681 من أبطالنا الأسرى سيرون النور قريبا.. ونجاح الصفقة مرهون بجدية الطرف الآخر

الأسرى.. اتفاق في سويسرا يقتصر على إنجاز المرحلة الأولى من صفقة «التبادل»

الــمرتــضــى: اتفاق التبادل يكسر الجليد بعد 4 جولات متعثرة.. ولولا تعنت الطرف الآخر لأنجزنا صفقة تبادل في كل الأسرى

الثورة / عبدالرحمن عبدالله
توصلت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى إلى اتفاق مع الطرف الآخر يقضي بالإفراج عن ٦٨١ من أبطالنا الأسرى لدى أطراف العدوان ومرتزقته ، مقابل ٤٠٠ من الطرف الآخر بينهم ١٥ سعوديا و٤ سودانيين ، وذلك في ختام الاجتماع الرابع للجنة الإشرافية المعنية بتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين والذي بدأ في سويسرا منذ أسبوع.
وتمخضت مخرجات مفاوضات سويسرا التي انتهت أمس إلى اتفاق يقضي بتنفيذ الشق الأول من اتفاق عمان والذي يشمل إطلاق 680 من أبطالنا الأسرى ، و400 من الطرف الآخر بينهم 15 سعوديا و4 سودانيين .
وهذه هي المجموعة الأولى التي يُفرج عنها طبقا لقوائم الأسماء المتفق عليها في مفاوضات بموجب اتفاق ستوكهولم عام 2018 ، والتي تعثر تنفيذها بسبب مماطلة قوى العدوان ومرتزقته ، ورفضهم تنفيذ الاتفاق آنذاك ، وقد أعلن أمس من سويسرا عن التوصل إلى الاتفاق يقضي بتنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق عمان ، وأعلن يوم أمس في مدينة مونترو السويسرية عن التوصل إلى الإتفاق الذي يقضى بالإفراج..

وقال رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام : تنفيذا لاتفاق السويد وما تلاه من لقاءات ونقاشات مع الأمم المتحدة أبرمت لجنة الاسرى والمعتقلين اتفاق المرحلة الأولى للإفراج عن ما يزيد عن الف اسير من الطرفين من بينهم سعوديين وسودانيين ، إلى ذلك اعتبر رئيس اللجنة الوطنية للأسرى عبدالقادر المرتضى الاتفاق خطوة هامة لكسر مياه الجليد بعد 4 جولات من التفاوض في ملف تبادل الأسرى ، : وأشار إلى أن الخطة التنفيذية يشرف عليها الصليب الأحمر وستبدأ يوم 15 أكتوبر وستكون عبر الطيران من الرياض وعدن ومأرب إلى صنعاء والعكس.
وأكد المرتضى جهوزية الطرف الوطني في تنفيذٍ كامل لاتفاق السويد بشأن الأسرى ، ولدى الوفد المفاوض الدعم الكامل من القيادة لإبرام صفقة كاملة ، لافتا إلى الطرف الآخر غير مستعد لتوسعة الصفقة وإتمامها ، وقال إن الخلافات الموجودة في أوساط الطرف الآخر أدت إلى اقتصار الاتفاق على الشق الأول من اتفاق عمان ، وأضاف المرتضى “اضطررنا للتفاوض مع كل طرف على حدة بسبب الخلافات فيما بين أطراف تحالف العدوان ومرتزقته.
وطمأن المرتضى أهالي الأسرى قائلا : لدينا الكثير من الأوراق ونطمئن أقارب الأسرى على أننا نمتلك بفضل الله ما يمكننا من الإفراج عن كل الأسرى والكشف عن مصير المفقودين.

خطة مزمنة للتنفيذ
وتتضمن الخطة التنفيذية تزمين عملية تبادل الأسرى بيومين يتم خلالهما نقل الأسرى من الطرفين عبر الطائرات ، كما تضمنت الخطة التنفيذية التي تم التوقيع عليها مساء أمس من كل الأطراف مختلقة جدولا زمنيا لإنجاز المرحلة الأولى من صفقة التبادل ، بحيث يتم من 1-14 أكتوبر استكمال التحضيرات اللوجستية من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والتأكد من مطابقة قوائم الأسماء الموقع عليها مع الموجودين في السجون.
كما تضمنت الخطة آلية للتسليم بحيث يتم يوم الـ15 من أكتوبر نقل أسرى الطرفين من الرياض ومأرب إلى صنعاء ، والعكس عبر الطائرات بشكل متزامن برعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي كما يتم يوم في الـ16 من أكتوبر نقل الأسرى من الطرفين من عدن إلى صنعاء والعكس بشكل متزامن.
كما اتفق الطرفان على عقد اجتماع جديد للجنة الإشرافية بهدف تنفيذ ما تبقى من مخرجات اجتماع عمّان الذي عُقد في شباط/فبراير الماضي، مع الالتزام ببذل الجهود كافة لإضافة أعداد جديدة بهدف الإفراج عن الأسرى وفقاً لاتفاق ستوكهولم ومن خلال العمل مع اللجنة الإشرافية ، مصدر مطلع أفاد بأن الاتفاق نص على البدء الفوري بإجراءات عملية تنفيذ التبادل حسب الخطة التنفيذية التي وضعتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إضافة إلى عقد اجتماع اللجنة الإشرافية المنبثقة عن اتفاق السويد على إتمام عملية التبادل للشق الثاني من اتفاق عمان فور اتمام الشق الأول من الاتفاق

النجاح مرهون بجدية الطرف الآخر
ويعتبر ملف الأسرى من الملفات الشائكة والمعقدة التي يرفض تحالف العدوان السعودي الإماراتي تقديم أي خطوات بشأنها ، رغم المبادرات المتكررة من جانب الوفد الوطني ، ومن القيادة في صنعاء ، والتي كان منها إطلاق عدد من الجنود السعوديون وأكثر من 300 أسير من أتباع العدوان ومرتزقته في الداخل ، ورغم ما يمثله الاتفاق الموقع أمس في سويسرا من انفراجة هامة في الملف الإنساني المتعثر إلا أن مراقبون يخشون من تنصل تحالف العدوان ، لما هو معهود عنه من تراجعات ونكوص عن الاتفاقات الموقعة ، ويشككون في أن تحالف العدوان يرغب فقط في محاولة التماشي مع العملية التفاوضية .
ويأتي اتفاق عمَّان لتبادل الأسرى كمؤشر إيجابي وسط الركام من التعثرات التي يواجهها اتفاق السويد ، فيما تتجه الأنظار إلى منتصف أكتوبر القادم حيث من المقرر أن تتم إجراءات عملية التبادل وفق الآلية المتفق عليها ، برعاية أممية وتنسيق من الصليب الأحمر ، رغم أن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى الذي يترأس الوفد الوطني في مفاوضات سويسرا أكد استعداد الطرف الوطني لإجراء صفقة شاملة لكل الأسرى ،مشيرا إلى أن الطرف الآخر ما زال غير جاد في ذلك.
ومنذ اتفاق السويد وما تلاه من لقاءات عقدت بهذا الخصوص ، وتشكيل لجان مشتركة لتبادل الأسماء ومراجعتها ، قدمت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى مقترحات كثيرة لتحقيق اختراق فعلي أمام تهرب ورفض صريح من قبل تحالف العدوان ومرتزقته ، على اختلاف تشكيلاتهم ، ومر ملف الأسرى بعدد من المشاورات الخارجية والمحلية التي انتهت جميعها بالفشل، ومن هذه المشاورات اتفاق شهر أبريل الماضي، الذي تم التوقيع عليه من اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى ، وممثلي الطرف السعودي الإماراتي ، في شهر أبريل من العام الجاري بالعاصمة الأردنية عمان ، والتي تعثرت لأسباب كثيرة.
يرى مراقبون أن الانقسامات بين أطراف التحالف السعودي الإماراتي ، ومرتزقتهما على الأرض ، انعكس على ملف الأسرى ، وعقد من مسألة المفاوضات ، ويشير المراقبون إلى أن المليشيات المحلية التابعة لتحالف العدوان تتاجر بالأسرى وتقوم ببيع أسرى للسعوديين والإماراتيين ، وهو ما مثل عائقا كبيرا أمام تقدم المفاوضات بشأن هذا الملف ، مشككين في أن يمضي الطرف العدواني في انجاز الاتفاق الذي وقع أمس في مدينة مونترو السويسرية.

قد يعجبك ايضا