الثورة/عادل محمد
في خطابه التاريخي بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر تطرَّق قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى وضع البلاد قبل الثورة الشعبية المباركة وبدايات التحرك الشعبي الجماهيري في مواجهة سلطة الارتهان والوصاية- وأشار قائد الثورة إلى أن هذه المناسبة “هي محطة مهمة جداً لأنها مناسبة عن الثورة الشعبية التي أصبحت الآن محطة انطلق من خلالها الشعب للخروج من الماضي المظلم والسيئ والكارثي الذي كان قد وصل إليه الوضع في البلد وأيضا لبناء المستقبل على أساس من المبادئ والقيم التي ينتمي إليها هذا الشعب ولتحقيق الأهداف والطموحات والآمال المهمة وفي مقدمتها الحرية والاستقلال .
وأكد قائد الثورة أن حرية القرار السيادي الوطني هو من المنطلقات الرئيسية لهذه الثورة لما تمثله الحرية في اتخاذ القرار من أهمية تاريخية في تحديد مسار مستقبل الوطن ومن الجوانب المهمة التي تطرق إليها خطاب قائد الثورة السيد القائد هو التركيز على طبيعة التدخل الأمريكي في تفاصيل البلدان والشعوب، وأشار إلى أن التدخل الأمريكي هو شر محض وتدخل عدائي بغرض فرض شروط الهيمنة والاستعلاء وبما يحقق المصالح الاستراتيجية الأمريكية بدون الالتفات لمطالب هذه البلدان والشعوب في تحقيق الحد الأدنى من التنمية.
وكان الإنسان اليمني محور اهتمام الإدارة الأمريكية.. وبهذا الخصوص، تحدّث قائد الثورة قائلاً: “الأمريكيون وضعوا أنظارهم على هذا البلد حالة حال بقية بلدان وشعوب امتنا الإسلامية، من واقع عدائي واستعماري وطمع، وهناك دوافع كثيرة تدفعهم- وهي بالتأكيد غير مشروعة – للتركيز على اليمن وفي مقدمتها الموقع الاستراتيجي لهذا البلد والثروة الوطنية الهائلة التي لازالت موجودة ولم تستثمر بعد ولم يستفد منها هذا الشعب بعد، وكذلك التركيز على الإنسان اليمني وما يمثله من أهمية لأنهم يعرفون أن هذا الشعب إذا كان في وضعية متحررة، فهو شعب يملك المؤهلات لأن يكون له دور إيجابي وكبير بحساب هويته الإيمانية ودوره التاريخي على مستوى واقع الأمة ككل، وإن يكون في الأمة الإسلامية عضواً فاعلاً ومميزاً وذا دور مهم.
هكذا لخَّص القائد الدور الأمريكي والتآمر الأمريكي على الإنسان اليمني حيث لجأت الإدارة الأمريكية إلى التدخل في الشأن اليمني منذ وقت مبكر وهي تدرك تماماً إن إنسان الأرض اليمنية بما يمتلكه من هوية إيمانية راسخة قادر على إحداث نقلة تاريخية في واقعه المعاصر، والانتقال من حالة الضعف إلى حالة القوة والازدهار.
وقد عملت الإدارة الأمريكية وأذنابها من عملاء المشروع التدميري لليمن على تنفيذ أجندة البيت الأمريكي “البالغ السواد” من خلال اعتماد كل ما تقرره الإدارة الأمريكية في كل المسارات الوطنية، فكان الارتهان الأعمى لسياسات البنك الدولي والرضوخ لكل توجهاته الهدامة ومنها حرمان البلد من فرص الاكتفاء الغذائي والاعتماد على النفس في شتى المجالات والقطاعات الإنتاجية.
ويشير قائد الثورة إلى أن التآمر الأمريكي كان يتجه “البلد نحو الانهيار وحرصوا على أن ينزعوا من هذا البلد كل عناصر القوة وكل المقومات على المستوى الأخلاقي والمبدئي والفكري والثقافي وتدخلوا في العملية التعليمية تدخلاً خطيراً جداً يقوِّض المبادئ الأساسية التي تجعل هذا الشعب متماسكاً وصامداً تجاه التدخل الخارجي”.
ويدرك الجميع الأهداف التي حاول أعداء العروبة والإسلام تحقيقها من خلال تفريغ أجيال الأمة من كل مقومات التأهيل الفكري والحضاري السليم من خلال استهداف المناهج التعليمية والتربوية ونشر ثقافة الاستهلاك ذات النزعة الفردية، تدعم كل ذلك هجمة إعلامية ممنهجة ومدمرة لكل أخلاقيات المنهج الإسلامي.