جرائم وحشية وثقت بالفيديوهات في حق أسرى من الجيش واللجان الشعبية والعديد من المدنيين لن تمحوها ذاكرة التاريخ
جرائم مليشيات العدوان بحق الأسرى والمدنيين.. حكايات موت معلن
تقارير دولية سلطت الضوء على جرائم ارتكبها العدوان بحق أسرى من الجيش واللجان الشعبية في معتقلات وسجون خاصة
نستعرض في هذه الصفحة مشاهد لجرائم لا تقل فظاعة عما ترتكب من جرائم تنفذها عصابات داعش والقاعدة في سوريا والعراق وليبيا كانت قد ارتكبتها دول العدوان السعودي وتحالفه ووثقها الغزاة والمحتلون ومرتزقتهم لتكون شاهداً على أعمالهم الإجرامية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتهم بالفيديوهات التي صورت ممارساتهم البشعة بحق أسرى من الجيش واللجان الشعبية والعديد من المدنيين خلال سنوات العدوان وتمثلت هذه الجرائم بأعمال (حرق ، قتل ، سحل ، تعذيب ودفن أسرى احياء ، إعدام جماعي ) ..بين هذه السطور تفاصيل لبعض من تلك الأفعال الإجرامية وردود الرأي العام تجاهها.. فإلى التفاصيل:
الثورة / حاشد مزقر
لم تمر أشهر قليلة منذ شن طيران العدوان لأولى غاراته حتى أقدم مرتزقة تحالف العدوان على إعدام أربعة أسرى من الجيش واللجان الشعبية بمديرية موزع بتعز بإشرافٍ مباشرٍ من القوات الإماراتية الداعمة والحاضنة لهذه المليشيات في تلك المنطقة وقاموا بتصوير المشهد ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي ضاربين بكل قيم الإسلام والإنسانية جمعاء عرض الحائط ولم تمض أيام على جريمتهم الوحشية سالفة الذكر حتى قاموا بما هو أبشع وأفظع حين عرض زبانيتهم وبالفيديو مقطعاً مؤثراً جداً لجريمتهم النكراء التي أقدموا من خلالها على دفن أسير من الجيش واللجان الشعبية وهو حي بمديرية المخا في جريمة تقشعر لها الأبدان ويندى لها جبين كل إنسان.
وفي جريمة بشعة لا مثيل لبشاعتها ولم يسبق أن حدثت في قيفه بمحافظة البيضاء حين أقدمت عصابات داعش وعناصر القاعدة الإرهابية التابعة لقوى العدوان السعودي والتي تجرد عناصرها من الإنسانية وقيمها ومن الدين وتعاليمه ومن الأعراف القبلية وتقاليدها على قتل الشاب عبد الكريم مقبل ناصر من أبناء قرية المناسح، شاب ليس له أي انتماء حزبي أو طائفي، بحسب ما قاله أبناء قريته وبعد أن تم قتله بثلاث طعنات بالرقبة تم التمثيل بجثته، حيث تم فقء عينيه وبتر شفتيه وإذنيه وسلخ وجهه بطريقة تعبر عن مدى قبح وتفسخ هذا الفكر التكفيري الدخيل على أبناء القبائل اليمنية .
مداهمة منزل “لآل الرميمة “
جرائمهم السابقة لم تكن إلا حلقة مكملة لحلقاتهم الإجرامية المتواصلة خلال 6 سنوات من العدوان، ففي مشهد جماهيري وبحضور مئات المواطنين في مدينة تعز أحرقت المجموعات الإرهابية التابعة للغزاة والمرتزقة شخصاً بلباسه المدني بينما شخص آخر فقئت عيناه وهو حي ووجه له سب وشتم ثم قتل بطريقة وحشية، كل ذلك بسبب انتمائه المذهبي، جريمة أخرى وثقت شهادات بشأنها وهي مداهمة منزل “لآل الرميمة “ قتل فيه هذه المجموعات امرأة كبيرة في السن بلغ عمرها (88) عاماً وابنها في سن الثلاثين من العمر وهو أعزل، على خلفية انتمائهما العائلي أو المذهبي مما تعد جرائم تمييز “عرقي “ يعاقب عليها القانون والقانون الدولي الإنساني، أيضا شهدت مدينة تعز جرائم ســحل بشتى الوسائل لأسرى عُزَّل، وقد وثقت تقارير عديدة في صراع هذه الجماعات مع الجيش واللجان الشعبية في مناطق المواجهات في تعز وعدن رفعها لشعارات تنظيم القاعدة ذي اللون الأسود والعبارات بالخط الأبيض، وهو ما وثقته فيديوهات نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي تظهر ممارسات هذه الجماعات ضد الأسرى من أطراف الجيش واللجان الشعبية أو مواطنين من أبناء المناطق في تعز وعدن أو ممن يحملون ألقاباً تنتمي للمناطق الشمالية، هذه الممارسات قوبلت باستنكار مجتمعي من قبل الناشطين سواء المعارضين أو المؤيدين للجيش واللجان الشعبية وقد تمثلت هذه الممارسات في عدد من المحافظات الجنوبية بترحيل مواطنين من أبناء المحافظات الشمالية وبطريقة عنصرية مقيتة ومن هذه الممارسات ما حدث قبل عامين في مدينة تعز بقيام الجماعات التي تطلق على نفسها “المقاومة” بقيادة حمود المخلافي بذبح أشخاص وقتل بالرصاص لأسرى من الجيش واللجان الشعبية بينما في عدن سجلت حالات بالتعذيب للأسرى بصور مهينة ولا إنسانية وعمليات السحل وراء الأطقم التابعة لجماعات تطلق على نفسها المقاومة، كما وثقت فيديوهات لجماعات ترفع راية القاعدة تعدم أشخاصاً بالرصاص الكثيف ينادون أثناء العملية الموت للروافض بينما يضفي على هذه العملية سلوك إجرامي مبني على أساس الانتماء الديني والتمييز الطائفي وتصنف هذه الجرائم بأنها جرائم إبادة جماعية وتتخذ هذه الممارسات حتى مع أبناء المناطق الصراع نفسها تعز وعدن فقط لمجرد الاختلاف في الرأي أو التوجه السياسي لجماعات القاعدة ولمجرد مناصرتهم للجيش واللجان الشعبية، كما وثقت جرائم استهداف القاعدة لعلماء في حضرموت بالاغتيال وفي صنعاء شهدت أمانة العاصمة تفجيرات طالت المساجد وأودت بحياة المواطنين وفي عملية لم يسبق لها مثيل تم استهداف عزاء خاص بالنساء بتفجير سيارة مفخخة لم ينجح هذا التفجير إضافة إلى عملية اغتيال طالت نشطاء وتربويين.
ثقافة الكراهية
من خلال رصد المواجهات الميدانية في محافظات عدن وتعز ومارب يتضح جليا أن السعودية تسعى إلى خلط المفاهيم السياسية بالمفاهيم الدينية وبالمفاهيم الاجتماعية من أجل تعقيد الوضع وتوسعة دائرة الانقسام المجتمعي وهو ما حذرت منه العديد من المنظمات الدولية وتظهر حقيقة ذلك التغطية الإعلامية التي يروج لها الإعلام الإماراتي والإعلام السعودي وحلفاؤهما وأبرزها قنوات العربية وسكاي نيوز والحدث والجزيرة والتي تغيرت سياستها الإعلامية مؤخرا وفقا لمصالح دولة قطر وغيرها من القنوات التي تبلغ عشرات القنوات والتي تعمل منذ بداية العدوان ولا زالت على تغذية انقسام مجتمعي ديني طائفي عنصري مناطقي لتدفع بالمجتمع اليمني إلى مزيد من الاقتتال من خلال التدخل في تعطيل العملية السياسية والتدخل المباشر بعدوانها العسكري المسلح والدعم المالي والدعم بالأسلحة المتطورة لجماعات ما تسمى بالمقاومة والجماعات الإرهابية والانفصالية في محافظات عدن وتعز والجوف ومارب وشبوة ولحج والبيضاء من أجل التمهيد لعملية سيطرة القوات الغازية على الأراضي اليمنية كما حصل في محافظة عدن ومدينة المكلا، وجزيرة سقطرى وبحسب ما تناقلته الوسائل الإعلامية سواء التلفزيونية أو المواقع الإخبارية التابعة للسعودية أو ما يتناقله من تصريحات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي البارزون كقيادات في تنظيم الإصلاح يديرون هذه المواجهات ويقرون ويعلنون وصول هذا التسليح والمال إليهم.
سجون تعذيب
سلّط تقرير لموقع قناة “دويتشه فيله” الألمانية باللغة الإنجليزية العام الفائت، الضوء على معاناة اليمن وتطرق تقرير القناة الألمانية للسجون السرية الإماراتية، باعتبارها مؤشراً على أنه لا نهاية تلوح في الأفق للصراع والمعاناة في اليمن، لافتاً إلى الاتهام الذي وجهته هيومن رايتس ووتش لدولة الإمارات المتحالفة مع السعودية بدعم اليمنيين المتورطين في التعذيب ضد سجناء يزعم أنهم مرتبطون بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش وبالإضافة إلى ذلك، حيث تشرف الإمارات على سجنين على الأقل يزعم أيضا أنه يتم فيهما تعذيب أشخاص وقالت سارة ليا ويتسون، مدير الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش: “نحن لا نقاتل بشكل فعال جماعات متطرفة مثل تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش من خلال إخفاء عشرات الشبان وزيادة باستمرار عدد الأحباء “المفقودين” لدى الأسر في اليمن”.
تقرير القناة الألمانية تطرق لتصاعد الحوادث الإرهابية ذات الطابع الديني في عدن، مشيراً إلى أنه في مدينة عدن الساحلية، تم قتل ناشط شاب يدعى أمجد عبدالرحمن، كان قائدا لمجموعة تدافع عن الحرية الدينية وحقوق المرأة، بإطلاق النار عليه في مقهى للإنترنت. وفي اليوم التالي أوقف المتطرفون موكب جنازته ورفضوا السماح بدفنه في مقبرة إسلامية لأن عبدالرحمن كان “كافراً”.
وفي واقعة أخرى أظهر أحد الفيديوهات الأخيرة قيام القوات الموالية لتحالف العدوان بذبح وإعدام أسرى من الجيش واللجان الشعبية ووفقاً للتقرير، أثار التشدد المتزايد للإرهاب الديني الشكوك وراء الأعمال التي يقوم بها التحالف الذي تقوده السعودية، ويقول التقرير: إنه وفيما تنتشر سجون التعذيب في الجنوب، استأنف التحالف السعودي المدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا هجومه المتواصل على المدنيين، حيث أكدت الأمم المتحدة أن القوات الجوية لتحالف العدوان لا تعطي المدنيين الكثير من الاهتمام خلال غاراتها الجوية منذ وقت ليس ببعيد، حيث أعلنت الأمم المتحدة أن غارة جوية لطيران على محافظة تعز جنوب غرب البلاد، قُتل فيها أكثر من 20 مدنيا نازحا في وقت لم يكن هناك أي أهداف عسكرية كانت بالقرب من المنزل الذي تم تدميره وهذه الغارات لا تقل بشاعة عن ما ترتكبه الجماعات الموالية لهم على الأرض.
انتهاكات إماراتية
آخر الانتهاكات الإماراتية في اليمن، ما كشفته صحيفة “لوموند” الفرنسية بداية العام الجاري عن وجود سجن سري في قاعدة عسكرية أقامتها الإمارات منتصف عام 2017 على جزء من حقل للغاز جنوبي اليمن، متسترة بمجموعة توتال الفرنسية لتكون جزءاً منه.
السجن الإماراتي الذي كشفت عنه صحيفة “لوموند” الفرنسية يقع في قاعدة عسكرية أقامها الإماراتيون على جزء من حقل لاستخراج الغاز في مدينة بلحاف جنوب اليمن، والذي جرت السيطرة عليه بطلب من الحكومة اليمنية.. وأكد تقرير صدر عن ثلاث منظمات غير حكومية (مرصد التسلح وسموفاس وأصدقاء الأرض) أن الموقع يضم مصنعاً للتسييل ومحطة لتصدير الغاز الطبيعي المسال، ولكنه توقف عن العمل في 2015 بسبب الحرب في اليمن.. وقالت المنظمات في التقرير إنه “حسب مصادر متاحة وشهادات، فإن السجن يؤوي منذ 2016 مليشيا قوات النخبة في شبوة، تحت إشراف الإمارات، والشهادات تتحدث عن معاملات غير إنسانية ومهينة تتمثل في الحرمان من الرعاية والتعذيب، ارتكبها جنود إماراتيون”.