تقليص الامارات “الصغيرة” يجمع ايران وتركيا

 

الثورة نت|..

أتقنت الإمارات، على نحو لم يحدث من قبل، تجميع خصوم أشدّاء ضدها، يملكون مشروعاً وطنياً يرتكز على القومية، والإسلام، والتاريخ المديد المتعدد الطبقات، وسردية دستورية تستند إلى بُعدَي الجمهورية (البعد الشعبي والانتخابات، على علاتها) والدين في شكله الشيعي أو السني، وعقيدة سياسية ذات قوام ناعم قابلة للنمذجة والتصدير والجذب، وموقعاً استراتيجياً، وغنى ثقافياً، وعدداً سكانياً ضخماً، وقوة اقتصادية ذاتية، وعتاداً عسكرياً يحسب له ألف حساب، وحلفاء عقائديين، وحضوراً عالمياً… وكذا تحديات جمّة تجعل من الإمارات الصغيرة غير قادرة على إزعاج النّمرين الآسيويين الصاعدين.

أهداف طهران وتركيا

يبدو أن ما يشغل طهران وأنقرة، بعد التطبيع الإماراتي مع الاحتلال الإسرائيلي، ليس الدخول مع الإمارة الصغيرة الطموحة في حرب ساخنة، فذاك ما تكرهه إيران، التي تجيد القيادة من الخلف. وهو أمر تعلّمته تركيا، في ما يبدو، في تدخلها المثير للجدل في ليبيا، لكن «المتوازن» إن صح القول مقارنة بتدخلها الفج والقبيح والدموي في سوريا.
الأرجح أن الدولتين المسلمتين الكبيرتين، ستضعان الخطط الساعية إلى تقليص أجنحة الإمارات، بما يعيد الدولة الخليجية الفتية الغنية إلى ما كانت عليه تقليدياً، من سوق تجارية كبرى، لا خصماً سياسياً متقدماً، ولا موطئ قدم للمخابرات المعادية، ولا منصّة لإطلاق النار، ولا مقراً لتغذية النزاعات الإقليمية، ولا بؤرة للتناحر الإقليمي والدولي، وإن احتفظت لنفسها بموقع المنبر الإعلامي المعادي فذاك من الأمور المتفهمة. ولا شك في أن هذا الموضوع كان في صلب النقاش الإيراني التركي في الاجتماع الذي التأم افتراضياً قبل أيام، ودعا فيه الرئيس روحاني نظيره التركي إردوغان إلى موقف مشترك من التطبيع الإماراتي.

التطبيع إيرانياً وتركياً
تستثمر كل من إيران وتركيا الكثير في القضية الفلسطينية، بعدما أدركت أنقرة أن نفوذ طهران عميق بين فصائل المقاومة، في وقت يظهر فيه الخطاب السعودي – الإماراتي رغبة متزايدة في إسدال الستار على قضية العرب الأولى. بيد أنه يجدر أن نلحظ فارقاً نوعياً بين مقاربة طهران مقارنة بأنقرة في موضوع إسرائيل، ووجودها في المنطقة، وتالياً إرساء علاقات دبلوماسية معها، وخصوصاً في الوقت الراهن، حيث يتنافس محور تركيا – قطر – «الإخوان» من جهة، مع محور السعوديين والإماراتيين والمصريين من جهة أخرى، على كسب ود أميركا، الحاضن الرئيسي للاحتلال. يفرض ذلك على تركيا، التي تملك علاقة دبلوماسية قديمة مع تل أبيب، وقطر التي سبق لها أن استقبلت مكتباً إسرائيلياً في قلب الدوحة، أن لا يظهرا رفضاً مبدئياً لوجود الكيان الإسرائيلي والتطبيع معه.

يحرص المحور التركي على تمييز مساره عن المحور السعودي

يحرص المحور التركي على إبراز معارضته للتطبيع استناداً إلى رفض إسرائيل الإقرار بالحقوق الفلسطينية، كما يحرص على تمييز مساره عن المحور السعودي، المتحالف هو الآخر مع واشنطن. تظهر قناة «الجزيرة»، «توازناً» لافتاً بين مختلف الآراء، فلا تعطي وقتاً أوسع للأصوات المعبرة عن موقف مبدئي للاحتلال، بل تمنح متسعاً عريضاً للمثقفين العرب «المعتدلين»، الداعين إلى تسوية مع إسرائيل تفضي إلى التطبيع، وأولئك الذين يبررون العلاقة معها، حتى من دون تسوية.
السعوديون يسعون، من جهتهم، إلى القول بأنهم أقرب إلى أميركا، بيد أن القطري والتركي نجحا في السنوات الماضية في شد عصب العلاقة مع واشنطن، وحتى واشنطن ترامب، الأقرب إلى السعودي. من ناحيتها، تعتقد إيران وحلفاوها أن المنطقة لن تبلغ مستوى الاستقلال الحقيقي إلا بإخراج القوات الأميركية، التي تتحالف معها تركيا وقطر. أمّا إسرائيل، فهي إيرانياً قاعدة أميركية متقدمة، وجب اجتثاثها، ولمّا كان من الصعب أن تقوم إيران مباشرة بذلك، فإنها تحتضن ما بات يعرف بحركات المقاومة، التي تهدد الكيان وتحشره في الزاوية.

ما الذي أجّج الخلافات؟

ما يجعل الأتراك والإيرانيين يرفعون الصوت عالياً تجاه أبو ظبي، هو مضيّ الأخيرة في رفع عقيرتها إلى درجة إرسال طائرات للمشاركة في مناورات يونانية، موجهة ضد تركيا، والمضيّ – بالمقابل – في إرساء علاقة متينة مع تل أبيب، موجهة ضد طهران. اعتاد الطرفان التركي والإماراتي أن يتصادما في ليبيا وسوريا ومصر، لكن الإمارات تمضي بعيداً حين تنقل الصراع إلى حدود أنقرة، كما على حدود قطر. وطالما اصطدم الإماراتي والإيراني في اليمن ولبنان والعراق والبحرين، لكن إدخال أبو ظبي إسرائيل على خط المواجهة يفرض على طهران تعاملاً مختلفاً.
سمعنا تنديداً من إردوغان وروحاني بالإماراتيين، والتقديرات المرجحة أن أبو ظبي ستضطر، على الأرجح، ولو في هذه الفترة التجريبية، إلى دعوة إسرائيل وأميركا إلى أن لا تحوّلا المدينة التجارية إلى منصة عسكرية موجّهة نحو إيران، بيد أن ذلك لن يطمئن طهران إلا بعد أن تتحول الفرضية إلى واقع، وإلا باتت «المدينة التي من زجاج» هدفاً إيرانياً مشروعاً.
ولا ننسى أن الحصار ضدّ قطر وإيران وتركيا يجمعها ضد الإمارات، التي يعني تحجيمها تحجيم الرياض.

“الرئيس الإيراني: المطبّعون يتحملون مسؤولية العواقب الوخيمة عن أفعالهم”

انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني، اتفاقات التطبيع الاخيرة، التي وقّعت بين الإمارات والبحرين من جهة، والعدو الإسرائيلي من جهة أخرى برعاية أمريكية، وحمّل حكام المنطقة مسؤولية عواقب هذا
وفي كلمة خلال اجتماع الحكومة الإيرانية امس ، قال الرئيس روحاني:” أين ذهبت غيرتكم، في كل يوم ترتكب المزيد من الجرائم في فلسطين، كيف قمتم بمد أيديكم “لإسرائيل”، وبعدها تريدون منحها قواعد في المنطقة، كل العواقب الوخيمة التي ستنتج عن هذا الأمر، أنتم من سيتحمل مسؤوليتها، فانتم من يعمل، عكس ما يقتضيه أمن المنطقة”.

“تركيا هددت بإسقاطها… الإمارات ترسل 9 طائرات حربية إلى اليونان للمشاركة في مناورات عسكرية طائرة من طراز “إف 16″ إماراتية”

على وقع التوتر المتصاعد مع تركيا في شرق البحر المتوسط، أعلنت اليونان وصول 9 طائرات حربية إماراتية إلى قاعدة “سودا” للمشاركة في مناورات عسكرية مشتركة.

وقالت رئاسة الأركان اليونانية في بيان نشر على موقعها يوم الخميس 28 اغسطس الجاري، إن بين الطائرات التي وصلت إلى القاعدة 4 مقاتلات “إف-16″، وطائرة نقل “سي-130” و3 طائرات نقل من نوع “سي-17”.

وأشارت هيئة الأركان إلى أنه خلال التدريبات سيتم التدرب على التعاون بين القوات الجوية اليونانية والإماراتية بهدف زيادة الاستعداد لتنفيذ المهام وتطوير القدرات القتالية.

ولفتت إلى أن التدريبات المشتركة تأتي “نتيجة للعلاقات المتميزة والتعاون بين البلدين”، وكذلك الاتصال الوثيق بين قيادتي القوات المسلحة في اليونان والإمارات.

ويوم الثلاثاء الماضي، نفذت القوات البحرية اليونانية والتركية، مناورات عسكرية متزامنة في مناطق متداخلة ومتنازع عليها شرق البحر المتوسط اعتبرت “الأخطر” منذ تصاعد التوتر بين البلدين في المنطقة وسط محاولات ألمانية حثيثة للتوسط، في حين ألمحت مصادر تركية إلى إمكانية لجوء الجيش التركي لتوجيه ضربة للطائرات الإماراتية التي أعلنت مشاركتها في المناورات إلى جانب اليونان في حال اقترابها بالفعل من المياه التركية.
وقال مصدر تركي خاص لـ”القدس العربي” رفض الكشف عن اسمه، إن تركيا “لن تتردد في إسقاط أي طائرة إماراتية تقترب من المياه التركية أو مناطق عمل سفينة أوروتش رئيس في محيط جزيرة كريت شرق البحر المتوسط”، مشدداً على أن “الإمارات تحاول لعب دور أكبر من حجمها وهي تلعب بالنار، وفي حال تجاوزها الخطوط الحمر أو اقترابها من المياه التركية سوف تلقى رداً قاسياً” وهو ما ألمح له كثير من الخبراء السياسيين والعسكريين الأتراك في مقالات وكتابات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبالتزامن مع مشاركة الإمارات في المناورات شرق المتوسط والإعلان عن اتصال هاتفي بين وزير الدولة الإماراتي لشؤون الدفاع محمد البواردي ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، اعتبر تقرير للتلفزيون التركي الرسمي أن الإمارات تحاول الاستقواء بإسرائيل في تحركاتها شرق المتوسط، وحذر من أن تركيا لن تتردد في توجيه ضربة قوية لأي طائرات أو سفن إماراتية قد تدخل المياه أو الأجواء التركية شرق المتوسط.
وفي لقاء تلفزيوني مع قناة “الجزيرة” القطرية، الشهر الماضي، قال وزير الدفاع التركي خلوصي إن الإمارات أضرّت بليبيا وسوريا، وإن تركيا ستحاسبها على ما فعلته في الوقت والزمان المناسبين. واصفاً إياها بالدولة “الوظيفية” التي تخدم غيرها سياسياً أو عسكرياً، ويجري استخدامها واستغلالها عن بُعد. وأشار أكار إلى أن “الإمارات تدعم المنظمات الإرهابية المعادية لتركيا قصد الإضرار بأنقرة”، داعياً إياها لأن تنظر إلى ما وصفه بـ”ضآلة حجمها ومدى تأثيرها وألا تنشر الفتنة والفساد”.

وفي 13 آب/ أغسطس الجاري، أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية، أن فرنسا أرسلت مؤقتا مقاتلتين من طراز “رافال” وسفينتين تابعتين للبحرية الفرنسية إلى شرق البحر المتوسط وسط توتر بين اليونان وتركيا بشأن التنقيب عن الغاز.

الاخبار-وكالات

قد يعجبك ايضا