سوق العمل ليس مكتبا◌ٍ وكرسيا!

تجولت “تنمية بشرية” في عدد من كليات جامعة صنعاء وسألت الكثير من الشباب والطلاب الدارسين عن الهدف الرئيسي من حصولهم على الشهادة الجامعية او الشهادة العليا¡ أو بالأصح ماذا يعني لهم الحصول على هذه الشهادات التي يسعون لتحصيلها.
كانت المفاجأة في إجابة نسبة منهم تزيد على 40% في الحصول على وظيفة كبيرة والحلم بالجلوس على مكتب فخم ومريح.

طبعا◌ٍ تجنب الكثير منهم الرد بالموافقة على شغل أي عمل مهني أو حرفي بعد التخرج فهم لا يأبهون للمهن والحرف تجسيدا◌ٍ لنظرة مجتمعية متوارثة ترفض الأعمال الحرة واليدوية والمهنية الأمر الذي جعل هذه النظرة من الأسباب المعيقة لحل مشاكل الفقر والبطالة لدى أوساط الشباب.
ويقول محمد الأهدل -طالب في كلية التجارة قسم إدارة الأعمال- بأنه يحلم بوظيفة إدارية ومكتب بعد تخرجه¡ ويحلم كذلك حسام النابهي والذي يدرس في كلية علوم الحاسوب والذي يريد عملا مناسبا وراتبا يستطيع من خلاله تحقيق كل أهدافه وطموحاته.
الكثير من هؤلاء الطلاب لا يفكرون كما يبدو في كيفية الحصول على عمل أو وظيفة في سوق متخم بالبطالة والعمالة الفائضة¡ وآخر ما يفكرون فيه هو استخدام عقولهم وتحصيلهم العلمي والمعرفي وإنتاج الأفكار بعد التخرج والاتجاه إلى الأعمال الحرة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
صعوبة
تأصلت نظرة العيب من الالتحاق بالأعمال المهنية اليدوية وغير اليدوية في نفوس الشباب المتعلمين وخاصة خريجي الجامعات منذ زمن بعيد¡ فهم اعتادوا أن مجرد حصوله على الشهادة الجامعية مسوغ◌ٍا لأن يشغل منصب◌ٍا وظيفي◌ٍا مكتبي◌ٍا مريح◌ٍا¡ يتدرج فيه عن طريق ترقيات دورية إلى أن يصل إلى درجة رفيعة وراتب كبير.. ولم يفطن كثير من الشباب أن الأحوال الاقتصادية بين حال وحال¡ والوضع يزداد صعوبة¡ فالحكومة لم تعد قادرة على خلق وظائف كافية¡ بحكم التغيرات الاقتصادية المتلاحقة¡ وأصبح القطاع الخاص غير قادر على استيعاب الأعداد الهائلة من خريجي الجامعات “خاصة خريجي الكليات النظرية”.
هذا يفرض على الشباب أن يتعاملوا مع الواقع الجديد¡ ويغيروا نظرتهم نحو الأعمال الحرفية المهنية¡ ويبعدوا عن تفكيرهم تمام◌ٍا النظرة السائدة للأعمال والمهن و الحرف.
نتائج
نتائج سلبية يتحملها الكثير من الطلاب والخريجين تؤدي بهم إلى رصيف البطالة نتيجة هذه الثقافة السائدة في عقول البعض منهم¡ فالحياة العملية وسوق العمل أكبر من كونهما كرسيا دوارا ومكتبا فخما.
هذا الأمر يطلب بحسب مختصين الaتعرف على الخيارات المتوفرة منذ سن مبكرة¡ والمساهمة في توجيه الطلاب مسار دراستهم لكي يصلوا إلى التخصص المنشود¡ ويتطلب ذلك البدء في التفكير في مستقبلهم منذ الصغر¡ والشعور بقيمة وأهمية الدراسة التي ستصل بأجيال المستقبل إلى تحقيق أحلامهم¡ والأهم تنمية أفكارهم وتوجيهها نحو ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمهن المتنوعة التي يمكن من خلال تحقيق دفعة قوية في مكافحة الفقر والبطالة.
وينصح خبراء الشباب العمل دائم◌ٍا من خلال خطة مدروسة¡ يحددون فيها أهدافهم في الحياة عامة¡ وأهدافهم من وراء ما يمارسون من عمل في حاضرهم خاصة¡ وأن تكون لهم أهداف بعيدة المدى¡ فالإنسان الجاد هو الذي يتحدى ظروف اليوم¡ ويحاول أن يتغلب عليها ليصل إلى ما يتمنى أن يرى نفسه في المستقبل.

قد يعجبك ايضا