كان للشباب إسهام فاعل في قيادة عجلة التغيير التي هدفت إليها ثورة 21 سبتمبر 2014م ، وكانوا في مقدمة صفوف الثائرين التواقين للحرية واستقلال القرار السياسي والانعتاق من الوصاية الخارجية والتصدي لمخططات التمزيق ومشاريع التقسيم والأقلمة ونهب ثروات الوطن.
ولأنهم الضمير الحي للأمة وقلبها النابض والجيل الذي يحمل على عاتقه مشاعل التنوير ورسم ملامح الغد المشرق .. فقد كان شباب اليمن على قدر كبير من المسؤولية لوضع حد لمعاناة شعبهم، وكانوا صمام أمان تمكن من تحطيم أسطورة المستبدين والطغاة .. وساهموا في بلورة رؤى وأهداف الثورة التي تتلخص في تغيير الواقع البائس والبحث عن حياة كريمة لشعبنا الذي تكبد الكثير جراء الاختلالات والتراكمات السلبية طيلة عقود من الزمن وعمل جاهداً على طي مرحلة كانت حافلة بالظلم والإجحاف.
الثورة / خالد النواري
ولم يتوان جيل الحاضر وأمل المستقبل في أن يكونوا الشرارة الملتهبة التي أشعلت فتيل الثورة وإحداث تغيير جذري في واقع الشعب اليمني الذي حطم القيود وعانق شمس الحرية وطوى صفحة الوصاية والفساد والعبث بالمال العام.
لقد كان الشباب بمثابة الشعلة التي أنارت شعاع الحرية وانخرطوا في صفوف الثوار ابتداء بالعمل السلمي المتمثل بالمظاهرات والاعتصام ، كما التحقوا بصفوف المقاومة المسلحة التي تشكلت لمقارعة قوى الفساد التي سعت لإخماد الثورة في مهدها، لكن عزيمة الشباب وإصرارهم على مواصلة النضال ساهم في استمرارية النضال والكفاح من أجل تحقيق أهداف الثورة والمطالب الشعبية الملحة.
لقد منحت ثورة 21 سبتمبر الفرصة للشباب لإثبات قدرتهم على تحمل مسؤولية قيادة دفة البلاد نحو شاطئ الأمان وتجنيبها مخططات التمزيق وفرض المشاريع الخارجية الرامية للعودة بالوطن للوراء تنفيذاَ لأجندات مشبوهة.
وكونهم الشريحة الأكبر في المجتمع فقد تسابقوا في مختلف ميادين الصمود سياسياً وعسكرياً وثقافياً واجتماعياً فتنوعت أنشطتهم التي صبت في مجملها ببوتقة واحدة عنوانها الالتفاف حول اليمن الواحد الذي تكالبت عليه قوى العدوان محاولة النيل من وحدته واستقراره ومكتسباته.
وفي ظل الإدراك والوعي بحجم المؤامرة التي حيكت تحت جنح الظلام ومآلات العدوان الممنهج للوطن ومقدراته انبرى شباب الوطن ليشكلوا ملحمة وطنية للوقوف أمام هذه الهجمة البربرية الشرسة وتسابقوا في ميادين الجهاد والعلم والثقافة للتأكيد على صوابية القضية وبطلان مشروع العدوان وأعوانه ومرتزقته.
الصمود اليمني شكَّل مفاجأة صادمة للعالم حينما تصدى للعدوان بإمكاناته الذاتية ورفض الاستسلام والخنوع وفضَّل الموت على الانكسار والعودة تحت الوصاية السعودية ، كما استبسل اليمنيون في الذود عن أرضهم وترابهم الطاهر وتشبثوا بها لتتحول كل أحلام المعتدين إلى سراب وليتجسد عنفوان الشعب اليمني وكبرياءه وشموخه.
وكان ولا يزال الشباب اليمني في هذا المشهد أيقونةً للتحدي وعنواناً للصمود والاستبسال في مواجهة آلة القتل والتدمير التي طالت كل ساكن ومتحرك على الأرض اليمنية.. هذه الأرض الشامخة كأبنائها والتي تخضبت بدم طاهر تحول إلى حبر يحكي قصة شعب أسطوري تفوق على قوى الكبر والغطرسة.
أحمد: الثورة كانت مطلباً شعبياً للتصدي لمخططات الوصاية
الشاب أحمد فؤاد محمد أوضح أن ثورة 21 سبتمبر جاءت لتلبي آمال وتطلعات شريحة واسعة من المجتمع خاصة بعد وصول البلد إلى مرحلة عصيبة نتيجة تفاقم الأوضاع وعدم الوصول إلى حل سياسي يخرج البلد من النفق المظلم الذي وصلت إليه نتيجة التجاذبات السياسية وإصرار كل طرف على تنفيذ أجندته وفرض رؤاه على الطرف الآخر ، بالإضافة إلى سوء الأوضاع المعيشية نتيجة ارتفاع الأسعار وفرض جرعات اقتصادية أثقلت كاهل المواطنين الذين زادت معاناتهم، فكان لا بد من ثورة شاملة تحول دون الانهيار الشامل الذي كانت البلاد تسير نحوه والتصدي للمخططات الخارجية التي كانت تهدف لإضعاف البلد اقتصادياً وسياسيا وعسكريا من أجل فرض الوصاية على بلادنا وتحويل اليمن إلى حديقة خلفية وبلد تابع لها.
عبدالله: ثورة 21 سبتمبر ثمرة الوعي المجتمعي والتصدي لمشاريع الارتهان
بدوره اعتبر الشاب عبدالله يحيى أحمد أن ثورة 21 سبتمبر كانت ثمرة الوعي المجتمعي الذي التف حول أهداف استراتيجية للتصدي لمشروع العمالة والارتزاق والارتهان للخارج .. كما أنها شكلت بداية التصدي للعدوان الذي كان يخطط منذ فترة طويلة للانقضاض على اليمن ونهب خيراتها وتدمير مقدراتها وجعلها دولة ضعيفة من أجل فرض الوصاية عليها.
لافتاً إلى أن الشباب كان لهم إسهام فاعل في إنجاح الثورة، حيث كانوا في مقدمة صفوف الثوار ابتداء بالمشاركة الفاعلة والإيجابية في المسيرات والمظاهرات والتصدي لمحاولات قمع الثورة بالقوة وبذل أرواحهم لتحقيق أهداف الثورة وإسقاط رموز الظلم والفساد.