرى أن من أكبر الدلالات لإحياء المولد النبوي الشريف أننا أمة نتمسك بنبينا ونعظمه ونجله ونحرص على التأسي به وأننا لانزال نتولاه ونطيعه وبالتالي فلن يجرؤ أحد على الإساءة إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، فعندما تحيي مئات الآلاف ذكرى رسولها فإن الأعداء سيحسبون ألف حساب قبل الإقدام على أي محاولة إساءة لمقدساتنا ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم، لكنهم يقومون بجس نبض لمعرفة مدى تعلق الأمة بنبيها فلا يجدون جواباً رادعاً لا مقاطعة لبضائعهم ولا مظاهرة للتنديد بإساءاتهم ولا إحياء لفعالية مولد هذا النبي الكريم وبالتالي كل هذا السكوت يدل على انفصام وانقطاع بين الأمة ونبيها صلى الله عليه وآله وسلم مما يجرأهم على الإساءة لأن من أمن العقوبة أساء الأدب. ولو سألنا واستقرأنا آراء الباحثين والعقلاء من المسلمين أو غيرهم وحتى آراء العامة وخصوصاً من غير المسلمين لو سألنا كل هؤلاء ، بماذا تقيِّمون الاحتفالات الجماهيرية الحاشدة عند المسلمين برسولهم، هل تدل على تعظيم المحتفلين وتمسكهم وحبهم لرسولهم أم العكس تدل على بعدهم وانقطاعهم لكن الجواب هو الجواب الأول.
وقال أن ذلك التهيؤ والاستعداد الكبير للاحتفال الكبير بالمولد النبوي الشريف في يمن الإيمان والحكمة وهو في ظل العدوان العالمي عليه يدل على أن هذا الشعب هو شعب يمن الإيمان والحكمة فعلاً ويدل أيضاً على أنهم ألين قلوباً وارق أفئدة كل هذا الاستعداد ونحن في ظل العدوان السعودي الأمريكي فكيف لو صادف هذا المولد الشريف ونحن في أمن واستقرار إذاً لأقام اليمنيون احتفالاً رسمياً مليونياً يذهل العالم ويشد أنظاره إليه ومع ذلك فالاحتفال بهذه الصورة والمستوى في ظل العدوان دليل قوة ارتباط هذا الشعب بنبيهم وعلى صمودهم وثباتهم حيث لم يدعوا العدوان يحول بينهم وبين الفرح برسولهم الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ورغم الآلام والمآسي والجراح إلا أن فرحتهم برسول الله أكبر من كل جراحهم إضافة إلى ذلك فعندما تتزامن هذه الفعالية والمناسبة واليمنيون في جهادهم المقدس ضد أئمة الكفر والنفاق متأسين في ذلك برسولهم الكريم حين وقف في وجه الأحزاب ويهود المدينة ومنافقيها فإن ذلك يدل على مصداق ما قاله النبي الكريم عن هذا الشعب (الإيمان يمان والحكمة يمانية) وكأنه ينظر بلحظ الغيب الذي أراه الله إلى هذا اليوم الذي كان قد وجده قبل مجيئه حين قال: (إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن) وحين قال عن نجد: (من هنا تظهر الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان) ثم قال: (إذا هاجت بكم الفتن فعليكم باليمن).
استحضار سيرته :
من جهته يقول يحيى الرويشان – عضو مجلس الشورى : يمثل احتفال أبناء اليمن ومعهم الأمة الإسلامية بيوم المولد النبوي طاعة للمولى الذي أمرنا بالتذكير بأيام الله وإجلال قدرها بين المسلمين وتبيان عظمة أهميتها والتغيير الذي أحدثته في تأريخ الأمة والعالم وأعظم هذه الأيام وأجلها وأكرمها يوم مولد المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله الذي ابتدأ الله بمولده مرحلة التمهيد للتغيير الجذري والاستراتيجي في حياة البشرية في يوم بعثته نبياً وروسولا وهادياً إلى صراط الله المستقيم.
وأضاف : أخرج البشرية من ظلام الوثنية والأديان المحرفة إلى نور الإسلام والهداية والتوحيد
ويرى أن هذا اليوم يمثل تجديداً للولاء لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد عليه وعلى آله افضل الصلاة وأتم التسليم والسير على نهج من نصروا رسول الله من الأوس والخزرج اليمانيين ، كما يعبر عن صدق الإيمان والانتماء لهذا الدين العظيم الذي اعزنا الله به وإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.
وقال إنه وفي مرحلة كهذه التي تعيش فيها الأمة الإسلامية أسوأ مراحلها من الصراعات والحروب فيما بين شعوبها وارتهان أنظمتها لأعداء الأمة والمتربصين بمستقبلها من قوى الاستكبار والطغيان العالمي شرقاً وغربا، وكذا تنامي حالة العداء والاستخفاف والسخرية بدين الإسلام ونبيهم والتي كان آخرها جريمة الإساءة المتعمدة من الرئيس الفرنسي ماكرون وصحف أوروبية متطرفة في العداء للمسلمين ونبينا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، كل هذا بجعل القيام بإحياء هذه الشعيرة الأصيلة واجباً دينياً وأخلافياً وفريضة جهادية تُذكر فيه الشعوب المسلمة بيوم مولد نبيهم الخاتم والتذكير باعتزاز وافتخار بمآثره وسيرته العطرة وجهاده واجتهاده في تبليغ رسالته السمحة إلى العالمين لتستنهض الهمم وتُوحد الجهود وتتوحد الصفوف لمواجهة كل هذه التحديات انتصاراً لديننا ونبينا وقرآننا ومعتقداتنا وإرثنا التاريخي.
ولا شك أن اليمنيين مثلما كانوا السباقين في نصرة رسول الله ونشر دعوته في أصقاع المعمورة وحمل راية الجهاد لتثبيت دعائم الدين والدفاع عنه في كل منعطف وأمام أي انحراف عن نهجه وقيمه ومبادئه القيمة العظيمة، هم اليوم اكثر إيماناً وإصراراً على نصرته والذود عنه أمام الاستهداف الممنهج من كل القوى الحاقدة والمتآمرة والمراهنة على ضرب اكبر مقومات الأمة ومصدر اعتزازها وسبب نهضتها المتمثل في دينها ونبيها الأكرم، والاحتفال بمولد خير البشر عليه وعلى آله افضل الصلاة والسلام يمثل واحداً من اهم مظاهر النصرة والمحبة والجهاد في سبيل إعلاء راية الدين وإعلاء قدر نبيه الذي قد أعلاه الله ورفع قدره .
ودعا الرويشان في هذه المناسبة الجليلة الأمة إلى استحضار سيرة نبيها والاقتداء به في كل مناحي حياتها وتجعلها واقعاً في جميع تعاملاتها وتحركاتها وجهادها.
هجمة شرسة :
من ناحيته قال صالح بينون -عضو مجلس الشورى : ها هو شعبنا اليمني المؤمن العظيم كما هي العادة في ماضيه وحاضره يقوم بإحياء هذه المناسبة بشكل غير مسبوق تعبيرا عن حبه وولائه واتباعه و نصره وتعظيمه لخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلوات الله عليه وآله في زمن يسارع فيه معظم حكام الأمة إلى تولي أعداء الله ورسوله من اليهود والنصارى ومن والاهم وتحالف معهم.
وقال : إننا نحتفل بمولد رسول الله تنفيذا وامتثالا لقوله تعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}، ونتقرب باحتفالنا به إلى الله الذي يقول: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، ونحتفل برسول الله لأن أعداءنا أعداء الأمة الإسلامية يعملون على توجيه الأمة إلى مناسبات تافهة لا قيمة لها ولا أثر لها في الواقع ، وهذا ما نرى عليه واقع من يعتدون على شعبنا، ويستنكرون الاحتفال بمولده صلوات الله عليه وآله، فهم يحتفلون ويحتفون ويفرحون بتطبيعهم مع اليهود، ويُحرمون الاحتفال بمولد النبي صلوات الله عليه وآله على الأمة ويرون أنه من البدعة الاحتفال بمولد رسول الله ولكنهم لا يرون بدعةً أن يحتفلوا كما يريد الأعداء بما يسمى بعيد الكريسمس والحب التي تُسقط الأمة، وتنزع عنها هويتها الإسلامية.
وأضاف : سوف نحتفل اليوم بالنبي صلوات الله عليه وآله لنواجه الحرب التي يشنها أعداء الأمة عليه، والتي كان آخرها إساءة الصحف الفرنسية وغيرها التي يريدون من خلالها فصلنا وإبعادنا عن رسول الله صلوات الله عليه وآله، لذلك سنحتفل بمولده الشريف لنعبر عن ولائنا له حينما يعبر الآخرون عن ولائهم لليهود، وبأننا سوف نواجه بمشروعه التحرري مشروع الصهيونية الاستعماري، وبأننا أمة تسير على نفس الطريق الذي سلكه ورسمه ـ مجاهدين في سبيل الله في مواجهة قوى الظلم والاستكبار وفي مواجه تآمر أحزاب هذا الزمان بعدوانهم الغاشم وحصارهم الظالم الذي يمنع عنّا كل مقومات الحياة واننا لا يمكن أن نراهن اليوم على شيء يجبر العدو على إنهاء عدوانه على شعبنا اليمني إلا على الله العزيز القاهر، وعلى الجهاد الذي وجهنا الله إليه وامرنا به وعلى رفد الجبهات بالمال والرجال لتوجيه الضربات الموجعة للعدو، وتلقينه الدروس التي لا يمكن أن يفهم بغيرها، وعلى الصبر والثبات حتى تحقيق النصر الكامل الذي بات قريباً بإذن الله .
ودعا بينون للتحرك الفاعل من الجميع بلا استثناء في إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف بكل الصور وعلى كل المستويات الرسمية والشعبية ،ورفد الجبهات بقوافل الرجال والمال كصورة من صور الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة، فرسول الله هو رسول الجهاد والتضحيات، بالإضافة إلى الاهتمام بالتكافل الاجتماعي بصورة مكثفة كصورة من صور الاحتفال بالمولد النبوي الشريف واقتداء برسول الرحمة والجود ، مؤكدا على أهمية تنفيذ توجيهات قائد الثورة سماحة السيد العلم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله بضرورة تحرك الجميع والاهتمام بالتحشيد إلى ساحات الاحتفال المركزية التي حددتها اللجان المنظمة للفعالية حتى تظهر فعالية ذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العام بصوره غير مسبوقة وبالشكل الذي يليق بعظمة ومكانة صاحبها عليه وعلى آله ازكى الصلاة وأتم التسليم .
التعظيم والتطبيع :
عبدالرحمن مكرم – عضو مجلس الشورى قال: في حين يهرول الكثيرون نحو التطبيع مع إسرائيل والولاء لأعداء الإسلام يتوجه اليمنيون للاحتفاء والاحتفال بمولد أعظم الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف لا واليمنيون أحباب الله وأحباؤه بنص القرآن بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ).
وأضاف : إنهم اليمنيون، من ناصروا الله ورسوله ودينه بالأمس، وهم اليوم على النهج سائرون، ولدين الله ناصرون، فاليمنيون اليوم بصنعاء والحديدة وتعز وحجة وصعدة والمحويت وعمران وذمار والبيضاء وإب والجوف وما إليها، كلهم يحتفلون بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم في حين يساء لرسول الله بالرسوم المسيئة، والتي تلقى رواجا من الرئيس الفرنسي، وصمتا مخزيا من قادة الأمة الإسلامية، في الوقت الذي يهرول الكثيرون منهم للتطبيع. والله عز وجل يقول: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
نهج النبوة :
أما حسيبة شنيف -عضو مجلس الشورى فتقول: منذ بداية شهر ربيع الأول مولد الرسول الكريم ومدينة صنعاء وشوارعها وأزقتها وأحياؤها تحتفل وتكتسي بالزينات الضوئية والرايات التي ترفرف خفاقة في أرجاء المدينة، بما يبعث مشاعر البهجة والسرور في نفوس سكان الأحياء ممن كان لشبابها نصيب الأسد في تزيينها وتحسينها في مشهد جميل كان له أثره خاصة في نفوس الأطفال.
وقالت إن احتفاءنا بالرسول الكريم هي رسالة إلى العالم بمواصلة السير على نهج النبوة مهما كانت المؤامرات والتحديات على اليمن وتجديدا للولاء لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وإيصال رسالة للعالم بتمسك اليمنيين بمنهج الحبيب المصطفى والتحلي بأخلاقه وسلوكه.
وترى أهمية هذه المناسبة بما يحتله النبي عليه الصلاة والسلام من مكانة في قلوب اليمنيين واستبشارا بالنصر المؤزر القريب بإذن الله .
عظمة اليمنيين :
وهنأ بليغ الشامي قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي بهذه المناسبة العظيمة وكذلك القيادة السياسية والشعب اليمني العظيم بهذه المناسبة العظيمة.
وقال إن هذه الفرحة التي تعم الشعوب العربية والإسلامية وهي مناسبة مولد الحبيب المصطفى محمد بن عبدالله، من وصفه رب العالمين (بالخلق العظيم) الذي بمولده أضاء الله به البصر والبصيرة لعباده وكما وصفه الله تعالى(بالسراج المنير)،،وبهذه المناسبة لا يجدر بشعب الحكمة والإيمان إلا أن يكون أول الأمم ويتقدم صفوف المحتفلين بين الأمم فرحاً وبهجة بهذه الذكرى العظيمة،كيف لا يحتفل الشعب اليمني وهم أبناء أول من ناصر رسول الله من بين الشعوب والأمم وما قام الإسلام إلا بحمايتهم ونصرتهم
ومضى بالقول : لا نستغرب أن هذا الاحتفالات التي تقام لان هذا هو تاريخنا الذي نفتخر به. أما ما يقال إن احتفالنا بالمولد رسالة سياسية
فنقول له إن ما يحصل الآن باليمن ما هو إلا فطرة هذا الشعب وحب مغروس بقلب كل فرد يمني كبير وصغير للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا هو الشيء الطبيعي بعد أن كتم على أنفاسه الفكر الوهابي وجعل هذه المناسبة بدعة وكفراً وشركاً، إلا أن هذا الشعب عاد إلى فطرته السليمة وهو تعظيم هذا الرسول والنبي الذي عظمه الله من فوق سبع سماوات وجعل اسمه يتلى في القرآن إلى يوم القيامة وكذلك توجيه رسالة رفض لأي تطبيع مع الكيان الصهيوني في وقت يتهافت رؤساء وملوك دول للأسف محسوبة على العالم الإسلامي للتطبيع مع هذا الكيان والشعب اليمني بقيادته الحكيمة يعلن تمسكه بنبيه ورسوله بهذه الاحتفالات العظيمة لأن هذا النبي العظيم محمداً بن عبدالله لا يحتفل به إلا شعب عظيم هو الشعب اليمني.

قد يعجبك ايضا