الإمارات تقر باستبداد نظام حكمها عبر سفيرها في واشنطن

 

أبو ظبي/ وكالات
أقر سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة الأمريكية يوسف العتيبة باستبداد نظام حكم الدولة وقمع الحريات العامة في تصريح لافت يكشف زيف شعارات التسامح التي ترفعها الإمارات.
وبرَّر العتيبة النزعة الاستبدادية في بلاده بنظرية تثير السخرية، إذ أكد في حديث مع مجلة موالية لإسرائيل تدعى “إسرائيل إنسايدر” أنّ الملكية الاستبداية هي أكثر حساسية للرأي العام، لأنها.. أبوية.
وقال العتيبة:” يعتقد الكثير من الناس دائماً أننا لا نولي اهتماماً للرأي العام داخل الإمارات لأننا لسنا دولة ديمقراطية، ولكننا في الواقع، عكس ذلك تماماً، لأننا لسنا ديمقراطية، يجب أن نكون منسجمين للغاية ما يريده شعبنا، وما يشعر به الشارع، وقد أراد الناس ذلك حقاً”، في إشارة إلى اتفاقية التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، والتي عبرت شرائح واسعة من المجتمع الإماراتي عن معارضتها رغم مزاعم العتيبة.
وزعم العتيبة أن المواطنين في بلاده كانوا يشعرون بالحماس لعملية التطبيع، وقال هذا ليس بالشيء الذي تفرضه ضد الإرادة الشعبية”.
وأضاف العتيبة “عندما يتعين على أي بلد اتخاذ مثل هذا القرار، فإن عليه الموازنة بين مجموعة متنوعة من القضايا الداخلية، من بينها القضية الاقتصادية والمنافع”.
وأشار العديد من المحللين الأمريكيين إلى أن “إسرائيل” تبحث عن أصدقاء وحلفاء أغنياء في الدول الخليجية لا يهتمون قطعياً بالديمقراطية، ولا شك أن صفقات التطبيع سيئة الذكر مع الإمارات والبحرين قد حققت مكاسب ضخمة للدولة العبرية من دون تقديم أي شيء بالمقابل.
وسبق أن كشفت مصادر حقوقية عن اعتقالات سرية شنها النظام الحاكم في دولة الإمارات خلال الساعات الأخيرة على خلفية معارضة اتفاق عار التطبيع بين أبوظبي و”إسرائيل”.
وذكرت المصادر لـ”إمارات ليكس” أن الاعتقالات طالت مواطنين إماراتيين تحدثوا في مجالس خاصة وشاركوا على مواقع التواصل الاجتماعي مواقف ضد اتفاق عار التطبيع.
وأضافت المصادر أن الاعتقالات استهدفت كذلك العشرات من العرب لاسيما فلسطينيين وأردنيين بعد أن عبروا عن استيائهم من تورط أبوظبي في مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية والتطبيع مع “إسرائيل”.
وبحسب المصادر فإن جهاز أمن الدولة استنفر خلاياه الأمنية منذ إعلان اتفاق عار التطبيع مع “إسرائيل” بغرض رصد أي محاولة انتقاد داخل الإمارات سواء في المجالس الخاصة أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي بغرض قمعها فورا وفرض حالة من الإرهاب المسبق لمنع أي احتجاجات.
يأتي ذلك فيما أكدت شخصيات إماراتية معارضة مقيمة خارج الدولة أن اتفاق عار التطبيع مع “إسرائيل ” يعد “خيانة للأمة والشعب”، مشيرين إلى أن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي “وصمة عار في جبين النظام.
ولطالما أكد الشعب الإماراتي على موقفه وثوابته الداخلية والخارجية، وفي مقدمتها رفض التطبيع ودعم القضية الفلسطينية، حيث كان هذا الثابت دائماً وحاضراً في كل مؤتمرات وتصريحات الإمارات حتى قبل عقد من الزمن.
وذلك ما أكده استطلاع للرأي، أجراه معهد واشنطن، أكد فيه أن 80 % الإماراتيين ليسوا مع قيام علاقات بين بلادهم وبين إسرائيل، وأنهم لا يوافقون على مقولة “أن من يرغب من الشعب في أن تربطه علاقات عمل أو روابط رياضية مع الإسرائيليين يجب أن يُسمح له بذلك”.
لذا تأتي هذه الخطوة بعد تغييب أصوات الإماراتيين، واعتقال عدد كبير من الناشطين والمثقفين الإماراتيين والمتابعين للشأن الفلسطيني والحاملين للقضية الفلسطينية، حيث لا يقبل الإماراتيون الجسم الغريب في جسد الأمة، ومهما تأخر الوقت فسينهضون لمواجهة تطبيع السلطات.

قد يعجبك ايضا