دفعن بالرجال وقدمن المال واحتشدن في الشوارع والساحات دعماً لثورة 21 سبتمبر ومواجهة العدوان

نساء اليمن.. بحر لا ينقطع مدده

 

 

المرأة اليمنية سطّرت حضوراً فاعلاً في دعم وانتصار ثورة الشعب
مثَّلت ركيزة أساسية في الثورة المباركة وفي مقارعة العدوان
مثَّلت ركيزة أساسية في الثورة المباركة وفي مقارعة العدوان
استشعرت المرأة اليمنية دورها في الدفاع عن الوطن
خرجت إلى جانب أخيها الرجل ثائرة لتخليص اليمن من الوصاية والتبعية

في أي ثورة لا بد أن تسُطر المرأة اليمنية أروع الصور المعبرة والتي تظل عالقة في الأذهان، فهي العظيمة الثائرة والمجاهدة والصابرة التي كانت لها بصمة منذ اندلاع ثورة الـ21 من سبتمبر ورفضت فيها الوصاية والهيمنة الدولية لقطع كل الأيادي الممتدة لتنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني في اليمن، فكان لها حضورٌ كبيرٌ في انتصار الثورة وفي دعمها المنقطع النضير من خلال دورها الذي كان يوازي الدور الثوري للرجل.. هي المرأةُ اليمنيةُ من فقدت سندها شهيدا في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض ليقف لها التأريخُ إجلالاً وإعظاماً.
وفي هذا الاستطلاع نساء يمنيات قدمن شهداء يتحدثن لـ”الثورة”.. فإلى الحصيلة:

استطلاع / رجاء عاطف

حينما ينتفض الضمير ويتكلم الإحساس فيستيقظ المرء من بين السبات تولد الثورة .. ومعها تتحرر الحرية المأسورة بين الجوانح بقضبان الخوف قبل الظلم والتعنت الخارجي، ولكن لا تدوم أنهار دون نبع يغذيها، هكذا بدأت أخت الشهيد مسلم المرنة- فاطمة محمد، حديثها، حيث قالت: حينما خرج الرجل اليمني ثائرا ضد الجبروت المستميت في قتال الحق، كانت المرأة اليمنية حاضرة.. وهل غابت حتى تكون؟
وأضافت أن ثورة المستضعفين فيها هم القادة لحري بها أن تكون المرأة فيها أول المبادرين، والرائِي لقوافل الدعم لكافة الوافدين من مختلف المناطق إلى طوق صنعاء وما جاورها يدرك أن المرأة اليمنية يُشْتدّ بها الساعد ويقوى بها العضد.
وأكدت أن المرأة خرجت وهي على يقين أن العدو لن يسكت عن كلمتها الصادقة وموقفها الرجولي، فما إن حل العدوان حتى قتل ولدها ..ابنها ..وزوجها، ظنا منه أنه يُدْفعها الثمن، حيث لا يعلم أنها التي دفعتهم بنفسها وألحقت بهم الغالي من الثياب والمُؤَن، حتى إذا ما استلزم حضورها لتثبت أنها على الدوام ثابتة على الحق، تواجدت بكل عنفوان يماني في الميدان الداخلي فلا تخلو مظاهرة أو فعالية ووقفة إلا وهي تتوِّج المكان بموقفها الزينبي.
وقالت: نعم لن نندم على كل ما قد فعلناه ونفعله اليوم وما كسبناه من كرامة استشهاد قريب، نسأل الله أن يكون لنا موقف ثبات في الدنيا وزاد نتقوى به يوم المعاد.
خرجت ترفض الوصاية
أما أخت الشهيد في سبيل الله- درة المطاع، فتقول: في يوم ثورة الـ٢١ من سبتمبر كانت البلاد تعيش منعطفاً خطيراً مما استوجب على كل أصحاب الوعي والنظرة البعيدة التدخل وإرجاع الأمور إلى نصابها الصحيح، خرجوا بجميع الفئات العمرية رجالا ونساء في ثورة سلمية متحضرة شعارها الحرية والرجوع الصحيح للدين ورفض الأفكار العلمانية.
وأشارت قائلة : إن خروجنا في الساحة لنمثل الصوت النسائي في الثورة وبعد ذلك استكملت الثائرات ثورتهن العظيمة ودورهن الكبير في بيوتهن ونشر وإحياء الثقافة القرآنية وتوعية من حولهن بأهمية الثورة ورفض الوصاية والتبعية وتقديم أثمن ما لديهن بدءاً بوقتهن في إعداد ما كان في استطاعتهن من طعام رفدا لرجال الرجال وعونا لهم ليقاوموا ويصمدوا ضد الطاغوت وأعوانه، إلى تقديم ما عز عليهن من حلي ومدخرات ثمينة بكل سخاء ورضاء ثم إلى تقديم فلذات أكبادهن وأزواجهن وإخوانهن بشموخ وفخر إلى ساحات الجهاد والبطولات بكل ثقة بالله وقلوبهن وألسنتهن تدعي وتتضرع في أوقاتهن المتفرقة من اليوم بين قرآن وتسبيح واستغفار وتهجد بأن يحفظهم الله وأن يكون عوناً لهم في أعظم مكان وأقدس مكان.
ونوهت بأن مثل هذه العظمة وهذا الوعي التام في المرأة اليمنية لم نره في أي نموذج خارج اليمن، أنها ثائره مجاهدة زاهدة باذلة عابدة لم ولن تنهزم والنصر لليمن بهكذا شعب -رجالاً ونساءً- لم ولن يستسلم أو ينكسر .
المدد والسند
من جانبها ترى أخت الشهيد زكريا الناشطة الثقافية_ أمل عبدالوهاب الديلمي، ترى أن ثوره الـ21 من سبتمبر مثلت نقلة نوعية لليمن أخرجته من الوصاية والهيمنة الدولية وقطع تلك اليد الممتدة من الخليج لتنفيذ المشروع الأمريكي في اليمن، وأنها ثورة نظيفة نابعة من وحي معاناة الشعب، ثورة قامت ضد كل أولئك الجبابرة والمستكبرين في الأرض ولأجل هذا قُطِعت كل يد ممتدة حاولت إجهاضها أو بيع دماء شهدائها دون أن تستكمل كل الأهداف التي بُنيت عليها.
وقالت: إن المرأة اليمانية مثلت ركيزة أساسية في تلك الثورة المباركة حيث كانت المدد والسند لكل الجبهات تجود بمالها وتدفع بإبنها وزوجها وأخيها وأبيها للدفاع عن الأرض والعرض كون هذه الثورة دفعت كل من له وصاية وهيمنة على أرض اليمن للاعتداء بشكل مباشر واستباحة الأرض وسفك الدماء بغير حق وصُب كل أحقادهم على المرأة والطفل والبنية التحتية، وشُنّ عدوان شبه عالمي على شعب، الإيمان سلاحه والثقة بالله عدته، مطالبٌ بحقوقه التي بيعت بثمن بخس لكل طواغيت الأرض للهيمنة والسيطرة على أرضه.
وتابعت: فبنعمة الوعي كانت المرأة هي الركيزة التي ينبع من خلالها بحر لا ينقطع مدده لمواجهة ذلك المشروع المُكاد لكل المنطقة، وكان لها حضور في ساحات الفعاليات، حيث أوصلت من خلال حضورها رسالة لأعداء هذه الأمة مفادها أنه حصحص الحق وإن قل وأُزهق الباطل وإن كثر.
وواصلت حديثها: مثلت الأم والأخت والأبنة والزوجة رافداً للجبهات، تعد القوافل وتبذل الغالي والنفيس وتسعى إلى توعية المجتمع بأهمية ذلك بتوعية قرآنية فكانت تستقبل قوافل الشهداء لتزفهم إلى روضاتهم مستشعرة ما هم عليه عند مليك مقتدر بجنات الخلود وتذهب بقوافل الإمداد من المأكل والمشرب والملبس الذي يحتاج إليه المجاهدون في كل الجبهات ومهما قلنا لن ولن نوفي المرأة اليمانية حقها من القول فقد مثلت زينب عصرها في جاهلية أخرى كانت هي أشد من الأولى بقول سيد المرسلين صلى الله عليه وآله الطاهرين.
النواة الأولى للصمود
كوثر محمد المطاع، أخت أحد الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله، من جهتها أكدت أن المرأة هي المجتمع والنواة الأولى للصمود وهي الدافع الأول للثبات والشعلة التي تنير طريق الثائرين وهي الجندي المجهول الذي كان ولا يزال يعمل على دعم الثورة، حيث حيكت المؤامرات ضد الشعب اليمني ككل وضد المرأة خاصة في محاولة لتمييعها وتغيير معتقداتها حتى تكون مشغولة في لهو الحياة وفي ما خطط له أعداء الوطن لتنفيذ أجنداتهم من خلالها، وأضافت” ما إن اشتدت الأحداث في العاصمة صنعاء إيذانا بقيام ثورة حقيقية تجتث عرى الفساد الحقيقي الذين جرعوا الشعب ويلات فسادهم وهم يلبسون لباس الثورة ويضعون قناع الحرية وهم مرتزقة ينفذون أجندات خارجية لتسليم الوطن للعدو .
وقالت: جاءت ثورة الـ 21 من سبتمبر لفضحهم وكشف مخططاتهم، فوقفوا ضدها وبالتالي هربوا من اليمن وهم يرتدون الملابس النسائية في ذل ورعب فارين إلى أحضان العدو، وكانت النساء في ذلك الوقت أكثر حرصا على عون هذه الثورة وكن أشرف وأكرم ممن ارتدوا ملابسها ليفروا بها فقد وقفت المرأة اليمنية شامخة ماجدة أمام أعداء الوطن المتربصين به، كانت أختاً للرجال وعوناً لهم مستشعرة دورها حاملة على عاتقها مسؤوليتها في الدفاع عن الوطن، مبادرة إلى تقديم الدعم المعنوي والدفع بالرجال نحو الجبهات، داعمة بكل ما تملك من المال في سبيل نجاح الثورة السبتمبرية المجيدة المصححة للثورات السابقة، كما قامت بإعداد مختلف الأطعمة وأعدت الملابس وغيرها لإخوانها الثوار، شاركت في رعاية المرضى والجرحى وغيره من أدوار عظيمة قامت بها وكانت تحتاجها المرحلة.
وأوضحت كوثر أن مبادرة المرأة اليمنية كانت نابعة من وعيها بأهمية هذه الثورة وبأنها مرحلة فاصلة بين ما كان وما سيكون إثر نجاح هذه الثورة المباركة ، فكانت تستقبل الشهيد وهي مرفوعة الرأس شامخة الجبين مسرورة المحيا بما قدمت في هذه الثورة دافعةً ببقية الرجال للسير على نهج الشهيد وفي خطاه، ولم تكتف بهذا فقط فهي كانت حاضرة في الساحات مقيمة للفعاليات المؤثرة التي تدل على وعيها ودفعها المجتمع للمضي قدما وترسل رسائل الصمود والثبات للعدو الذي حاول إشغالها بالشائعات والتفاهات وتثبيطها لكن وعيها كان أكبر من ذلك، فكانت في فعالياتها وبهتافاتها الثورية ترسل رسائل الصمود والثبات أمام العدو التي تستمدها من دماء الشهداء ومن معاناة الثكالى صامدة محتسبة مستبشرة مسرورة بالنصر الثوري السبتمبري وهي تسير على نفس النهج لتصل إلى النصر القادم على العدوان الغاشم على اليمن في عامه السادس.
عامل أساسي للنصر
نجلاء الجلال- إحدى الثائرات في ثورة 21 سبتمبر، أشارت إلى دور المرأة اليمنية في نجاح ثورة21 سبتمبر من خلال مساندتها وصبرها ودفعها لأخيها الرجل للدفاع عن الوطن الغالي ولحماية اليمن أرضا وإنسانا في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، كل ذلك كان مقابل الذود عن كرامة وحرية واستقلال وسيادة اليمن العزيز والحر من مشروع التفتيت والتمزيق الذي حمله وخطط له وشرع في تنفيذه أعداء الوطن، لذلك عكست المرأة اليمنية بصبرها وصمودها روح الهــــويـــة والانـــتـماء .
وتقول أيضاً: إن المرأة اليمنية اليوم تتصدر المشهد، بتحملها وثباتها وأصبحت رمزا للصمود والعطاء، وكان لها الدور البارز في عدم تمكن التحالف السعودي الصهيوني من تحقيق أهدافه وأطماعه التي لا شك كان للمرأة اليمنية الدور الأبرز في ذلك، وهذا بفضل من الله تعالى وبفضل ما حملته المرأة اليمنية من إيمان كبير بالله وبعدالة قضيتها ومشروع التحرر من الوصاية .
وأشادت بدور المرأة في تربية الأولاد على قيم الإسلام العظيمة ومد الجبهات بالرجال ورفدها للجبهات بالقوافل بالمال والذهب والغذاء، وكم رأينا مواقفَ الكثير من الأمهات اللواتي يستقبلن مواكب شهدائهن كأنها مواكب أعراس، فأُمُّ الشهيد تنثرُ الورد والفل على شهيدها أي شموخ يقابل شموخ أم الشهيد عندما تقدم فلذات كبدها.. الشهيد الأول والثاني والثالث والرابع أيضاً.
مؤكدة على أن المرأة كانت ولا زالت شريكا أساسيا في نجاح ثورة21 سبتمبر الثورة لاسيما وانها وقفت إلى جانب أخيها الرجل في كل ما يجب القيام، وستظل عاملاً أساسياً وراء كل نصر يحققه جيشنا ولجاننا الشعبية، ولن تتنازل عن شبر من أرضها إلا بعد أن يعود لحضن اليمن من دنس العملاء والمرتزقة، وما تشهده الجبهات اليوم من نصر خير دليل على ذلك.

قد يعجبك ايضا