حسن الوريث
حين يغيب العقل لأي سبب فإن تصرفات الشخص تذهب إلى الجنون، وحين يكون الغياب لعقل شخص يفترض به أن يظل صاحيا فإن الجنون يكون أكثر تأثيرا بل ويتسبب في كوارث ومصائب وتكون القرارات كلها كارثية، أما حين تكون ردة الفعل كتلك التي نتجت من شيباني فإننا فعلا أمام حالة غريبة تؤكد أن غياب العقل ينجم عنه بلاوي كبيرة وقرارات هوجاء وتصرفات حمقاء.
قامت قيامة من يسمي نفسه أمين عام ما يسمى اتحاد كرة القدم شيباني ولم تقعد وأرعد وأزبد وتوعد بالويل والثبور وعظائم الأمور حين سمع أن اتحاد كرة القدم المصغرة بدأ ينشط ويقيم بعض الفعاليات التي عجز اتحاده عن القيام بها بل إنه أصدر فرمانا بإلغاء هذا الاتحاد ومسحه من على الخارطة ونفى نفيا قاطعا أن يكون هناك اتحاد عالمي بهذا الاسم ونحن قد نتفهم أن يأتي عدم الفهم والعلم أو المعرفة من شخص عادي ويمكن أن نمنحه العذر لكن أن يأتي ذلك من شخص يدعي العلم ويحمل أمام اسمه حرف “دال” فإن ذلك معناه أن هذا الشيباني لم يكن في وعيه عند إصدار ذلك الفرمان أو أنه لم يطلع عليه وتم التغرير به وإيقاعه في الفخ أو أنه فعلا لا يدري أن هناك اتحاداً عالمياً بهذا الاسم مسجلاً وله مقر واتحادات إقليمية ووطنية وهذه كارثة أعظم من الأولى والثانية..
وبالعودة إلى اتحاد كرة القدم المصغرة الذي ادعى شيباني أنه غير موجود بالاستناد إلى مواد في لائحة اتحاده البائس الذي لا يعلم أحد عنه شيئا فإننا نقول إن عليه الاطلاع قليلا وتثقيف نفسه وعدم الاعتماد على البعض ممن خدعه وجعله يصدر تعميماً غبياً وأعمى وكان بإمكانه أن يوجه فروعه بتفعيل دورها وتنفيذ أنشطة وبرامج ومسابقات بدلا من الركود الكبير الذي تعيشه وأن ينافس هذا الاتحاد الجديد بالعمل وليس كما فعل بالهروب إلى الخلف وإلى الأمام وفي كل الاتجاهات..
اتحاد كرة القدم المصغرة ليس بدعة كما أراد شيباني ومن يقف من خلفه من أولئك العجزة الذين لم يستطيعوا القيام بمهام وواجبات فروع الاتحاد، بل إن هذا الاتحاد له وجود على الساحة الدولية والإقليمية والعربية وبالتأكيد سيحظى بقبول محلي هنا في اليمن ليس لأنه سيكون بديلا لهذا الاتحاد الفاشل لكن لأنه سيساعد على تطوير لعبة كرة القدم ويسهم في نشرها .. وبالتالي فعلينا جميعا ابتداء من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية والأندية والقطاع الخاص دعم هذا الاتحاد وإسناده في إقامة بطولات كرة القدم المصغرة لأن مخرجاتها فعلا ستكون رديفة للاتحاد العام لكرة القدم من خلال إقامة مسابقات للبراعم والناشئين والشباب واكتشاف المواهب بما أنها لا تحتاج إلى كل تلك الإمكانيات والملاعب التي تكلف كثيرا في ظل عجز اتحاد شيباني وفروعه عن تأدية مهامهم..
ولعل من نافلة القول في ختام حديثنا أن نؤكد على أن العاجز هو من يلغي الآخر وأن الفاشل هو من يصدر تلك الفرمانات بدلا من دراسة كيف ينافس في العمل وأن الأحمق هو من يغيب عنه ما غاب عن شيباني سواء عمدا أو هروبا ولا بد أن يعرف أن تصرفه هذا لا يمكن أن يلغي اتحاداً دولياً له تواجد على الساحة بل إنه لم يجن من ذلك سوى فضح نفسه بأنه إما جاهل أو غبي أو أنه يغيب عن وعيه كثيرا لسبب أو لآخر وعليه مراجعة نفسه.