تحقيق/ محمد العزيزي –
من يقرأ عن الحوادث المرورية في اليمن يصاب بالفزع لهول الأرقام الناتجة عنها º فقد يظن المطلع أن معدل هذه الأرقام المخيفة ليست بسبب الحوادث المرورية º بل هي أرقام لحروب عالمية رصدتها مراكز بحثية لغرض التوثيق للمهتمين والباحثين وهواة الأرقام القياسية.. إنها بالفعل حرب ضروس بين المركبات يأمرها ويقودها سائقون يمنيون في الشوارع والأزقة والنتيجة أرقام مخيفة …. فقد ذكرت إحصائية رسمية أن عدد الوفيات في العام الماضي 2012م 3520 شخصا وإصابة ما يقارب 15 ألف شخص بينما بلغ خلال العام قبل الماضي 2011م عدد 2158 شخصا و12 ألف مصاب و3 مليارات ريال خسائر مادية بسبب حوادث المرور في 2011م وذلك في عموم محافظات الجمهورية.
وأكدت إحصائية الإدارة العامة للمرور أن السرعة الزائدة احتلت المرتبة الأولى في أسباب وقوع حوادث السيرº حيث كانت سببا في وقوع (2988) حادثا مروريا العام الماضي وهو ما يشكل نسبة 35.1 ٪ من إجمالي حوادث السير التي وقعت في نفس الفترة وعددها (8503) حوادث .. هذه الإحصائية كانت استهلالا ومقدمة لأرقام تتوالى في سياق هذا الموضوع حيث اخترنا أمانة العاصمة صنعاء نموذجاٍ لحرب المركبات º نظرا لعدم توفر البيانات والمعلومات بشكل دقيق عن المحافظات الأخرى … ولنبدأ تفاصيل هذه الحرب بلغة الأرقام º حيث تؤكد الوثائق الرسمية أن حوادث أمانة العاصمة تمثل أكثر من 40 ٪ من إجمالي حوادث المرور في الجمهورية وهذا يعطينا فكرة عن جسامة هذه المشكلة وحجمها خاصة وإننا نشاهد تصاعد أعداد الحوادث وتعدد أماكن حصولها وأسبابها .. وبحسب الكتاب السنوي لإدارة مرور أمانة العاصمة لعام 2011م _2012م .. فقد بلغ عدد الضحايا خلال العامين الماضيين في العاصمة 507 وفيات و6432 مصابا º فيما بلغت الخسائر المادية الناتجة عن تلك الحوادث المرورية (1785690000) ريال º . فيما وصل عدد حالات الوفاة خلال النصف الأول من العام الجاري 2013م حوالي 1234 شخصا وإصابة 2916 آخرين وبزيادة عن نفس الفترة من العام الماضي 2012م بزيادة ألف حالة .. وذهب التقرير لعام 2011م إلى أن اليمن لم يقل فيها الحوادث إلا في هذا العام حيث بلغ المتوسط اليومي للحوادث في أمانة العاصمة لوحدها هو أكثر من عشرة حوادث يوميا وهذا يعد انخفاضا كبيرا في معدل الحوادث للعام قبل الماضي مقارنة بالأعوام السابقة وهو ناتج عن الأحداث الأمنية التي شهدتها أمانة العاصمة º وكذلك بسبب أزمة المحروقات وانعدامها وإقفال بعض الشوارع أمام حركة المرور وإلا لكانت الحرب مستعرة والحصيلة أكبر بكثير من ذلك .
في أمانة العاصمة بلغت الوفيات من الذكور والإناث خلال الفترة (2001م_2011م) أكثر من 3123 شخصا وإصابة 37102 شخص وذلك في وقوع (49794)حادثا مروريا .. وتشير الأرقام إلى أن الحوادث المرورية التي حصلت العام 2011م انخفضت عن عام 2010م بعدد كبير جدا يصل إلى ألف حادث .
أما الأضرار المادية في الممتلكات ( المركبات ) بسبب الحوادث فقد بلغت خلال نفس الفترة (2001_ 2011م) أكثر من (2969779000)ريال º وما دفعه سائقو المركبات كتعويضات للركاب من أروش مبلغ (2646250480)ريالا .. وديات لأهالي الوفيات مبلغ (2868347500) ريال º وبإجمالي عام للخسائر المادية في الممتلكات والديات والاروش (8494476000) ريال .
وبينت إحصائية أمانة العاصمة أنه وقع (23299)حادثا مروريا على الطريق المستوي خلال الـ8 سنوات الأخيرة .. و(7725) حادثاٍ في تقاطعات لبعض الشوارع و(4187) حادثاٍ في جولات ( دوار) و(111) حادثا في طرق مغلقة .و(1912) حادثاٍ في منحدرات º وأن إجمالي عدد الحوادث التي وقعت بسبب السرعة الزائدة نحو ( 12038 ) حادثا … وأنه توفي خلال 2011م من الأحداث (الأطفال) 81 طفلاٍ بسبب الحوادث و137شخصا من البالغين بسبب الحوادث المرورية التي وقعت.
وكشفت الإحصائية السنوية لمرور أمانة العاصمة أن إجمالي عدد المخالفات المسجلة على السيارات والتي استطاعت خدمات المرور رصدها خلال (2001- 2011م) فقد بلغت ( 4025309) مخالفات والمسجلة على السيارات الصادرة أرقامها من مرور أمانة العاصمة فقط .مؤكدة أن الباصات الأجرة تعتبر هي الأكثر ارتكاباٍ للمخالفات من السيارات الأخرى وتليها سيارات الأجرة ( التاكسي ) ثم السيارات الخصوصي وأخيرا سيارات النقل التي تعتبر أقل أنواع السيارات ارتكاب للمخالفات وذلك لان عددها قليل وحركتها أقل من السيارات الأخرى .
و هنا يؤكد العقيد عبد الرزاق علي المؤيد نائب مدير عام الإدارة العامة لشرطة السير أن اليمن من أكثر البلدان العربية التي ترتفع فيها الحوادث المرورية وبشكل مخيف ومرعب º وذلك بسبب عدم التزام سائقي المركبات بالقواعد المرورية وسوء الطرق وغياب التوعية وعدم اهتمام الجهات الحكومية º وهذه الأسباب مجتمعة كانت وراء تفاقم الحوادث وتزايدها في الفترة الأخيرة .
و أوضح العقيد المؤيد أن الحوادث المرورية أصبحت تخلف كوارث ومآسي وحالات مستعصية على المجتمع والدولة وبصورة دائمة º موضحا بأن عدد حالات الوفاة خلال النصف الأول من العام الجاري وصلت إلى أكثر من 1234 شخصا وإصابة 2916 آخرين وبزيادة عن نفس الفترة من العام الماضي 2012م بزيادة ألف حالة .. وطالب المؤيد وسائل الإعلام المختلفة المساهمة بشكل فعال للحد من هذه المشكلة لأن لها دوراٍ كبيراٍ جدا في عملية التوعية º لأن مسؤولية السلامة المرورية واجب ديني ووطني والوقوف أمامها مسؤولية جماعية
منبها إلى وجود مجازر بشرية ترتكب على الطرقات بسبب السرعة المفرطة º وسوء الطرق وجهل وقلة وعي السائقين ومن يقودون المركبات بخطورة الحوادث وما وصلنا إليها من أرقام مخيفة º وذلك في ظل غياب الوعي والتوعية والدور الحكومي في حماية أرواح المواطنين من عبث أصحاب المركبات º رغم أن نتائج هذه المشكلة كارثية بما تعنيه الكلمة من معنى من ناحية الخسائر المادية الكبيرة وفداحة الخسائر البشرية الناتجة عن الحوادث المرورية .
و قال نائب مدير عام شرطة السير : نحن نولي هذه المشكلة جل اهتمامنا º كوننا نعتبر هذه القضية من القضايا الوطنية الهامة التي تستحق منا جميعا أن نعمل لإيقاف هذه الحرب الصامتة التي تحصد أرواح أبنائنا وإخواننا في كل ثانية ودقيقة .. ولابد من إيجاد برنامج توعوي واسع وطموحº وحملات ميدانية وإعلامية هدفها التوعية لمواجهة تحديات هذه المشكلة والحد منها بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة لإيماننا بأن المواطن اليمني غالُ ودماؤه وروحه أغلى ويجب علينا الحفاظ عليها º وأيضا خطورة المشكلة على المجتمع .